«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«العزلة» بداية عروض المونودراما المدرسية بمهرجان الفجيرة - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 11:48 صباحاً

* الطلاب ينافسون المحترفين بالأداء والقضايا المطروحة
انطلقت، الاثنين، بجمعية زايد التعليمية في دبا، عروض المونودراما المدرسية، ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في نسخته الحادية عشرة.
وتقام هذه العروض لأول مرة في تاريخ المهرجان ضمن جهود اللجنة المنظمة لتنمية ودعم المواهب الشابة في مجال المسرح والفنون.
افتُتحت الفعالية بمسرحية «العزلة» من إخراج محمد ملكاوي، وأداء الطالب حامد أحمد الحفيتي، الذي أذهل الحضور بأدائه. بدأ العرض في ضوء خافت، حيث جلس البطل أمام مرآة، ليُجسد شخصية شاب يعاني التوحد. من خلال تقمصه لعدة شخصيات، عبّر الحفيتي عن معاناة الوحدة ورغبته في الاندماج مع الآخرين، لينتهي العرض بصراخه: «أنا هنا، أنا موجود رغم التحديات». ولاقى الأداء تفاعلاً كبيراً من الجمهور، واعتُبر رسالة إنسانية عميقة عن التحديات التي يواجهها أصحاب الهمم.
وقال ملكاوي: «المشاركة في المهرجان تجربة فريدة من نوعها، فالمسرح المدرسي له خصوصيته، إذ نتعامل مع شباب يخطون خطواتهم الأولى في عالم المسرح. العمل على عرض مونودرامي مع طالب مثل حامد أحمد الحفيتي كان تحدياً كبيراً، لكنه أثبت موهبته وقدرته على التقمص والإبداع. وفي عرض«العزلة»، استطاع أن يجسد ست شخصيات مختلفة خلال عشرين دقيقة، وهو أمر ليس سهلاً حتى على المحترفين».
أما حامد أحمد الحفيتي، فعبّر عن سعادته بالمشاركة قائلاً: «سعدت برؤية الجمهور متفاعلاً مع العرض، ما حفزني لأقدم أفضل ما لدي. رغم أنني معتاد على الوقوف على خشبة المسرح، وفزت بجوائز، فإنني شعرت ببعض التوتر، لكن شغفي بالمسرح تغلب على ذلك».
طرح عاطفي
ضمن اليوم الأول أيضاً، لفت العرض المسرحي «لن تتعلّم شيئاً» الأنظار بطرحه العاطفي العميق لقضية انعدام التواصل الأسري وآثاره السلبية في الأبناء. المسرحية، من إخراج عادل الغاشي وأداء الطالب خالد إبراهيم أحمد الظنحاني.
وعبّر الغاشي عن فخره بعمل الطالب خالد الظنحاني وأدائه المميز، مشيراً إلى أهمية تشجيع الطلاب على خوض تجارب المسرح المونودرامي. وقال: «العرض ثمرة جهد كبير امتد لأسابيع، وقدم خالد أداءً رائعاً، خاصة أمام جمهور كبير في حدث بهذا الحجم. نحن، كمخرجين ومعلمين، نسعى دائماً لتحفيز الطلاب على تطوير مهاراتهم المسرحية؛ لأن المسرح ليس مجرد أداة فنية، بل وسيلة للتعبير عن الذات وبناء الشخصية.
والمسرح يساعدنا على التعبير بحرية، ومقولة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة: «لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، تلخص جوهر ما نسعى لتحقيقه من خلال هذه التجارب».
وقال الطالب خالد الظنحاني: «كانت تجربة رائعة ورغم أنني شعرت ببعض التوتر في البداية، إلا أنني سرعان ما سيطرت على الموقف. المسرح بالنسبة لي عالمي المفضل، وأحبّه أكثر من أي شيء آخر».
رسائل
اليوم الأول أيضاً شهد عرضاً مميزاً بعنوان «رحلة سارة» من إخراج سالي عطيفي وبطولة الطالبة سجي العنتلي.
«رحلة سارة» يسلط الضوء على أهمية مواجهة الفشل بشجاعة، ويؤكد أن التحديات والعقبات التي نواجهها قد تكون بوابة لتحقيق نجاحات عظيمة. المسرحية جاءت بأسلوب مونودرامي يعتمد على الأداء الفردي، ما أتاح للطالبة فرصة للتألق على خشبة المسرح وتقديم عرض يحمل أبعاداً إنسانية عميقة.
وتميز العرض بقدرة بطلته على إبراز مشاعر الشخصية التي تجسدها، وأظهرت ثقة كبيرة بأدائها على المسرح، ما جعلها تتواصل بشكل مميز مع الجمهور وتنقل رسائل العمل بكل احترافية وإحساس عالٍ.
أما عرض «خطوة»، من إخراج سعيد الهراسي وأداء الطالب محمد اليماحي، فتناول قضايا مرحلة المراهقة وما يرافقها من تحديات نفسية واجتماعية، وتشتت أذهانهم وأفكارهم وتخليهم عن ممارسة الأمور الطبيعة في حياتهم في سبيل الجلوس أمام هواتفهم المحمولة.
عبّر الهراسي عن فخره بالعرض الذي قدمه الطالب محمد اليماحي، مشيراً إلى أهمية هذه التجربة في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم. وقال: «عرض (خطوة) تجربة متميزة أثبتت أن الطلاب قادرون على مواجهة التحديات الكبيرة، مثل الوقوف منفردين على خشبة المسرح. وما شاهدناه نتاج جهد كبير من الطالب الذي استغل التدريبات بشكل إيجابي وقدم أداء رائعاً أمام الجمهور».
أما اليماحي، فأعرب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في العمل، قائلاً: «تجربة رائعة ومملوءة بالتحديات، لكنني شعرت بسعادة كبيرة وأنا أؤدي دوري على المسرح، فهو عالمي الذي أجد فيه نفسي، وأحببت أن أكون جزءاً من هذا المهرجان الذي أظهر لي قدراتي الحقيقية. أتمنى أن أواصل، وأقدم أعمالاً تلامس قلوب الجمهور».
خطوة جريئة
قال محمد سعيد الضنحاني، مدير الديوان الأميري بالفجيرة ورئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان: «مستمرون في تقديم المفاجآت، وهذا التطور الكبير الذي شهدته الدورة الحالية يعد خطوة جريئة ومهمة. اليوم، نشهد بداية عروض المونودراما المدرسية، وهي تجربة تُقام لأول مرة في المهرجان، وتشمل مشاركة 14 مدرسة من الإمارة. هذه الخطوة تمثل أساساً متيناً لبناء جيل واعٍ ومبدع في مجال المسرح الجاد، ونحن فخورون بأن تكون هذه الانطلاقة من أرض الفجيرة».


وأضاف: «نعبّر عن امتناننا العميق لسموّ الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، لدعمه ورعايته هذه التجربة الفريدة التي تهدف إلى تعزيز الفنون المسرحية بين الشباب. وأشكر كل القائمين على المهرجان واللجان التنظيمية الذين بذلوا جهوداً كبيرة لنرى هذا النجاح».
وقال الفنان مرعي الحليان، عضو لجنة التحكيم في عروض المونودراما المدرسية: «تقديم المسرح المدرسي فن المونودراما يُعد تجربة جريئة وغير مسبوقة، حتى على مستوى الجامعات، فقلما تُتاح فرصة كهذه، وهي تأتي لأول مرة في المنطقة، وتعكس رؤية مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في تعزيز ثقافة هذا الفن المسرحي الفريد داخل القطاع المدرسي».
واعتبر أن غرس ثقافة المونودراما في المدارس مكسب كبير؛ لأنه يركز على بناء الممثل، وهو أساس المسرح. وقال: «عندما يتمرّس الطالب على الأداء وحيداً على الخشبة، يكتسب مهارات استثنائية في التمثيل والثقة بالنفس. لذلك أعتقد أن هذه التجربة ستثمر جيلاً جديداً من الممثلين المتمرسين الذين سيبدؤون من المسرح المدرسي، ليصبحوا قاعدة قوية لمستقبل المسرح في الإمارات والمنطقة».
وأشادت الممثلة وعضو لجنة التحكيم أحلام حسن بهذه التجربة الفريدة قائلة: «إدخال مسرح المونودراما المدرسي ضمن المهرجان يُعدّ نقلة نوعية وجريئة. وأشعر بسعادة غامرة لرؤية هؤلاء الطلاب يتحمّلون مسؤولية تقديم عروضهم وحدهم على المسرح، ويعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم. النصوص المقدمة تعكس واقعهم، مشكلات جيلهم، وما يعانون، وهو أمر نابع من صميم حياتهم. أتمنى استمرار هذا المهرجان وتألقه في الدورات المقبلة، لأنه يفتح آفاقاً جديدة للشباب ويوفر لهم منصة للتعبير والإبداع».
ووصفت الممثلة فاطمة جاسم التجربة بأنها خطوة شجاعة. وقالت: «الأعداد الكبيرة من المشاركين تعكس الشغف بهذا النوع من المسرح. المونودراما تُعد من أصعب الأنواع، لأنها تعتمد على أداء فردي يتطلب قدراً عالياً من التركيز والمهارة. لذلك أشعر بالسعادة لرؤية الأطفال وهم يخوضون هذا التحدي، ويعبرون على خشبة المسرح عن أفكارهم ومشاعرهم. النصوص المقدمة تناولت قضايا معاصرة تمس حياتهم اليومية، وطرحت مشكلات تعبر عن جيلهم. أتمنى أن يستمر هذا المهرجان في تقديم تجارب جديدة».
بدوره، أكد الفنان حبيب غلوم، أهمية المونودراما في المسرح المدرسي، وقال: «المونودراما مسرح فكري يعتمد على ممثل واحد يوصل الرسالة إلى الجمهور، وهو خيار مثالي. هذا النوع يعالج التحديات التي تواجهنا في المسرح المدرسي، مثل صعوبة جمع الطلاب للتدريبات بسبب مواعيد الدراسة. والتركيز على طالب واحد يمنحنا فرصة لتطوير إمكاناته وتأهيله ليصبح جزءاً من خريطة المسرح الإماراتي مستقبلاً».
وأشاد د. محمد أبو الخير، عضو لجنة التحكيم، بأهمية إدخال فن المونودراما إلى المسرح المدرسي، قائلاً: «وجوده خطوة متميزة جداً، لأنه يتيح للطلاب الفرصة للوقوف بمفردهم على الخشبة، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم، ويطور مهاراتهم في النطق والإحساس وإخراج الألفاظ. المونودراما كفن يعتمد على عناصر متكاملة مثل الديكور، والموسيقى، والملابس، والإكسسوارات، ما يسهم في تطوير مواهب الطلاب ويتيح لهم التعرف على مختلف الفنون المسرحية».
وأضاف: «هذه التجربة تمثل خطوة فريدة؛ لأنها لا تقتصر على صقل مهارات الأداء، بل تسهم أيضاً في بناء فكر ووجدان الطلاب من خلال التربية الفنية والتذوق النقدي. إدخال هذا النوع من المسرح في المدارس يعكس رؤية مستقبلية رائعة، ونحيي جهود إمارة الفجيرة ووزارة التربية والتعليم على هذا التعاون المثمر».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق