وصل منذ قليل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت الشقيقة في زيارة رسمية، وكان في استقباله بمطار الكويت الدولي أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حيث أُجريت مراسم استقبال رسمية للرئيس المصري، شملت عزف النشيدين الوطنيين لمصر والكويت، وعرضًا لحرس الشرف.

تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومواصلة التنسيق المشترك بين القاهرة والكويت في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وحرص الجانبين على دعم الاستقرار في المنطقة العربية.

علاقات استراتيجية ممتدة بين مصر والكويت

تتمتع مصر والكويت بعلاقات تاريخية وثيقة تعود إلى عقود مضت، حيث تشهد العلاقات بين البلدين تنسيقًا مستمرًا في المحافل الإقليمية والدولية، إضافة إلى الشراكات الاقتصادية المتنامية. 

وتُعد الكويت من أكبر المستثمرين العرب في مصر، حيث تتركز الاستثمارات الكويتية في قطاعات العقارات، والطاقة، والصناعة، والبنوك.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي الحالية تأكيدًا على عمق العلاقات بين القاهرة والكويت، كما تعكس حرص القيادة السياسية في البلدين على التنسيق الدائم بشأن الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وجهود التهدئة وإعادة الإعمار.

أجندة الزيارة: ملفات اقتصادية وسياسية بارزة

من المنتظر أن تتضمن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت جلسات مباحثات موسعة مع أمير الكويت وعدد من المسؤولين الكويتيين، تتناول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وزيادة الاستثمارات الكويتية في السوق المصري، خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية الجارية في مصر، وما توفره من فرص واعدة للمستثمرين.

كما يتوقع أن تشمل المباحثات تبادل وجهات النظر حول أبرز الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث تلعب الكويت دورًا فاعلًا في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بينما تواصل مصر جهودها في الوساطة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتتطرق المباحثات كذلك إلى التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، وسبل تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، إضافة إلى مناقشة آليات دعم الأمن القومي العربي في ظل المستجدات الإقليمية.

زيارة تحمل رسائل دعم وتضامن

تحمل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى دولة الكويت في هذا التوقيت العديد من الرسائل السياسية، حيث تؤكد على وقوف مصر إلى جانب الكويت ودول الخليج العربي، وتعزيز العمل المشترك في مواجهة التحديات الراهنة. 

كما تعكس الزيارة تقدير القيادة المصرية للدور الذي تلعبه الكويت في دعم قضايا الأمة العربية، وسياستها المتزنة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ومن جانبه، أكد أمير الكويت خلال مراسم الاستقبال، على عمق الروابط التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، مشيدًا بدور مصر المحوري في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالعلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين.

إشادات رسمية وشعبية

وقد لاقت زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت ترحيبًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الكويتية، التي أشادت بمكانة مصر كركيزة أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط، كما أكدت على متانة العلاقات الأخوية بين القاهرة والكويت، التي لطالما تميزت بالتعاون المثمر في مختلف المجالات.

وفي ختام اليوم الأول من الزيارة، من المتوقع أن يعقد الجانبان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا للإعلان عن نتائج المباحثات وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستسهم في دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب.

وتُعد هذه الزيارة محطة جديدة في مسار التعاون المصري الكويتي، ورسالة تؤكد على أن وحدة الصف العربي والتعاون الإقليمي هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات، وتحقيق التنمية المستدامة لشعوب المنطقة.