نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نمو الأطفال المبكر والنمط الغذائي - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 10:58 مساءً
في ظل هيمنة «الفاست فوود» أصبحت العلاقة التي تربط النمط الغذائي ومشاكل النمو عند الأطفال مقلقة للغاية، وقد تكون هذه المعلومة غائبة عن أذهان الكثيرين، سواء الوالدان أو الأبناء بمختلف شرائحهم العمرية، فالحقيقة التي تجهلها معظم الأسر أن النمط الغذائي أصبح الآن يؤثر بشكل كبير على نمو الأطفال، فتناول الكثير من الوجبات السريعة واللحوم المصنعة والأطعمة المكيسة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والدهون، له دور كبير في حدوث اضطرابات الغدد الصماء، مما قد يؤدي تدريجيا إلى وصول الأطفال إلى سن البلوغ مبكرا، إذ إن النظام الغذائي يؤثر على تكوين البكتيريا المعوية، ويغير مستويات هرمون الإستروجين الجنسي، مما قد يؤثر على توقيت البلوغ، كما تؤثر أنواع معينة من بكتيريا الأمعاء على إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، ويمكن لهذه المواد أن تعمل على المحور تحت المهاد والغدة النخامية والغدد التناسلية، وهو النظام الرئيسي الضروري لتطور البلوغ.
والواقع أن بعض الأطعمة تسهم في تقصير فترة البلوغ لدى الأطفال مثل الأطعمة المقلية، لكونها تحتوي على نسبة عالية من الدهون، ما يؤدي بسهولة إلى زيادة الوزن وصولا إلى السمنة إذا تم تناولها بكميات كبيرة، وهذه الحالة التي تحدث قبل المراهقة يمكن أن تسرع تحويل الأندروجينات إلى هرمون الإستروجين، وتغير الحساسية وإفراز الهرمون، وتنشط المحور تحت المهاد، والغدة النخامية، والغدد التناسلية، وتعزز البلوغ بعد ذلك، فالدهون المتراكمة في الجسم تنتج هرمون اللبتين، الذي يمكن أن يعمل على منطقة ما تحت المهاد لتحفيز إطلاق هرمون الغدد التناسلية، وهو هرمون يوجد عادة في مرحلة البلوغ المبكر، كما تزيد الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة من خطر مقاومة الإنسولين، وتحفز المبيضين لإنتاج مزيد من هرمون الإستروجين، وتزيد من خطر البلوغ المبكر لدى الفتيات تحديدا.
ومع التقدم المدهش والمثير في صناعة الغذاء عن الزمن الماضي أصبح الأبناء يواجهون اليوم تحديات صحية كبيرة، ففي قديم الزمان كانت الحلويات والآيسكريم بمثابة الوجبة السريعة لدى الأبناء يأكلونها بكل فرحة وسعادة ويتحركون كثيرا، وكانت ألعابهم تفاعلية تحرق السعرات والدهون، ويتناولون في بيوتهم الأكل الصحي الذي تقدمه الأمهات، ويحبون الفواكه والخضراوات، ولكن مع مرور العقود سرعان ما تغّير حال الأبناء، إذ أصبحت اليوم وجبات البيتزا والهمبرجر وغيرها وغيرها من الأطعمة السريعة المفضلة لدى جيل اليوم، ومعها ظهرت مشاكل زيادة الوزن والسمنة ومضاعفاتها ومشاكل مقاومة الإنسولين، والسكري النمط الثاني المرتبط بالبدانة والبلوغ المبكر، وغيرها من الأمراض المرتبطة باتباع نمط حياة غير صحي.
لا شك أنه لا يمكننا منع الأبناء من تناول الوجبات السريعة التي يحبونها، كما أننا لسنا ضد رغباتهم التغذوية، ولكن يمكننا توجيههم بعدم الإفراط في تناولها، فهي تحتوي على مكونات تسهم في زيادة الوزن في حال الإفراط في تناولها مثل الدهون والسعرات، كما تتضمن نسبة عالية من الأملاح، وبجانب ذلك تحتوي على اللحوم المصنعة، وجميعها غير صحية للجسم.
من أهم النصائح التي عادة أوجّهها لمرضاي من الأطفال المراهقين واليافعين هي: الحد من تناول الوجبات السريعة والاهتمام بالأكل الصحي والحرص على تناول الفواكه والخضراوات، وتخصيص نصف ساعة يوميا على الأقل لممارسة أي نشاط رياضي يفيد الجسم ويساعد على الوزن المثالي، فللأسف الكثير من الأطفال اكتسبوا زيادة في أوزانهم نتيجة النمط الغذائي وعدم ممارسة الرياضة والجلوس الطويل والممتد لساعات متواصلة وراء الأجهزة والألعاب الالكترونية.
وهنا بعض النصائح المهمة وهي:
- عدم تجاهل حالات الأطفال الذين تظهر عليهم بوادر البلوغ المبكر، وضرورة البحث عن المسببات والتدخل المبكر.
- اتباع طرق الوقاية من حدوث البلوغ المبكر عند الأطفال بسبب العوامل الخارجية، وذلك لتمكين الأطفال من النمو الصحيح، وحتى تصبح أطوال قامتهم مماثلة لطول القامة الطبيعية عند البالغين.
- يتوفر الآن العلاج بإبر تأخير البلوغ عند الأطفال للحالات المرضية التي لديها «علامات للبلوغ في سن مبكرة وزيادة الوزن»، وهذه الإبر العلاجية آمنة ولا تسبب أي مضاعفات مستقبلية على حدوث الحمل أو العقم، أو حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، فآثارها ليست مثيرة للقلق وتتضمن الألم الموضعي في العضلة، وحساسية ناتجة عن الدواء، وقلة كثافة المعادن في العظام. من المهم خلال فترة العلاج الحفاظ على تناول فيتامين «D» وشرب الحليب أو منتجاته، مع التنويه بأنه قد يكون علاج استخدام إبر تأخير البلوغ بمفرده أو مع هرمون النمو معا اعتمادا على حساب الطول المستقبلي المتوقع عند إقفال فجوة النمو وكيفية تقدم عمر العظام.
- ليس بالإمكان تجنب بعض عوامل خطر الإصابة بالبلوغ المبكر، مثل الجنس والعِرق، لكن هناك أشياء يمكن القيام بها لتقليل فرص حدوث البلوغ المبكر، مثل تجنيب الطفل أي مصادر خارجية للإستروجين والتستوستيرون، مثل: الأدوية الموصوفة للبالغين الموجودة في المنزل أو المكملات الغذائية المحتوية على الإستروجين أو التستوستيرون، وتشجيع الأطفال على المحافظة على الوزن الصحي.
الخلاصة: للنمط الغذائي علاقة وثيقة بنمو الأطفال، فالإفراط في تناول الوجبات السريعة واللحوم المصنعة له دور كبير في حدوث اضطرابات الغدد الصماء، وبذلك يجب عدم تجاهل حالات الأطفال الذين تظهر عليهم بوادر البلوغ المبكر، وضرورة البحث عن المسببات والتدخل المبكر، فالنظام الغذائي يؤثر على تكوين البكتيريا المعوية، ويغير مستويات هرمون الإستروجين الجنسي، مما قد يؤثر على توقيت البلوغ، وهنا يتجدد التأكيد على أهمية الأكل الصحي، وممارسة الرياضة وتجنب الجلوس الطويل والممتد لساعات متواصلة وراء الأجهزة والألعاب الالكترونية.
أخبار متعلقة :