أبرزت جريدة "الخليج" الكويتية في عددها الصادر اليوم الإثنين، الزيارة المرتقبة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى دولة الكويت، والتي تأتي ضمن جولته الخليجية الحالية، مؤكدة أنها تمثل محطة مهمة على طريق تعزيز العلاقات الثنائية الراسخة بين البلدين الشقيقين، وتعبيرًا عن عمق الروابط التاريخية المتجذرة بين القاهرة والكويت.

وفي افتتاحية العدد، التي حملت عنوان: (الكويت ومصر.. تاريخ مشترك وعلاقات متجذرة)، كتب رئيس تحرير الجريدة، أحمد إسماعيل بهبهاني، مؤكدًا أن زيارة الرئيس السيسي المرتقبة ولقائه المرتقب مع أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تأتي تتويجًا لمسيرة طويلة من العلاقات الأخوية الوثيقة بين الشعبين المصري والكويتي، التي استندت عبر العقود على أسس راسخة من التفاهم والدعم المتبادل في مختلف الأوقات والمواقف.

تعزيز الشراكة في مجالات الاقتصاد والأمن والتنمية

وشدد بهبهاني في مقاله على أن الزيارة المرتقبة للرئيس المصري من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والتنموية والأمنية، بما يسهم في تحقيق مصالح الشعبين، ونقل التعاون إلى آفاق أوسع، في ظل القيادة الحكيمة لأمير الكويت والرئيس السيسي.

وأضاف أن هذه الزيارة تعكس حرص قيادتي البلدين على استمرار التنسيق والتشاور السياسي حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات جيوسياسية وأمنية معقدة، تتطلب وحدة الرؤية والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات ووضع حلول عملية لها.

علاقات مصر والكويت.. أواصر تمتزج بالتاريخ والمواقف المشتركة

وأكد رئيس تحرير "الخليج" أن العلاقات بين مصر والكويت تتجاوز حدود الكلمات أو الأوصاف، فهي علاقات راسخة في وجدان الشعبين، وامتزجت بدماء الشهداء في أوقات الأزمات والحروب، مما أعطاها طابعًا فريدًا من القوة والصلابة، يصعب زعزعته مهما تغيرت الظروف.

وأشار بهبهاني إلى أن العلاقات بين البلدين الشقيقين كانت ولا تزال أنموذجًا يحتذى به في العمل العربي المشترك، مشيرًا إلى مواقف مصر التاريخية الداعمة للكويت، وكذلك الدعم الكويتي المتواصل لمصر على الصعيدين الرسمي والشعبي، ما جعل العلاقة بين البلدين بمثابة شراكة استراتيجية متجذرة في وجدان الأمتين المصرية والكويتية.

استثمارات كويتية ضخمة في السوق المصري

وسلط بهبهاني الضوء على حجم الاستثمارات الكويتية في مصر، والتي تتجاوز 20 مليار دولار أمريكي، مشيرًا إلى أن الكويت تعد ثالث أكبر شريك عربي لمصر بعد السعودية والإمارات، ورابع شريك عالمي من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وأوضح أن هذه الاستثمارات تأتي في إطار جهود الدولة المصرية لتوفير بيئة استثمارية جاذبة، وتشجيع رأس المال الخليجي والعربي على الدخول في مشروعات تنموية طموحة تخدم مصالح الجانبين.

علاقات ثابتة ومتنامية رغم التحديات

وأكد بهبهاني أن العلاقات بين مصر والكويت تزداد قوة ورسوخًا يومًا بعد يوم، مدعومة بإرادة سياسية صادقة من القيادتين، ومستندة إلى إرث مشترك وتاريخ طويل من التعاون، الأمر الذي يجعلها نموذجًا فريدًا في العلاقات بين الدول، قوامه المحبة والتلاحم والثقة.

وأضاف أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص لتعزيز هذه العلاقات، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تتطلب تكاتفًا وتنسيقًا مشتركًا، بما يسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ودعم مسيرة التنمية في كلا البلدين.