فرحة عارمة وزغاريد لم تهدأ في قرية "أبوصير الملق" التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بني سويف، بعد أن تصدّر ابنها الطالب يوسف سامي علي أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية – شعبة علمي علوم، بمجموع 319 درجة من أصل 320، في إنجاز استثنائي رفع اسم قريته وعائلته عاليًا.

في منزل بسيط لكنه يغمره الفخر، قال يوسف، الطالب المتفوق، إن سر نجاحه يكمن في "التقرب إلى الله، والمحافظة على الصلاة، والاجتهاد المتواصل"، مؤكدًا أنه كان يحصل على دروس في جميع المواد، وكان يذاكر بانتظام دون انقطاع، مضيفًا: "الفضل كله لله أولًا، ثم لأمي وأسرتي اللي دعموني طول الوقت.. وإن شاء الله هدخل كلية الطب، وده حلمي من زمان".

أما والدته، فكانت دموع الفرح لا تفارق وجهها، وهي تعبر عن سعادتها قائلة: "من اللحظة الأولى كنت متوقعة نجاحه، لأنه مجتهد جدًا، وبيذاكر أول بأول.. الحمد لله ربنا جبر بخاطرنا بعد تعب كبير، ودي أجمل لحظة في حياتي".

وأضافت أن شقيقه الأكبر كان أيضًا متفوقًا وسبق ودخل كلية الطب، وها هو يوسف يسير على نفس الدرب بتفوق لافت، وتابعت: "عرفنا النتيجة من الإنترنت، ولما تأكدنا إن يوسف الأول على الجمهورية البيت كله اتقلب فرح، وقلوبنا ما صدقت".

وعبّر والد يوسف عن فخره بابنه قائلًا: "يوسف طول عمره مسؤول ومجتهد.. من وهو طفل كان مختلف عن باقي الأطفال، دايمًا مركز وبيحب المذاكرة. كنت بشوف فيه الإصرار والعزيمة، وكنت متأكد إنه هيحقق حاجة كبيرة، النهارده حسّيت إن تعبي أنا ووالدته ما راحش هدر.. يوسف رفع راسي ورأس العيلة كلها، والفرحة اللي شفتها في عيون أهالي البلد لا تقدر بثمن"، مضيفًا: "أنا كأب مش ممكن أنسى اللحظة دي طول عمري، وشايف إن ده بداية مشوار أكبر بإذن الله".

وتحول منزل الطالب إلى مزار لأهالي القرية المهنئين، بينما لم تنقطع التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي، احتفاءً بنموذج مشرف جديد من شباب بني سويف، الذين يثبتون عامًا بعد آخر أن الطموح لا يعرف حدودًا.