ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، الاجتماع الأول للجنة العليا المُشكلة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لبحث التحديات التي تواجه الإعلام والدراما المصرية، ووضع رؤية استراتيجية شاملة لمستقبل هذا القطاع الحيوي، وذلك بحضور ممثلين عن الهيئات الإعلامية والجهات المعنية، وعدد من الخبراء والمتخصصين.

تنفيذ لتوجيهات الرئيس السيسي: خطة لعشر سنوات وتقرير خلال شهرين

وأكد رئيس الوزراء، في مستهل الاجتماع، أن تشكيل هذه اللجنة يأتي تنفيذًا لتكليف مباشر من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة العمل على صياغة استراتيجية وطنية متكاملة للإعلام والدراما، ترتكز على دراسة التأثيرات الاجتماعية والثقافية للمحتوى الإعلامي والدرامي خلال العشرين عامًا الماضية، تمهيدًا لإعداد خطة مرحلية للتنفيذ على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأوضح مدبولي أن اللجنة مُكلفة بإعداد تقرير شامل يتضمن نتائج أعمالها وتوصياتها، إلى جانب مقترحات بآليات التنفيذ، على أن يُعرض التقرير من خلال وزير الثقافة على رئيس مجلس الوزراء، تمهيدًا لعرضه على فخامة رئيس الجمهورية، خلال مدة زمنية لا تتجاوز شهرين.

القوى الناعمة المصرية: تأثير ممتد إقليميًا ودوليًا

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى حرصه على حضور الاجتماع الأول للجنة شخصيًا، لتحديد التوجه الاستراتيجي لعملها قبل أن تتولى الجهات المختصة التفاصيل التنفيذية.

 وأكد على الأهمية البالغة للقوى الناعمة المصرية، والتي أثبتت قدرتها على التأثير ليس فقط داخل مصر، بل في الإقليم والمنطقة بأسرها، بفضل الإرث الثقافي والفني الغني، ووجود مبدعين كبار في شتى المجالات.

وشدد رئيس الوزراء على أن الإعلام والدراما المصرية لطالما لعبا دورًا جوهريًا في غرس القيم، وتعزيز الانتماء، وصياغة الشخصية المصرية، مشيرًا إلى أن مصر قادرة على استعادة مكانتها الرائدة في هذا المجال.

رؤى ومقترحات لإعادة بناء منظومة الإعلام والدراما

خلال الاجتماع، استعرض أعضاء اللجنة رؤيتهم المستقبلية لتطوير الإعلام والدراما، مؤكدين أهمية التنسيق بين كافة الجهات المعنية لصياغة رسالة إعلامية موحدة وهادفة، ترتقي بالذوق العام، وتعزز من القيم الوطنية.

وتناول المشاركون أبرز التحديات التي تواجه الصناعة الإعلامية والدرامية، ومن بينها نقص التمويل، وغياب إطار استراتيجي موحد، وضرورة مواجهة المحتوى الهابط، إلى جانب الحاجة إلى تقديم نماذج درامية تُمثل قدوة للأجيال الجديدة، وتُسهم في ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية.

وأكد الحضور على أهمية صناعة السينما والدراما في الترويج لمصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية، مشيرين إلى ضرورة توفير الحوافز اللازمة لتشجيع إنتاج أعمال فنية عالية الجودة، قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.

الحكومة تدرس تقديم حوافز لدعم الإنتاج الدرامي الهادف

وأبدى رئيس الوزراء اتفاقه مع مقترحات اللجنة بشأن تقديم الدولة حوافز لدعم الإنتاج الدرامي والإعلامي الهادف، مؤكدًا أهمية هذا الدعم في بناء العقول وغرس القيم، مشيرًا إلى أن الإعلام والثقافة ليسا فقط أدوات ترفيه، بل عناصر أساسية في تشكيل وعي المجتمع وصناعة مستقبله.

وشهد الاجتماع كذلك استعراضًا شاملًا لمقومات القوى الناعمة المصرية، وما تحققه من تنوع وتأثير، حيث أكد المشاركون أن الدراما المصرية شهدت في السنوات الأخيرة محاولات متقدمة لتقديم أفكار جديدة، وظهور مواهب شابة في مجالات التمثيل، والإخراج، والكتابة، إلا أن ذلك يتطلب مزيدًا من التوجيه والتطوير المؤسسي.

وشدد الحضور على أهمية أن تواكب الدراما المصرية التحولات الاجتماعية والثقافية، مع ضرورة إعادة إحياء المسرح، وتكثيف الجهود الثقافية العامة، وتبني استراتيجية فكرية وطنية واضحة تعبر عنها الأعمال الفنية.

مدبولي: مصر قوة ناعمة لا تتراجع… وسندعم كل عمل هادف

في ختام الاجتماع، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر ستظل قوة ناعمة مؤثرة في المنطقة، مهما تكن التحديات، مشيرًا إلى أن الحكومة تدرك حجم الجهد المبذول في هذا القطاع، وتعتزم البناء عليه عبر تقديم الدعم المطلوب.

وأوضح رئيس الوزراء أن الدولة مستعدة لدعم كل عمل درامي يحقق أهدافًا اجتماعية ووطنية، سواء كان ذلك في إطار تعزيز تماسك الأسرة، أو نشر القيم الأخلاقية، أو تعزيز الانتماء الوطني، مشددًا على أن:

"هدفنا جميعًا هو دفع هذا القطاع الحيوي إلى الأمام، وتعزيز دوره في بناء العقول، ومصر تملك كل المقومات التي تؤهلها لاستعادة ريادتها في هذا المجال."