في وقت تتصاعد فيه حالة الترقب في الأسواق العالمية، واصلت أسعار الذهب صعودها خلال تعاملات الثلاثاء، مستفيدة من حالة الضبابية التي تخيم على الأفق الاقتصادي نتيجة التوترات التجارية الأمريكية، خاصة مع استمرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التحركات لفرض رسوم جمركية جديدة على قطاعات حساسة كالأدوية وأشباه الموصلات.

ويبدو أن الذهب، كعادته في أوقات عدم اليقين، يعود إلى الصدارة كملاذ آمن للمستثمرين، وسط تراجع واضح في شهية المخاطرة، رغم بعض التراجعات اللحظية التي سجلها خلال تعاملات يوم الإثنين.

التوتر التجاري الأمريكي يدفع الذهب للصعود

أشارت تصريحات ييب جون رونغ، استراتيجي الأسواق في IG، إلى أن المستثمرين ما زالوا يتمسكون بالذهب كأصل دفاعي في ظل تصاعد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية المرتقبة. وتؤكد وثائق حديثة من السجل الفيدرالي أن التحقيقات في واردات الأدوية والرقائق الإلكترونية تسير نحو فرض قيود جديدة، بزعم حماية الأمن القومي الأمريكي.

السوق تترقب إعلان ترامب المرتقب
مع إعلان ترامب عزمه الكشف الرسوم الجمركية الجديدة خلال أيام، دخلت الأسواق في حالة "توقف حذر"، حسب ما أفاد رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، الذي دعا إلى التريث في اتخاذ قرارات نقدية حتى تتضح ملامح المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى تأثير هذه القرارات على النمو والاستثمارات.

بيانات داعمة من مجلس الذهب العالمي
حسب تقرير مجلس الذهب العالمي، فإن تدفقات الاستثمار في صناديق الذهب المتداولة في الصين تجاوزت منذ بداية الشهر حجم تدفقات الربع الأول بالكامل، بل وتخطت نظيرتها في الولايات المتحدة، في إشارة واضحة إلى انتقال زخم الطلب من الغرب إلى الشرق، مدعومًا بالقلق الاقتصادي والتقلبات الجيوسياسية.

أداء الذهب والمعادن: صعود في لحظة وهدوء في أخرى

الذهب الفوري: ارتفع بنسبة 0.5% إلى 3226.24 دولارًا للأونصة، مقتربًا من أعلى مستوى تاريخي له عند 3245.42 دولارًا.

عقود الذهب الآجلة: صعدت 0.5% لتسجل 3242.50 دولارًا.

عند التسوية أمس: انخفضت العقود الآجلة تسليم يونيو بنسبة 0.6% إلى 3226.30 دولارًا، بعد مكاسب أسبوعية بـ6.9%.

الدولار الأمريكي: تراجعت عقوده بنسبة 0.1%، مما عزز من جاذبية الذهب.

المعادن الأخرى:

الفضة انخفضت 0.2% إلى 32.29 دولارًا.

البلاتين هبط 0.2% إلى 949.21 دولارًا.

البلاديوم تراجع 1.4% إلى 943 دولارًا.

خلاصة المشهد
في ظل تصاعد التوترات التجارية، يُتوقع أن تظل أسعار الذهب متماسكة، وربما تشهد مزيدًا من الارتفاعات إذا استمرت حالة عدم اليقين العالمية، لا سيما في ظل تحول المستثمرين نحو أدوات التحوط التقليدية.