في واحدة من أبشع الهجمات التي طالت البنية الصحية في قطاع غزة، أفادت شهادات ميدانية أن الجيش الإسرائيلي أمهل مستشفى المعمداني وسط غزة 20 دقيقة فقط قبل تنفيذ القصف، ما تسبب في حالة من الهلع والفوضى بين المرضى والطواقم الطبية. الممرضون والمسعفون كانوا في سباق مع الزمن لإنقاذ من يمكن إنقاذه، وسط غياب شبه تام لسيارات الإسعاف ومعدات الإجلاء.

شهادة ممرض: "طفلة لفظت أنفاسها في الشارع"

يروي أحد الممرضين: "عشنا لحظات مرعبة، كنا نحمل الجرحى إلى الشوارع المجاورة على الأَسرّة، وهناك لفظت طفلة صغيرة أنفاسها الأخيرة… لم نستطع إنقاذ الجميع". تلك الدقائق القليلة كانت كفيلة بتحويل مشفى يخدم أكثر من مليون مواطن إلى ساحة دمار، بعد استهداف مبنى الاستقبال الرئيسي، الذي خرج عن الخدمة تمامًا.

قصف يذكر بمجزرة 2023

شهود عيان وصفوا لحظة القصف بأنها كانت شبيهة بمجزرة 17 أكتوبر 2023، حيث استهدف القصف الإسرائيلي في ذلك الحين مئات النازحين داخل المعمداني، مما أسفر عن استشهاد 471 شخصًا. انفجاران متتاليان هزا المستشفى، وتطاير الحطام في كل اتجاه، بينما اندلعت النيران التي امتدت حتى مبنى الكنيسة الملاصق.

من جديد.. البنية الصحية تحت النار

استهداف مستشفى المعمداني لا يُعد حادثًا عابرًا، بل هو استمرار لنهج ممنهج يستهدف المرافق الصحية في غزة، وسط صمت دولي، وأمام كارثة إنسانية متواصلة يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.

من جانبه، في بيان عاجل صدر قبل قليل، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن قوات "جيش الدفاع" بالتعاون مع جهاز الشاباك، نفذت غارة جوية على مجمع قيادة وسيطرة تابع لحركة حماس في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، ضمن عمليات عسكرية متواصلة تهدف – حسب وصفه – إلى إزالة التهديدات على مواطني إسرائيل.

وقال أدرعي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي إكس "تويتير سابقًا"، إنّ المجمع المستهدف كان يضم عددًا كبيرًا من عناصر حماس، الذين شاركوا – حسب زعمه – في تنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال خلال الحرب الجارية، وكانوا يخططون لهجمات جديدة في الفترة القادمة. وأضاف أن الضربة الجوية استهدفت تحييد هؤلاء العناصر بشكل دقيق.

وأشار المتحدث إلى أنه تم اتخاذ تدابير لتفادي إصابة المدنيين، من خلال استخدام ذخيرة دقيقة واعتماد عمليات استطلاع جوي مسبقة، مشددًا على أن الجيش سيواصل عملياته في مختلف مناطق قطاع غزة لضرب ما وصفها بـ "البنية التحتية الإرهابية".