طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة فكرة «إدارة انتقالية» برعاية الأمم المتحدة في أوكرانيا، في اقتراح يتضمّن رحيل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل إجراء مفاوضات بشأن اتفاق سلام بين البلدين. وقالت كييف من جانبها إن موسكو تسعى من خلال مقترحها إلى إطالة أمد الحرب.
وجاء هذا الإعلان غداة اجتماع حلفاء كييف الأوروبيين في باريس، حيث ناقشوا «ضمانات» أمنية، وقال بوتين خلال زيارة لمدينة مورمانسك (شمال غرب) «يمكننا بالطبع أن نبحث مع الولايات المتحدة وحتى مع الدول الأوروبية، وبالطبع مع شركائنا وأصدقائنا، برعاية الأمم المتحدة، في احتمال تشكيل إدارة انتقالية في أوكرانيا».
وهذه المرة الأولى التي يستحضر فيها بوتين فكرة «إدارة انتقالية» قال إنّها ستقوم بـ«تنظيم انتخابات رئاسية ديمقراطية من شأنها أن توصل إلى السلطة حكومة مختصة ستحوز ثقة الشعب، ومن ثمّ نبدأ مع هذه السلطات مفاوضات بشأن اتفاق سلام».
من جهة أخرى، أشار الرئيس الروسي إلى أنّ قواته تحافظ على «المبادرة الاستراتيجية» على خط المواجهة في أوكرانيا. وقال بوتين الذي يحقّق جيشه تقدّماً بطيئاً خصوصاً في شرق أوكرانيا، رغم الخسائر التي مُني بها، «ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد أننا سنحقّقها (الأهداف)» معتبراً أن «على الشعب الأوكراني نفسه أن يدرك ما يجري». وأضاف «نحن نتجه تدريجياً، ربما ليس بالسرعة التي نودّ، ولكن مع الإصرار واليقين، لتحقيق كل الأهداف المعلنة».
من ناحية ثانية، أعلن الكرملين أمس الجمعة أن رفض الدول الأوروبية رفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا، يدل على «أنهـــا لا تــــريـــد سـلـــــوك طــريـــق الســـلام».
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحفيين «إذا كانت الدول الأوروبية لا تريد سلوك هذا الطريق، فهذا يعني أنها لا تريد أن تسلك طريق السلام». وأضاف أن رفع العقوبات عن بنك روسي «جزء لا يتجزأ من اتفاق البحر الأسود». 
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة نظيره الروسي بالسعي إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا عبر طرحه فكرة «إدارة انتقالية» لكييف برعاية الأمم المتحدة. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي في كييف «كل ما يقوم به (بوتين) يؤخر أي احتمال (...) للتفاوض» بهدف «وضع حد للحرب».
في السياق، أعلن الجيش الروسي أنّ هجوماً أوكرانيّاً بصواريخ «هيمارس» الأمريكية، تسبّب في «حريق قوي» ودمار كبير في محطة «سودجا» لقياس الغاز، في منطقة كورسك الروسية، حيث تدور معارك وحيث لا تزال قوات كييف تسيطر على جزء صغير. كذلك، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بإطلاق صواريخ وأكثر من عشر مسيّرات على بنيتها التحتية للطاقة على مدار الساعات الـ 24 الماضية.
وعلى الجبهة، أعلن الجيش الروسي السيطرة على بلدتين، إحداهما في الجزء الذي تحتله أوكرانيا في منطقة كورسك، والأخرى في شمال شرق أوكرانيا.(وكالات )