الامتنان: قوة داخلية وسر من أسرار السعادة - الهلال الإخباري

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الامتنان: قوة داخلية وسر من أسرار السعادة - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 05:16 مساءً

في خضم تسارع وتيرة الحياة وتحدياتها المستمرة، قد يجد الكثيرون أنفسهم يبحثون عن السعادة والسكينة. لكن ماذا لو كان مفتاح الشعور بالرضا والرفاهية أقرب مما نتصور؟ إنه "الامتنان"، تلك الحالة الذهنية والشعورية التي يمكن أن تغير نظرتنا للحياة وتُحدث فرقاً حقيقياً في صحتنا النفسية والجسدية.

ما هو الامتنان؟
الامتنان، أو "الشكر الواعي"، هو أكثر من مجرد كلمة "شكراً" عابرة. إنه حالة من التقدير العميق والوعي بالنعم والأشياء الجيدة في حياتنا، سواء كانت كبيرة أم صغيرة. هو الاعتراف بالجميل، سواء كان مصدره شخصاً قدم لنا معروفاً، أو ظروفاً مواتية، أو حتى اللحظات البسيطة التي تجلب البهجة ليومنا. الامتنان هو عدسة نرى من خلالها الجوانب الإيجابية في حياتنا بوضوح أكبر، حتى في الأوقات الصعبة.

قوة الامتنان: كيف يفيدنا؟
قد يبدو الامتنان مفهوماً بسيطاً، لكن تأثيره على الفرد عميق ومثبت علمياً. وكما أشارت الكاتبة كريستينا كارون في مقالها بصحيفة "نيويورك تايمز" بعنوان "الامتنان مفيد لك حقًا. إليك ما يظهره العلم"، فإن ممارسة الامتنان، سواء بمنحه أو تلقيه أو حتى مشاهدته، يمكن أن يحسن بشكل كبير من رفاهيتنا العامة.

تشير الأبحاث التي استعرضتها كارون وغيرها إلى أن الأشخاص الذين يمارسون الامتنان يظهر عليهم تحسن في الصحة النفسية، حيث يقلل الامتنان من مشاعر الحسد والاستياء والإحباط، بينما يزيد من الشعور بالسعادة والتفاؤل والرضا عن الحياة. إنه يساعد على تحويل التركيز من ما نفتقده إلى ما نمتلكه.

كما أظهرت الدراسات بأن للامتنان تأثير في تعزيز العلاقات الاجتماعية، إذ أن التعبير عن الشكر والتقدير للآخرين يقوي الروابط بين الناس. فعندما يشعر شخص ما بالتقدير، فإنه يميل إلى أن يكون أكثر لطفاً وتعاوناً، مما يخلق دائرة إيجابية من التعامل الحسن.

أما في مجال مواجهة الشدائد والضغوطات فإن للامتنان دور كبير في زيادة المرونة النفسية، حيث يمكن للامتنان أن يكون أداة قوية للتأقلم ويساعد على رؤية الإيجابيات حتى في الظروف الصعبة، وتقدير الدعم الذي نتلقاه من الأهل والأصدقاء، مما يعزز قدرتنا على تجاوز المحن.
ربطت بعض الدراسات ممارسة الامتنان بتحسين جودة النوم، وتقليل أعراض الألم الجسدي، وحتى تعزيز صحة القلب على المدى الطويل، ربما بسبب تأثيره الإيجابي على تقليل التوتر وتحسين الصحة الجسدية.
والسؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هو كيف نزرع الامتنان في حياتنا اليومية؟

إن تنمية الامتنان لا تتطلب جهداً خارقاً، بل هي ممارسة واعية يمكن دمجها بسهولة في روتيننا اليومي:
فبالامكان تخصيص وقت للتأمل: خذ بضع دقائق كل يوم، ربما في الصباح أو قبل النوم، لتعداد الأشياء التي تشعر بالامتنان تجاهها. قد تكون بسيطة كصحة جيدة، وجود سقف يأويك، وجبة طعام لذيذة، كلمة طيبة سمعتها، أو حتى القدرة على قضاء وقت مع العائلة والأحباء.
بادر إلى التعبير عن الشكر بصدق: لا تتردد في قول "شكراً" أو عبارات التقدير الصادقة لمن يقدم لك خدمة أو مساعدة، سواء كان زميلاً في العمل، أو فرداً من عائلتك، أو حتى عامل التوصيل. عبّر عن امتنانك لوجود أشخاص معينين في حياتك بشكل مباشر.

أما مهارة تقدير اللحظات الصغيرة فإن القليل -للأسف- يمكنهم أن يمارسوها : هل حاولت أن تكون حاضراً في اللحظة وتقدر الأشياء البسيطة التي قد تمر دون انتباه: الاستمتاع بفنجان من القهوة أو كاسة الشاي، كون الجو لطيف ذلك اليوم، ابتسامة طفل، جمال شجرة أو وردة أو منظر طبيعي جميل تراه في طريقك.
انتبه لأفعال اللطف والعطاء بين الناس من حولك. فإن مشاهدة الامتنان يمكن أن تكون مُلهمة وتثير مشاعر إيجابية مماثلة.

إن الامتنان ليس مجرد شعور عابر، بل هو اختيار واعي ومنظور للحياة يمكن أن يثري تجربتنا الإنسانية. وكما تدعم الأبحاث وتجارب الكثيرين، فإن تبني الامتنان كعادة يومية يمكن أن يفتح الأبواب أمام حياة أكثر سعادة وصحة ورضا. ابدأ اليوم، ولاحظ الفرق الذي يمكن أن يحدثه تقدير النعم في حياتك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق