فاجئ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة يمكن أن "تسيطر" على قطاع غزة وتهجير الفلطسينيين منه العديد من مستشاريه، وأثار حماسة الإسرائيليين اليمينيين، وأثار انزعاج الحكومات في المملكة العربية السعودية ومصر والأردن، وفقًا لما ذكرته مصادر في واشنطن وحول المنطقة لموقع "أكسيوس" الأمريكي.

وجاءت خطة ترامب لتهجير مليوني فلسطيني في لحظة حساسة للغاية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتحرير المحتجزين، بل وقد تشجع حماس ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استئناف الحرب.

ترامب فاجئ الجميع بمقترح غزة

وأضاف الموقع الأمريكي، أنه بعد اجتماع في المكتب البيضاوي مع نتنياهو، قدم ترامب اقتراحه لتحويل غزة - التي دمرتها إسرائيل إلى حد كبير - إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط" ودعوة "شعوب العالم" للانتقال إلى هناك.

وأشار إلى أن الشعور بالصدمة ملموسًا بين الصحفيين المائة والخمسين في الغرفة، كما كان عدد قليل جدًا من أفراد فريق ترامب يعرفون مسبقًا أنه سيذهب إلى حد إعلان أن الولايات المتحدة "ستمتلك" الجيب المتضرر من الحرب - وهو مسعى تدخلي للغاية لمنتقد قديم لبناء الأمة الأمريكية في جميع أنحاء العالم.

وقال أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين: "تصريحات ترامب تاريخية وتجاوزت كافة توقعاتنا وأحلامنا، لقد قدم الرئيس الأمريكي حلولًا عبقرية للأزمات".

بينما قال مصدر مقرب من ترامب: "ما تحدث به ليس نيته الحقيقية".

وأوضح الموقع، أنه في العالم العربي أثارت تصريحات ترامب موجة غضب واسعة وقوية خصوصًا في مصر والأردن والسعودية، حيث أعربت مصر بشكل واضح وصريح على مدار الأسبوعين الماضيين عن رفضها لفكرة تهجير الفلسطينيين بشكل كامل.

وقال مصدر أمريكي مطلع: "تصريحات ترامب أثارت موجة من الرفض في المملكة العربية السعودية وصدمت القيادة".

كما انزعج السعوديون من ادعاء ترامب في بداية اجتماعه مع نتنياهو بأن المملكة لن تشترط تطبيع العلاقات مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية.

ورغم أن الاجتماع كان في حدود الرابعة صباحًا في الرياض، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانًا شديد اللهجة يرفض هذا الادعاء ويعارض خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين.

وقال المصدر الأمريكي: "لا يريد ولي العهد السعودي أن يُنظر إليه على أنه جزء مما يتحدث عنه ترامب".

وأوضح الموقع الأمريكي، أنه حتى الآن ليس من الواضح كيف استقر ترامب على فكرة الاستيلاء الأمريكي على غزة.

وقال مصدر مقرب من الرئيس الأمريكي إنها فكرة ترامب الخاصة وأنه كان يفكر فيها منذ شهرين على الأقل.

وقال مصدر آخر مطلع على تفكير ترامب إن الرئيس الأمريكي تأثر حقًا بحجم الدمار الذي لحق بغزة، وأدرك أن إعادة البناء قد تستغرق 15 عامًا.

وقال مسؤول أمريكي إن ترامب قدم خطته لأنه توصل إلى استنتاج مفاده أن لا أحد آخر لديه أي أفكار جديدة لغزة.

بينما قال مسؤول أمريكي ثانٍ إن نائب مبعوث البيت الأبيض في الشرق الأوسط مورجان أورتاجوس أخبر مجموعة من السفراء العرب الذين جاءوا للتعبير عن معارضتهم لطرد الفلسطينيين من غزة قبل يوم واحد من تصريحات ترامب أن الرئيس الأمريكي لا يريد من قادتهم أن يقولوا "لا" فحسب، بل أن يأتوا بحلولهم الخاصة.

ويرى ترامب أيضًا قطاع غزة يمكن أن يصلح لأن يكون ضمن صفقة كبرى في الشرق الأوسط، ولكن يبدون أن خطته لا تتعامل مع الصدمة التاريخية العميقة لنزوح الفلسطينيين ودول المنطقة.

وقال مصدر مقرب من ترامب: "إنه يريد تحدي الوضع الراهن ليس أكثر والعمل مع دول الجوار على تقديم حلول أكثر ابتكارًا".

وأكد الموقع أن تصريحات ترامب تتزامن مع زيارة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن إلى واشنطن الأسبوع المقبل والرئيس عبد الفتاح السيسي في الأسبوع الذي يليه لعقد اجتماعات مع ترامب بشان إيجاد غزة.