الهلال الإخباري

كَثُرَ الصالحون..! - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كَثُرَ الصالحون..! - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 30 أبريل 2025 10:04 مساءً

سيماهم في وجوههم كما يقولون.. بمعنى أن ما يغلب عليك من صفات تظهر للعيان في ما تحمله ملامح الوجه من تعابير تنبئ عن صاحبها، وبما أن العبارة ابتدأت بلفظ سمة فإن المقصود منها الأمر الحسن، نستخدم تلك العبارة في الغالب عندما نريد تنزيه أحدهم أو مجاملته بدماثة الخلق عند تعامله معنا، أو في إقدامه على موقف نبيل ظهر منه.. إذا الأمر يحتاج أن نكون شهودا على الموقف أو على الأقل سمعنا به ممن حولنا حتى نبصم تأكيدا على تلك الشهادة.. لتصبح شهرته مربوطة بخلقه والعكس صحيح، أيضا جميعنا نتمنى أن نكون في مكان هؤلاء الذين أغدقوا علينا بصلاح نفوسهم، وندعو الله في خلواتنا بأن يحسن خُلقنا كما أحسن خَلقنا متضرعين له أن يشمل في تلك الدعوة كل من آذونا أو البعض من حولنا، راجين من الله أن تصيبهم دعوتنا فنرتاح ويرتاحوا.. إلا أننا لم نرسم هالة الفضيلة على رؤوسنا أو ندعي وجودها على غرار «أصحابنا المهللين» ثم بدأنا في ارتداء ثوب الضحية المصابة في كل من حولها، فذاك ظلمها وهذا لم يقدر المعروف وتلك طعنتها بخنجر الغدر لتصبح صفحاتهم على قنوات التواصل الاجتماعي مليئة بسهام الهمز واللمز على من غدروا بهم، إما بمقطع أغنية أو حكمة قد لا تحمل الغرض نفسه الذي قيلت من أجله.

في الفترة الماضية كان هناك ما يلفت الانتباه أو ربما لفت انتباهي وحدي أن الكثير من صفحات من حولي على برامج التواصل الاجتماعي كانت عبارة عن رموز كتابية يقصد منها إيصال رسالة لشخص ما موجود بين مئات الأشخاص ممن يقرؤون ولا ذنب لهم في تلك الرسالة، إلا أنهم وافقوا على إضافة ذلك الصديق، ليشغل تفكيرهم سؤال حائر ألا وهو.. من المقصود بتلك الرسالة التي على الأغلب لم يفهمها المقصود بها، ولو أن الأمر تحول لمسابقة تحت عنوان «حزر فزر أنا أقصد مين؟» لكانت أكثر فائدة من ذلك «الهرج والمرج» الذي لا طائل منه، ولعلم المذنب بما أذنب حتى يصلح فعلته أو يتبرأ منها، و في جميع الأحوال لسنا مجبرين على تحمّل تلك الرسائل المبطنة أثناء استمتاعنا في أوقات الراحة بالبحث والتصفّح.

هناك ما هو أكثر أهمية من تلك الرسائل والصور المرسلة هنا وهناك.. وكما تعلمنا في دراستنا لمادة الرياضيات.. إن كانت نسبة الذين يعانون من الصدمة فيمن حولهم كبيرة إلى هذا الحد بالتالي فإن هناك علاقة طردية تجعل نسبة الأشرار مساوية بالقدر نفسه وهنا تكمن الحيرة.. الحيرة التي تجعلنا نسأل أنفسنا سؤالا منطقيا «إن كنتم كلكم طيبين ومظلومين.. فين الناس المؤذية اللي إحنا عايشين معاهم».

لكل فعل.. ردة فعل.. ولا يوجد ملائكة تمشي على الأرض.

eman_bajunaid@