*«كودو» لطبول التايكو تقدم عرضا للمرة الأولى في العالم العربي

احتفاء بالفنون والثقافة، واحتفالاً بمبادئ «عام المجتمع»، تُسلط الدورة الثانية والعشرون من مهرجان أبوظبي 2025 الضوء على أكثر من 50 عاماً من العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات واليابان، ضيف الشرف لدورة المهرجان لهذا العام، والذي يعود ليستكمل برنامجه الرئيسي خلال الفترة بين 9 و29 إبريل الجاري، بتشكيلة استثنائية من العروض الموسيقية العالمية التي تجمع بين أساطير الإيقاع، وعازفي البيانو، وحفلات الأوركسترا المرموقة، وعروض باليه مبهرة بمشاركة نجوم عالميين. وتقام فعاليات المهرجان في جامعة نيويورك أبوظبي، لتقدم برنامجاً متنوعاً يضم عدداً من العروض لأول مرة في العالم العربي.
وتقدّم فرقة كودو اليابانية الشهيرة لطبول التايكو أداء استثنائياً على مسرح مهرجان أبوظبي يومي 8 و9 إبريل، في عرض عالمي حصري يُقام لأول مرة في العالم العربي؛ إذ يلتقي الإبداع المعاصر بالتقاليد العريقة في تجربة فنية مبهرة. وبعد تقديم أكثر من 7000 عرض في 50 دولة، تواصل كودو استكشاف الإمكانيات الإيقاعية اللامحدودة لهذا الفن الياباني الأصيل، دافعةً بحدوده نحو آفاق جديدة. وتتميّز عروض الفرقة بطاقة استثنائية تتجاوز حواجز اللغة والثقافة، مقدّمة تجربة فنية آسرة تحتفي بالإرث الياباني العريق والتجديد الفني المستمر.
ويستعد عازف البيانو الموهوب يونتشان ليم، أحد أبرز المواهب الصاعدة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، لإحياء أمسية موسيقية يوم 11 إبريل على مسرح المهرجان، ويقدم أداء استثنائياً لمقطوعة «تنويعات غولدبرغ» لباخ، في عرض عالمي يُقام لأول مرة في العالم العربي. واشتهر ليم عالمياً في عام 2022 عندما أصبح في سن الثامنة عشرة أصغر فائز بالميدالية الذهبية في مسابقة فان كليبرن الدولية للبيانو، إحدى أرقى المنافسات الموسيقية في العالم. كما حظي أداؤه لمقطوعة «دراسات ترانسندنتال» لليست انتشاراً واسعاً، محققاً أكثر من 10 ملايين مشاهدة على «يوتيوب»، لتصبح النسخة الأكثر مشاهدة لهذا العمل. وقد اختارته نيويورك تايمز ضمن قائمة أفضل 10 عروض موسيقية كلاسيكية لعام 2022.
وتستعد كونيكو كاتو، إحدى أبرز عازفات الإيقاع على الساحة العالمية، لتقديم عرض فني استثنائي في أبوظبي يوم 14 إبريل؛ إذ تستعرض براعتها في العزف على آلات الكيبورد والإيقاع بأسلوب يمزج بين الدقة الفنية والتعبير الموسيقي العميق. تُعد كاتو رائدة في مجال الإيقاع المعاصر، وتعاونت مع كبار المؤلفين الموسيقيين، من بينهم ستيف رايش، وأعادت إحياء أعمالهم بلمسات إبداعية مذهلة، بفضل تقنيتها الفائقة، ورؤيتها الموسيقية المتقنة، وأسلوبها الأدائي الأنيق، أسرت الجماهير حول العالم، وحظيت بتقدير كبار قادة الأوركسترا والمؤلفين الموسيقيين على السواء.

تألق فني

يقدّم الثنائي الأسطوري كاتيا ومارييل لابيك، أحد أبرز ثنائيات البيانو في العالم، عرضاً موسيقياً استثنائياً في المسرح الأحمر بجامعة نيويورك أبوظبي يوم 16 إبريل، في ليلة تحتفي بالتناغم والتألق الفني. وتميزت الأختان لابيك منذ صغرهما بموهبتهما الفريدة، وانطلقتا إلى الشهرة العالمية بفضل أدائهما المبتكر لأغنية «رابسودي إن بلو» لجورج غيرشوين، والتي أصبحت واحدة من أولى الأسطوانات الذهبية في الموسيقى الكلاسيكية. وعلى مدار مسيرتهما الحافلة، قدّمتا عروضاً على أرقى المسارح العالمية، وتعاونتا مع كبار المؤلفين الموسيقيين مثل فيليب غلاس، وبيير بوليز، ولوتشيانو بيريو، وجورجي ليجيتي، ما رسّخ مكانتهما بين أعظم عازفي البيانو في عصرنا. ويترقب جمهور مهرجان أبوظبي ليلة موسيقية ساحرة، حيث ينسج الثنائي تجربة مبهرة تمزج بين البساطة الآسرة لفيليب غلاس والانطباعية الغنية لموريس رافيل.
أما الأوركسترا السيمفونية للجامعة الوطنية الكورية للفنون فتُقدّم عرضها الأول في العالم العربي يوم 18 إبريل ضمن المهرجان، بقيادة البروفيسور تشونغ تشي يونغ، أحد أبرز قادة الأوركسترا في كوريا. حظيت الأوركسترا بإشادة عالمية على مدار الأعوام الماضية بفضل عروضها الاستثنائية التي أبهرت الجماهير في ألمانيا وروسيا والولايات المتحدة والصين وغيرها. كما تُقيم حفلاتها السنوية في أرقى المسارح الكورية، مثل مركز سيؤول للفنون وقاعة حفلات لوتي، وتؤدي دوراً رئيسياً في دعم وتطوير الموسيقى الكلاسيكية عبر عروضها المتميزة ومشاريعها الموسيقية المبتكرة. وينضم إلى الأوركسترا السيمفونية للجامعة الوطنية الكورية للفنون في هذه الأمسية الاستثنائية نخبة من العازفين العالميين، من بينهم عازف الكمان الشهير جايوون وي، وعازف التشيلو المتميز سانغ هيوك بارك، ليقدّموا للجمهور عرضاً موسيقياً مفعماً بالإبداع والموهبة.
وتعود أوركسترا الجامعة الوطنية الكورية للفنون السيمفونية إلى المسرح في عرضها الثاني في 20 إبريل، حيث ترافقها السوبرانو جيسيكا برات والتينور العالمي خافيير كامارينا، في أداء أوبيرالي مذهل يقوده المايسترو الإيطالي اللبناني توفيق معتوق.
ولأول مرة في العالم العربي، يُقدّم عازف الكمان الحائز جائزة غرامي أوغستين هادليتش حفلاً موسيقياً استثنائياً يوم 21 إبريل في القاعة الزرقاء بجامعة نيويورك أبوظبي؛ إذ سيقدم هادليش عرضاً فنياً مميزاً يتضمّن أعمالاً لكل من باخ، وكولريدج تايلور، وإيزاي، وديفيد لانغ.

باليه النجوم

يُقدّم مهرجان أبوظبي أمسية باليه النجوم يوم 22 أبريل، وهو عرض استثنائي يُقام على خشبة المسرح الأحمر بجامعة نيويورك أبوظبي، بمشاركة نخبة من مؤدي الباليه العالميين من الباليه الملكي، والباليه البافاري، وباليه أوبرا باريس، وباليه شتوتغارت. ويستضيف الحفل فنانين مرموقين، من بينهم إليسا بادينيس، الراقصة الرئيسية في باليه شتوتغارت، والتي اشتهرت بأدائها الحائز جوائز في «بحيرة البجع» و«روميو وجولييت»، وليونور بولاك، الراقصة في باليه أوبرا باريس، المعروفة بأدائها المتميز لشخصية أوديت/أوديل في «بحيرة البجع». ويشارك في العرض أيضاً نخبة من راقصي الباليه المرموقين، من بينهم جينهاو تشانغ وماديسون يونغ، الفائزان بجائزة لوزان من الباليه البافاري، إضافة إلى مارتي بايكسا من باليه شتوتغارت، وريوتشي هيرانو من الباليه الملكي، وميليسا هاميلتون، ليقدّموا معاً أمسية ساحرة تحتفي بروعة فن الباليه الكلاسيكي والمعاصر.
وفي عرض خاص بعنوان «لقاء الفنانين المتألقين»، يعود يامن سعدي، قائد الأوركسترا الفيلهارمونية في فيينا، إلى مسرح المهرجان يوم 26 إبريل برفقة عازفة الكمان سارة فيرانديز وعازفي التشيلو كيان سلطاني وبابلو فيرانديز، ليقدّموا أمسية موسيقية استثنائية. وانضم يامن سعدي إلى أوركسترا ديوان الغرب والشرق في سن الحادية عشرة، وأصبح قائد الأوركسترا في السابعة عشرة، ليواصل منذ ذلك الحين مسيرته المتألقة مقدماً عروضاً مع دار أوبرا فيينا والأوركسترا الفيلهارمونية في فيينا، حيث أسَرَ الجماهير في أعرق المسارح العالمية. وتنضم إليه سارة فيرانديز، المعروفة بصوتها الدافئ وأسلوبها الراقي، والتي سرعان ما رسّخت مكانتها بصفتها واحدة من أبرز عازفات الكمان في جيلها.
أما كيان سلطاني، الذي برز على الساحة العالمية بفوزه بمسابقة هلسنكي الدولية للتشيلو عام 2013، فيتميّز بأسلوبه العاطفي العميق وإتقانه التقني الرفيع. ويُشارك في الحفل بابلو فيرانديز، العازف الذي حاز إشادة واسعة بأدائه المتميز، والفائز بجائزة أوبس كلاسيك عن ألبومه «انعكاسات». يواصل فيرانديز جولاته العالمية، مقدماً عروضه مع فرق أوركسترا مرموقة مثل أوركسترا لوس أنجلوس الفيلهارمونية والأوركسترا الفيلهارمونية التشيكية. بمشاركة هذه المواهب الفريدة، يعد هذا الحفل بأمسية موسيقية لا تُنسى، تجمع بين البراعة الفنية والحضور الآسر على مسرح مهرجان أبوظبي.
وتُختتم الدورة الثانية والعشرون من المهرجان يوم 29 أبريل بحفل تكريمي يحتفي بإرث الأسطورة الموسيقية الراحل كوينسي جونز، يحييه عازف البوق الموهوب رايلي مولهركار، برفقة فرقته الرباعية النحاسية «ذا ويسترليز». ويُوصف أداء مولهركار بأنه «عصري، ومبتكر»؛ إذ يُكرّم إرث كوينسي جونز، الصديق المُقرّب للمهرجان، والحائز جائزة مهرجان أبوظبي المرموقة عام 2014، بصفته منتجاً ومؤلفاً موسيقياً، أسهم جونز في صياغة صوت الموسيقى الشعبية عبر أنواع موسيقية متعددة لأكثر من سبعة عقود. ويُشكّل هذا الحفل محطة أساسية في المهرجان، احتفاء بإسهاماته البارزة وتأثيره العميق في عالم الموسيقى. ويأتي هذا التكريم ضمن احتفال مهرجان أبوظبي باليوم العالمي لموسيقى الجاز لعام 2025، الذي تُنظّمه اليونسكو، وتستضيفه أبوظبي.