نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عندما نعتاد القتل والدماء.. ماذا يتبقى منا؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 09:37 صباحاً
فما العمل والضحايا ما زالوا يتساقطون كل ساعة ودقيقة؟ والتهجير من موقع غير آمن إلى موقع غير آمن آخر مستمر؟ سنستمر فقط في الصراخ. لم يعد الحديث عن رمضان والقدسية والاحترام يجدي، أو العيد والرحمة وخرق هدنة الحرب قبل أن يتسحر البشر. ومثله الحديث عن الأديان المختلفة في غزة بعد أن تمت مهاجمة كنيسة أرثوذكسية غزاوية تلاها مستشفى المعمداني في يوم أحد الشعانين المقدس لدى المسيحيين. فمنذ موجة القتل والحرب التي استمرت سنة ونصف وإسرائيل قد كسرت كل القوانين وتجاوزت كل الخطوط وأهدرت كل المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي تفاهم عليها البشر عبر التاريخ وعبر تجاربها المؤلمة المختلفة ومنها محرقة الهولوكوست، في تناقض غير مفهوم في كيفية مشابهتهم للجريمة النكراء التي توجهت نحوهم وقتلت منهم الملايين لتحقيقها على الفلسطينيين بالآلية نفسها، وتكرار الممارسات النازية نفسها على المدنيين العزّل، سواء كانوا أطفالا كبارا، نساء، أو شيوخا، أما الشباب والرجال فهم هدف لا يحتاج تبريرا أو دفاعا.
بل في هذه الأيام كشفت أوراق جديدة وملفات جديدة لجرائم معروفة لكنها غير معلنة. وصلت ملفات الجرائم الجنسية ضد السجينات الفلسطينيات والنساء الفلسطينيات على الحواجز الإسرائيلية لتطل بوجه بشع لكنه جاء إلى العلن من نساء شجاعات قدمن شهاداتهن العلنية أمام المفوضية السامية لمجلس حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة من خلال لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وإسرائيل، في وثيقة تحت عنوان «أكثر مما يمكن أن يتحمله المرء» وتضم الاستخدام الإسرائيلي المنهجي للعنف الجنسي والإنجابي وغيره من أشكال العنف القائم على النوع منذ أكتوبر 2023 وحتى 13 مارس 2025، زمن صدور التقرير والتي خرجت منه أن دولة الاحتلال منتهكة لقائمة طويلة من مواد القانون الدولي الإنساني.
هل هناك فُرجة أمل؟ هل هناك ما يمكن التشبث به لتتحول المأساة إلى كابوس نستيقظ منه صباحا وقد انقضى؟ ما يحدث الآن هو تطبيع للإبادة بشكل يومي. وفق ما تفيد بيسان عودة، أن ردود فعل العالم المتابع لما يجري في غزة اختلفت بعد الهدنة.. الهدنة برّدت العالم وجعلته يعتقد أن كل شيء انتهى وأن الحرب وضعت أوزارها ولنقلب الصفحة، وعندما عادت الآلة الهمجية مرة أخرى لتحصد المزيد من الأرواح والتدمير والحرق والإبادة، لم يكن العالم مستعدا للمتابعة مرة أخرى في ظل الضوء الأخضر الذي حظي به نتنياهو وحكومته ليفعلوا ما شاءوا ويقترفوا ما بدا لهم على موجة ترامب المنادي بالسلام. إن من أخطر ما يجري اليوم هو الاعتياد على كلمات مثل القتل والإبادة. تقول إيانا حديد: تعبت من الحزن والغضب، وعمر العقاد يقول: إننا نشاهد اليوم أسوأ ما يقوم به إنسان إلى آخر.
لقد بلغ الاعتياد درجات غير مسبوقة وغير محتملة.. اليوم الأكثر قتلا للأطفال في التاريخ كان يوم 24 رمضان/مارس. قتل فيه أكثر من 174 عصفورا من عصافير الجنة بدماء باردة وأغلبها قبل أذان المغرب بدقائق. وحشية لا تُبارى.. الأطفال هم العدو الذي يراه الصهيوني النازي أمام عينيه مهددا له. الجُبن يجعله يجد رجولته في قتل الأطفال. الخسة وأدنى درجات المخلوقية تجعله يستقوي على أضعف البشر وأقلهم قدرة على مقاومته. مجرمون خرجوا من خانة البشر والحيوان كذلك، إلى خانة أدنى من كل المخلوقات ومجردة من أي قيم أو أخلاق أو إنسانية. صراحة أجد كل هذه الكلمات مفرغة من معناها ولا تكفي تعبيرا عن قسوة ما نشاهد وما نعتاد وقدر ما تسقط من قيم ومبادئ وأرواح.
مرة أخرى.. هذه ستبقى مجرد فضفضات لا تصل بنا إلى ما يمكن أن نوقف به الحرب ونستعيد به الإنسانية، ما تبقى هي اعتذارات خجولة أمام الألم الفلسطيني الهادر.
أخبار متعلقة :