ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.2 درجات على مقياس ريختر، بعد ظهر أمس الأربعاء، مدينة إسطنبول ومحيطها، من دون أن يُسفر عن إصابات أو أضرار جسيمة، لكنه أثار الذعر بين السكان وتبعته عشرات الهزات الارتدادية.
وذكرت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) أن مركز الزلزال كان قبالة سواحل سيليفري في بحر مرمرة، على عمق نحو سبعة كيلومترات ووقع عند الساعة 12:59 ظهراً، واستمر 13 ثانية.
وأوضح وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في تصريح على منصة «إكس»، أن الزلزال تبعته 51 هزة ارتدادية حتى الساعة 3:12 عصراً، كانت أقواها بقوة 5.9 درجات. وأضاف: إن الهزات الأرضية شعر بها سكان إسطنبول وعدة مدن أخرى، منها إزمير وصوفيا عاصمة بلغاريا وكذلك جزيرة ليسبوس اليونانية.
وفي إسطنبول، خرج الآلاف من السكان إلى الشوارع والحدائق العامة وسط حالة من الذعر، خاصة أن يوم 23 أبريل عطلة رسمية في تركيا، ما سهم في إغلاق المؤسسات والمدارس وعدد من الشركات وقال أحد السكان بعد أن نزل مسرعاً من برج غلطة: «شعرت بالهزة فهرعت إلى الخارج»، فيما قال بائع متجول: «أُصبنا بالذعر، لكن لا يمكننا فعل شيء».
وأكدت سلطات إسطنبول أن «كل خدمات الطوارئ في حالة تأهب» وأنه «لم تُسجَّل أي انهيارات حتى الآن». كما أفادت بلدية المدينة بعدم تسجيل أي حالات طارئة، في حين أشار وزير النقل إلى أن البنية التحتية، بما فيها الطرق السريعة والسكك الحديد والمطارات والمترو، لم تتأثر بالهزة.
وكانت قناة «إن تي في» التركية قد أفادت بانهيار مبنى قديم في حي الفاتح، إلا أنه كان شاغراً منذ 30 عاماً.
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان أنه «يتابع التطورات من كثب»، فيما دعت السلطات السكان إلى تجنب الاقتراب من المباني المتضررة، تحسباً لهزات ارتدادية إضافية.
وتقع تركيا فوق صدعين زلزاليين رئيسيين، أحدهما صدع شمال الأناضول القريب من إسطنبول والذي يحذّر الخبراء من احتمالية تعرضه لزلزال مدمر في أي وقت ويخشى كثيرون من «الزلزال الكبير» المتوقع بقوة تفوق 7 درجات قبل عام 2030، ما قد يؤدي إلى انهيارات واسعة في المدينة.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور ناجي غورور، أحد أبرز علماء الزلازل الأتراك: «إن زلزال أمس الأربعاء ليس الزلزال المنتظر في مرمرة»، مشدداً على أن «الزلزال الحقيقي سيكون أقوى» ودعا السكان والحكومة إلى اتخاذ الاستعدادات اللازمة حتى في غياب الزلازل.
ويأتي هذا الزلزال في وقت لا تزال تركيا تواصل التعافي من كارثة فبراير 2023، عندما ضرب زلزال مدمر جنوب البلاد، وأدى إلى مقتل أكثر من 53 ألف شخص وتدمير مدينة أنطاكيا التاريخية. (وكالات)