نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فروقات بين الموهوبين قد نغفلها - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 6 أبريل 2025 03:55 مساءً
الحديث عن الفروق الفردية ليس بالجديد لاسيما عن طلابنا في المدارس العامة، وقد يقول الكثير أن من واجبات المعلم أن يطبق استراتيجياته مع مراعاته لفروق ابنائه الطلاب بالصف الدراسي والذي يتوجب عليه أن طلاب الفصل الدراسي (أ) ليسوا مثل طلاب الفصل (ب) وإن كانوا في نفس المرحلة الدراسية بتنوع واختلاف الطلاب فيه، وأتفهم قول بعض المعلمين في أن أعداد الطلاب كثيرة بالفصل فلا يمكنني مراعاة ذلك من ناحية ومن ختم المنهج من ناحية أخرى، كما أتفهم كثرة الأعباء التدريسية من المهام وأعداد الطلاب ونصاب الحصص التي تكون عائقا وتحديا كبيرا، ولكن هو الواقع الذي نشهد محاولات التحسين فيه ونحن جزء من هذا الحدث، وواجبنا الوظيفي يلزمنا بتحمل العبء واحتساب الأجر في سبيل أبناء الوطن للوصول لمنصات النجاح والتنافس العالمي.
سأتطرق هنا لمسألة الفروق الفردية لطلابنا الموهوبين في فصول الموهوبين الملحقة بالمدارس العامة أو المدارس المخصصة بالكامل للموهوبين والتي يكون فيها لبس كبير في التعامل معهم مع العلم بأن أعدادهم مناسبة داخل الحجرة الدراسية مقارنة بأعداد الطلاب في الفصول العادية.
دائماً ما يتم التعامل مع هؤلاء الطلاب الموهوبين على أنهم الطلاب النخبة، أو الطلاب الأذكياء، أو الطلاب المتميزين أو كما يقال هؤلاء طلاب ما تتعب معهم و(يلقطونها على الطاير). وننسى تماماً أنهم في النهاية هم طلاب يلزمنا أن نراعي الفروق الفردية بينهم فضلاً على من تبحَر في خصائصهم وتعامل معهم داخل حجرة الصف وخارجها فيعرف أنهم بحاجة ماسة لمن يعطي الفروق الفردية الاهتمام العالي لما لديهم من حساسية عالية من ناحية، ومن ناحية أخرى أن نتعامل مع كل واحد منهم بما لديه من قدرات ومهارات خاصة ، فالطالب أحمد ليس مثل الطالب خالد لا من ناحية القدرة ولا المهارة ولا التقبل لردود الفعل التي قد نراها عادية أو بديهية. فنحن بتلك الطريقة نظلمهم بالتعامل معهم كفئة واحدة لها نفس القدرات والخصائص، فهناك من تكون موهبته مثلا في الهندسة الرياضية أو حصلوا على قدرات عالية فيها. وهناك الآخرمن يفضل العمل الفردي والمشروع الخاص به ولا يتقبل مشاركة الآخرين، ويقابله من يتقبل العمل الجماعي والمشاريع المشتركة ويتأقلم معها ويبدع. وهناك من لديه سرعة تعلم أفضل من الطالب الذي بجانبه، كما ينبغي ألا ننسى أن من بينهم من قد يفوق معلمه في بعض الأوقات في الإبحار في المعلومة وما ورائها ولديه نهم في الوصول لمبتغاه فتجده يبحث ويستقصي عن معلوماته من خلال أقاربه المتخصصين في علم ما، أومن خلال الشبكة العنكبوتية والكتب الورقية أو الإلكترونية أو عن طريق الأبحاث ولديه حب للوصول للمعلومة التي تحقق الرضا لديه.
فلو تعاملنا مع الموهوبين مثلاً بنفس الكيفية الواحدة فسنكون حجر عثرة لمن هم أسرع من زملائهم في تعلم المعلومة وقد تصدر منهم تصرفات بسبب الشعور بعدم الرضا والإحباط والتوتر والتي قد نفسرها بأنها نوع من العصيان أو عدم الالتزام الصفي العام، وفي المقابل لنا أن تخيل الصورة الجميلة في بناء طلابنا والذين هم مدخرات وطننا المستقبلي إذا أحسنا التعامل مع كل طالب فيهم فيما يقدر ويتقن وواصلنا المسير معه إلى أن نصل لحد قد نتوقف عنده ونعطي الدفة لمعلم آخر متبحر بالتخصص أكثر أو قد نقوم ببناء صلة للطالب مع اساتذة الجامعات أو المهندسين في الميدان ومسؤولي المعامل وكلاً فيما يخصه ويتقنه.
ميدان التعليم يحتاج منا المعلم الأب المتفهم لحاجات وظروف طلابه، ولنتذكر دائما أن العبء عليك أيها المعلم الأب كبير، ولكن الأجر أكبر والنتائج من خلالك أسرع وأبلغ.
0 تعليق