المدينة رؤية وحياة - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المدينة رؤية وحياة - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 2 مارس 2025 12:55 صباحاً

المدينة المنورة التي استقبلت العام الماضي 18 مليون زائر بمعدل بقاء بلغ 10 أيام، تواصل تألقها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية عالميا، حيث تحتل الترتيب الـ88 ضمن قائمة أفضل 100 وجهة سياحية في العالم، والمركز السابع عالميا في مؤشر الأداء السياحي.

هذا التميز لم يكن وليد اللحظة، بل جاء ثمرة جهود جبارة تبذلها المدينة ضمن مستهدفات ومبادرات رؤية السعودية 2030، حيث تساهم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بمبلغ 118 مليار ريال، كما بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية فيها 53 مليار ريال، ما ساهم في ازدهار اقتصادها وانخفاض معدلات البطالة وفق المؤشرات الاقتصادية الخاصة بها.

تعكس هذه الأرقام واقعا متسارعا من التطور في مختلف القطاعات، حيث تحتضن المدينة 58 مبادرة ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن، و104 مبادرات لبرنامج جودة الحياة، و30 مبادرة لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية.

بينما كنت أجهز لهذا المقال، تبادر إلى ذهني ربط هذه الأرقام والمنجزات مع ثقة المستثمرين الأجانب الذين استثمروا مبلغ 53 مليار ريال، هؤلاء المستثمرون بالإضافة إلى مستثمرين من القطاع الخاص المحلي وصندوق الاستثمارات العامة لا يراهنون على نجاح استثماراتهم إلا بعد تفاصيل عميقة من التحليل والثقة بالتنفيذ في المدينة وقيادتها وإدارة مشاريعها وجدوى المشاريع ماليا. المعلومات والأرقام دليل واضح على أن المدينة المنورة تحظى بموثوقية عالية من قبل صنّاع القرار والمستثمرين ورهانهم على نجاح هذه المشاريع وجدواها.

ولا شك أن قطاع النقل والخدمات اللوجستية يشهد توسعا ملحوظا، إذ يصل عدد المسافرين عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي إلى أكثر من 10 ملايين مسافر سنويا، وهو المطار الرئيسي للمدينة المنورة، بينما تضم منطقة المدينة المنورة ثلاثة مطارات تخدم المسافرين من مختلف الوجهات المحلية والدولية. كما نقل قطار الحرمين السريع أكثر من 9 ملايين راكب، إلى جانب الدور الحيوي الذي يلعبه كل من ميناء ينبع التجاري وميناء ينبع الصناعي في تعزيز الحركة البحرية، فضلا عن شبكة النقل العام التي تشمل ستة مسارات و123 محطة.

المشاريع التنموية في المدينة المنورة تتكامل مع البرامج التنفيذية لرؤية المملكة، حيث يشهد مسجد قباء مشروع توسعة وتطوير يعد الأضخم في تاريخه، ضمن مشروع الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما تم الإعلان عن مشروع درب الهجرة النبوية «على خطاه»، الذي يسعى إلى إحياء مسار الهجرة وربطه بمواقع تاريخية مهمة. كما يجري العمل على مشروع تأهيل وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي الذي يستهدف تطوير 100 موقع، بالإضافة إلى مشاريع التأهيل البيئي لوادي العقيق، ومركز القبلتين الحضاري، ومشاريع أنسنة وتطوير المنطقة المركزية.

من جانب آخر، يواصل صندوق الاستثمارات العامة تنفيذ مشاريع نوعية تعزز مكانة المدينة، من بينها مشروع رؤى المدينة، الذي يعد أكبر مشروع ضيافة في العالم، إلى جانب مشروع داون تاون السعودية، ومشاريع شركة السفن الترفيهية، فضلا عن شركات متخصصة مثل تراث المدينة وقصص، فيما يساهم القطاع الخاص في تنفيذ مشاريع كبرى مثل مدينة المعرفة الاقتصادية ومشاريع شركة المقر.

القطاع الإسكاني في المدينة المنورة يشهد نهضة عمرانية غير مسبوقة، حيث يجري العمل على مشاريع متنوعة توفر أكثر من 18 ألف وحدة سكنية، مما يعكس التطور المتسارع في جودة الحياة والخدمات المقدمة لسكان المدينة وزوارها.

كل هذه المعطيات، التي تشمل 192 مبادرة ضمن رؤية السعودية 2030، ومشاريع ضخمة لصندوق الاستثمارات العامة، وأعدادا متزايدة من الزوار والمسافرين، تؤكد حجم الاهتمام المتنامي بالمدينة المنورة ونموها المستدام ومستقبلها الواعد. ومع استمرار إطلاق المشاريع والإعلانات عن منجزات جديدة، تبقى المدينة المنورة نموذجا للتطور والازدهار، ووجهة عالمية تعكس روح الأصالة والتطور في آنٍ واحد.

المدينة المنورة جميلة بكل أحوالها، ويزداد جمالها باكتمال مشاريعها وتكاملها مع المناطق الأخرى السياحية والتراثية والثقافية وحركتها التجارية. واستقبال المدينة لـ 17% من مجموع زوار مدن المملكة المختلفة (أي السُدس) ربما هو المؤشر الأكبر الذي نقف أمامه تمعُّنًا وتأمُّلاً وتيقُّنًا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق