نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تقييم سري: لهذه الأسباب فشلت الدبابة ليوبارد الألمانية في الحرب الأوكرانية - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 04:09 مساءً
يكشف اجتماع سري عقده الملحق العسكري الألماني المتمركز في كييف، ونحو 200 جندي من الجيش الألماني، عن نتائج صادمة بشأن أداء الدبابة الباهظة الثمن ليوبارد 2 في ساحة المعركة، على غير المتوقع، خصوصاً أن خطوة إرسالها شهدت نقاشاً عاماً ساخناً آنذاك.
ورغم كل الضجة التي صاحبت إرسال 18 دبابة ليوبارد 2 الألمانية إلى أوكرانيا، عام 2023 وسط نقاش عام ساخن حول خطوة دعم كييف بأسلحة ثقيلة، فقد توصل التقييم السري الذي أجرته وزارة الدفاع الألمانية إلى أنها فشلت في ساحة المعركة الأوكرانية، وأن الجنود وجدوا أن قدرتها كانت محدودة هناك.
ولم يعط أولاف شولتز موافقته على إرسال الدبابة الثمينة إلى أوكرانيا، في عام 2023، إلا بعد أن وافقت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن على إرسال الدبابة أبرامز، ثم بدأ الرأي العام الألماني يميل إلى ضرورة إرسالها، وهو ما حدث بعد ذلك.
ـ أسباب الأداء الضعيف:
وبحسب التقييم السري، فإن بعض المشاكل التي واجهتها ليوبارد 2، لها علاقة بالطريقة التي تتغير بها الحرب نفسها، فقد كانت عرضة لهجمات مدمرة من قبل الطائرات المسيرة، كحال باقي الدبابات هناك عموماً، لكن ما فاقم الصعوبات أن تصميمها يجعل من الصعب إصلاحها في ساحة المعركة، ما يعني أنه يجب إرسال دبابات ليوبارد المعطوبة إلى فرق إصلاح متخصصة في غرب أوكرانيا، أو حتى إرسالها إلى بولندا لإصلاحها وصيانتها، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية ألمانية.
ويكشف التقييم أنه في كثير من الحالات، أجبرت مشاكل الدبابات ليوبارد 2 الكتائب الأوكرانية على استخدامها في الغالب كمدفعية مميزة، ويقول سيرغي سومليني، المحلل العسكري الألماني: «المشكلة الرئيسية في الدبابة الألمانية هو قلة العدد المتاح، فإذا استلزم الأمر إصلاح دبابة أو اثنتين، فهذا يعني أن جزءاً كبيراً من دبابات أوكرانيا تعطل فجأةً لفترة من الوقت».
ويقول سومليني: «لم تُصمَّم دبابات ليوبارد 2 لساحة المعركة الأوكرانية، فهي تعمل بكفاءة عند توفر دعم جوي جيد، لكن أوكرانيا تفتقر إلى هذا الدعم»، مشيراً أيضاً إلى أن تصميمها جاء خلال فترة ما بعد الحروب، وأوضح: «جاء تصميم أنظمة الدبابة من قِبل جيل من المصنّعين الألمان الذين لم يشهدوا الحرب، ولذلك مالوا إلى تعقيد أنظمتها بشكل مفرط».
ويؤكد المحلل العسكري الألماني أن «الأنظمة القديمة، التي تم تصميمها في ستينات القرن العشرين، على أيدي أولئك الذين شهدوا الحرب العالمية، هي أكثر فائدة في ساحة المعركة، ولكنها تتمتع بدروع أضعف».
ويرى خبراء الدفاع في ألمانيا أن تجربة ساحة المعركة الأوكرانية، تحمل دروساً واضحة في ما يتعلق بمشتريات البلاد، خاصة إذا اختارت روسيا اختبار حلف شمال الأطلسي.
وتقول سارة ناني، المتحدثة باسم حزب الخضر الألماني لشؤون الدفاع، إن أحد الدروس الواضحة هو أن البلاد بحاجة ماسة إلى توافر المزيد من الأنظمة. وأضافت: «لم يعد بإمكاننا التفكير في كميات صغيرة كهذه. علينا أن نفترض أن المركبات تتوقف عن العمل لفترة طويلة بعد تعرضها للتلف، وأنها ببساطة بحاجة إلى صيانة».
ـ مشاكل الدبابة أبرامز:
تعد ألمانيا هي ثاني أكبر مورد للمعدات العسكرية إلى أوكرانيا بعد الولايات المتحدة، حيث حددت النسخة المسربة من التقييم السري أيضاً مشكلات أخرى مع الأنظمة التي قدمتها برلين، مشيرة إلى أن حتى المعدات التي تعمل بشكل جيد، مثل معدات الدفاع الجوي، عانت مخزونات غير كافية من الذخيرة.
ولم تكن دبابات أبرامز التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا ببعيدة عن هذا التقييم، ففي ديسمبر/كانون الأول، اعترف جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، بأنها «لم تكن القطعة الأكثر فائدة من المعدات». وذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن الخدمات اللوجستية لصيانة هذه الدبابات مثلت «عبئاً ثقيلاً للغاية»، تماماً كما حدث مع دبابات ليوبارد الألمانية.
ويقول مارك هيرتلينج، وهو جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي، إن دبابات أبرامز كانت معجزة تكنولوجية، ولكنها كانت تحتاج إلى صيانة هائلة ومتخصصة جداً، قد تُرهق قدرات أوكرانيا الحالية، فضلاً عن كونها تتطلب سلسلة إمداد متطورة لتشغيلها، إضافة إلى نقطة لا تقل أهمية والتي تتعلق باستهلاكها الهائل للوقود.
ومن بين نحو 80 دبابة أبرامز قدمتها الولايات المتحدة وأستراليا لأوكرانيا، أفادت التقارير أن نحو 20 دبابة منها تم تدميرها أو تعطيلها أو الاستيلاء عليها.
وقد أبلغت كييف عن مشاكل مماثلة مع الدبابة تشالنجر 2 التي تبرعت بها بريطانيا، حيث قال أحد أفراد طاقمها الأوكرانيين لصحيفة «ذا صن» العام الماضي إن هذه الدبابة كانت تتعطل في كثير من الأحيان، ولا يمكن إصلاحها بسهولة. حيث يستغرق الحصول على قطع الغيار وقتاً طويلاً، بالنظر إلى الإجراءات اللوجستية المعقدة للغاية.
0 تعليق