صنع في السعودية - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صنع في السعودية - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025 11:25 مساءً

في إحدى حلقات بودكاست قناة (دروس أون لاين)، تحدث الأستاذ (أحمد سالم) بإعجاب وإسهاب عن طريقة تحدث السعوديين مع بعضهم بعضا في مجالسهم ولقاءاتهم، أثارت هذه الإشادة انتباهي، وجعلتني أفتش في دهاليز ذاكرتي، فوجدت وجوها سمحة، وكلمات عذبة، ينتقون أحسن العبارات، وألطف الكلمات، في الضيافة والإكرام، والتقدير والاحترام، ومراعاة المشاعر والأحوال، فهناك عبارات تحث على الكرم، وأخرى تحفز الشجاعة، وثالثة تستنهض النخوة، ورابعة تثير المروءة، وجميعها عندهم أولويات تُراعى، وأصول راسخة لا تتداعى.

كلمات مثل "الطيب عند ذكره، الذيب على طاريه، عز الله مقامك، الله يرفع قدرك، بيض الله وجهك، كلامك على متمة، مالك لوا، استر ما واجهت، أبشر بالسعد، أبشر بالعوض، اسلم وسلم، جعلك ذخر، قرت عينك، حي عينك، حي الله كلن باسمه، ولا أفضله على من يسمع، ولا يهون الحاضرين،..... "، وغيرها الكثير من مثل هذه العبارات الجميلة، وردودها التي تكافئها جمالا إن لم تكن أجمل، مما يستخدمه السعوديون في مناسبات متنوعة، وأحوال متعددة، وكثير من هذه العبارات الراقية في مبناها ومعناها، دافعها التقدير والفأل الحسن.

يجسدون قول الشاعر:

نشاما توسّع خاطر الضايق المغلوق

على المرجلة والطيب عجلٍ تسابقها

وهذا الأسلوب في الكلام من محاسن الأخلاق، التي تعلمناها من ديننا الحنيف، ورأيناها حاضرة في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، والسلف الصالح رحمهم الله من بعده، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كانت إذا أرسلت إلى قوم بصدقة تقول لمن أرسلته: اسمع ما يدعون به لنا، حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا لنا، ويبقى أجرنا على الله.

وهذا حاتم الأصم لقيه رجل فسأله شيئا، فقال حاتم من أنت؟

قال الرجل: أنا الذي أحسنت إليَّ عام أول.

فقال حاتم: مرحبا بمن تشفع إلينا بنا.

في الختام، ليست المكارم محصورة على شعب دون غيره من الشعوب، ولكن ما يميزنا نحن السعوديين أننا استقينا مكارم الأخلاق، ومحاسن الكلام من الدين الحنيف، وأصبحت متوارثة عندنا من ضمن العادات والتقاليد، وثقافة شعبية يتنافس الجميع على صونها وحفظها، لتبقى صامدة مؤثرة في نفوس الشرفاء الأنقياء

أخبار ذات صلة

0 تعليق