الجيل الجديد يتحدى التقاليد: لماذا لم يعد الإنجاب من أولويات المتزوجين؟ - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجيل الجديد يتحدى التقاليد: لماذا لم يعد الإنجاب من أولويات المتزوجين؟ - الهلال الإخباري, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 08:52 صباحاً


«وش فايدة الزواج إذا ما فيه أطفال؟»
سؤال كانت الإجابة عنه بديهية قبل عقدين من الزمن، لكنه اليوم صار موضوع نقاش جاد بين كثير من المتزوجين الجدد، بل ويُطرح أحيانا في جلسات الخطوبة والمشورة الأسرية كمحور أساسي:

هل نرغب فعلا في إنجاب الأطفال؟ ومتى؟ ولماذا؟
ما بين التقاليد التي ترى في الطفل بركة واستمرارية، والواقع الذي يكشف عن تحديات اقتصادية ونفسية حقيقية، يقف كثير من الشباب اليوم أمام مفترق طرق حاسم:
إنجاب الأطفال مباشرة بعد الزواج؟ أم تأجيل وربما حتى رفض للفكرة؟
ليس ترفا.. بل نتيجة ضغوط متراكمة

تُظهر مؤشرات مجتمعية حديثة - غير رسمية - أن نسبة الأزواج الذين يؤجلون الإنجاب لأكثر من 3 سنوات بعد الزواج في ازدياد ملحوظ، وخاصة في المدن الكبرى.

لكن هذا التوجه لا ينبع من الرفاهية أو الأنانية كما يُعتقد أحيانا، بل هو انعكاس لجملة من العوامل، منها:

  • ضغوط اقتصادية متزايدة: تكاليف المعيشة، والتعليم، والرعاية الصحية تجعل الكثير يعيد التفكير في جدوى الإنجاب في هذا التوقيت.
  • وعي نفسي عميق: جيل اليوم أكثر حساسية تجاه جودة التربية، ويخشى تكرار أنماط تربوية سلبية عاشها.
  • رغبة في بناء العلاقة أولا: بعض الأزواج يفضلون تأسيس علاقة قوية ومستقرة قبل استقبال فرد جديد للعائلة.
  • قلق من المستقبل: من تغير المناخ، إلى الحروب، إلى عدم استقرار الوظائف.. كل ذلك يدفع البعض للتساؤل: هل هذا العالم مناسب لتربية طفل؟
  • مراجعة المسلّمات: هناك من لا يريد أطفالا إطلاقا، ويجد الشجاعة اليوم لقول ذلك، ولو على استحياء، مقتربا من مناطق كانت تُعتبر مسلّمات لا تُناقش.
بين القيم التقليدية وحرية القرار
في مجتمعاتنا العربية، لطالما ارتبط الزواج بالإنجاب بشكل تلقائي. فالأطفال هم «ثمار الزواج»، و«امتداد العائلة»، و«الفرحة الكبرى».

لكن جيل اليوم بدأ ينظر للإنجاب كقرار، وليس كمحصّلة حتمية.
هذا التغيير في النظرة لا يعني رفضا للقيم، بل يعكس نقلة في مستوى الوعي الفردي، ورغبة في ممارسة الحياة الأسرية بشكل أكثر نضجا، وبتوقيت مناسب، لا بضغط اجتماعي.

فهل هو قرار فردي؟ أم مسؤولية اجتماعية؟
الواقع أن قرار الإنجاب لم يعد بسيطا. هو مزيج من العاطفة والواقع والتخطيط.

وبين من يرى أن العزوف عن الإنجاب «أنانية»، ومن يراه «شجاعة»، يبقى الأهم أن نحترم خيارات الآخرين، ونتفهم دوافعهم دون إصدار أحكام مسبقة.
ختاما، الزواج ليس خط إنتاج، والإنجاب ليس مقياس نجاح.

لكل زوجين الحق في أن يصيغوا تجربتهم بطريقتهم، بما يناسب ظروفهم، ونضجهم، ورؤيتهم للحياة.

وفي عالم مليء بالتغيرات، لعلنا بحاجة إلى مساحات صادقة للحوار، أكثر من حاجتنا إلى مقارنات أو توقعات اجتماعية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق