نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تعرض هاتف وزير الدفاع الأمريكي لمحاولة اختراق؟ - الهلال الإخباري, اليوم الجمعة 25 أبريل 2025 05:03 مساءً
إعداد: محمد كمال
يقول خبراء بارزون في الولايات المتحدة: إن منصب وزير الدفاع الأمريكي يعد من بين أكثر خمس شخصيات أو ربما الأكثر استهدافاً لعمليات التجسس في العالم، ومن ثم فإنه لا توجد أي فرصة لعدم محاولة اختراق هاتف الوزير الحالي بيت هيغسيث، خصوصاً أن رقم هاتفه كان متاحاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى فترة قريبة، ومن خلال برامج متطورة للغاية تتمتع بميزة «الضغط صفر» يمكن اختراق الهاتف، وإن كان هذا الاستنتاج لا يعتمد على أدلة معلنة.
ـ تأتي محاولات التدقيق حول محاولات محتملة لاختراق هاتف هيغسيث بالتزامن مع جدل متصاعد داخل البنتاغون وفي الكونغرس وغيرهما، بعد مشاركته لخطط عسكرية من هاتفه الشخصي عبر محادثتين جماعيتين على تطبيق سيغنال، تضمنت الأولى مجموعة من مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب، والثانية مع زوجته وشقيقه ومحاميه وآخرين، وكانت حول هجمات على معاقل الحوثيين في اليمن.
ـ يقول محللون للأمن السيبراني: إن جهاز الاتصالات الذي يستخدمه وزير الدفاع الأمريكي عادة ما يكون من بين أكثر أصول الأمن القومي حماية، ويشير مايك كيسي، المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة التجسس والأمن في الولايات المتحدة إلى أنه: «لا توجد أي فرصة تُذكر لعدم محاولة تثبيت أي برنامج تجسس على هاتفه».
ـ توضح إيميلي هاردينج، خبيرة الدفاع والأمن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: «أنت لا تريد ببساطة أن يكون رقم هاتف وزير الدفاع متاحاً لأي شخص». لكن بعد وقت قصير من نشر أول محادثة عبر سيغنال حول الحوثيين في شهر مارس/آذار، عثرت مجلة دير شبيجل الألمانية، على أرقام هواتف هيغسيث ومسؤولين كبار آخرين في إدارة ترامب على الإنترنت.
ـ «الوصول إلى المنزل»
ـ يقول جلين جيرستيل، المستشار العام السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي: «إذا كنت تستخدم هاتفك للأنشطة اليومية العادية فقط، فإنك تترك مساراً رقمياً شديد الوضوح يمكن حتى لمستهدف أعلى من المتوسط نوعاً ما بتتبعه، ناهيك عن الأكثر احترافية». وعلى النقيض من ذلك، فإن الهواتف المحمولة الحكومية أكثر أماناً لأنها مزودة بضوابط صارمة تهدف إلى حماية الاتصالات الرسمية.
ـ ويرى خبراء أنه باستخدام نفس رقم الهاتف على تطبيق سيغنال لمناقشة أوقات العمليات العسكرية المنتظرة، وغيرها من الأمور الحساسة، منح هيغسيث الفرصة للخصوم المحتملين الأجانب الذين أظهروا قدرتهم على اختراق حسابات المسؤولين الأمريكيين، سواء غير المشفرة أو حتى المشفرة.
ـ يؤكد جيمس لويس، خبير الأمن السيبراني أن: «أرقام الهواتف بمنزلة عنوان شارع يُرشد المستهدفين إلى المنزل الذي يجب اقتحامه، وأنه بمجرد حصولك على عنوان الشارع، تصل إلى المنزل، وقد تجد أقفالاً على الأبواب، وعندها يتم البحث عن الوسائل المتاحة لتجاوزها أو تطوير مفاتيح اختراق في حالة عدم توفرها».
ـ النقرة الصفرية
ـ يشير عدد من الخبراء إلى أنه من غير الأكيد تعرض هاتف هيغسيث للاختراق أو حتى لهجوم محتمل، لكن الهواتف الشخصية عادةً ما تكون أكثر عرضة للخطر من الهواتف الحكومية، وأوضح أنه «من الممكن أن يسيطر «هاكر» ما على هاتف خلسة بمجرد حصوله على الرقم، وذلك بافتراض أنك ضغطت على شيء ضار، لكن عندما يتعلق الأمر بجهات مخترقة أكثر تطوراً للغاية، يمكن الولوج إلى الهاتف حتى بدون الضغط على أي شئ.
ـ يكشف خبراء الأمن السيبراني أن أكثر أدوات وبرامج التجسس تطوراً تتميز بتقنية «النقرة الصفرية»، ما يعني أنها تستطيع استخراج كل شيء من هاتف الهدف عن بُعد، سراً، دون الحاجة إلى نقره على رابط خبيث، بل ويمكن لهذه البرامج تحويل الهاتف إلى جهاز تتبع وتسجيل سري، ما يسمح بالتجسس على صاحبه.
ـ ورغم أنه تطبيق سيغنال مشفّر، وتعتبر درجة أمانه عالية خصوصاً في خدمة المراسلات العادية، لكن مسؤولين سابقين قالوا: إن البرامج الخبيثة التي تُثبّت مسجل أزرار أو برنامجاً لالتقاط ضغطات الأزرار على الهاتف ستسمح للمخترق، بقراءة ما يكتبه المستخدم. وفي حالة استخدام هيغسيث لتطبيق سيغنال على سبيل المثال، فمن المحتمل أن تتمكن برامج التجسس من رؤية ما كان يكتبه أو يقرأه قبل أن يضغط على زر «إرسال»، لأن سيغنال مشفر أثناء لحظات الإرسال والاستقبال، بحسب خبراء الأمن السيبراني.
ـ تحذير من مشاركة سيغنال
ـ قال شخص مطلع على محادثة سيغنال: إن مساعدي هيغسيث حذروه قبل يوم أو يومين من غارات اليمن في 15 مارس/آذار من مناقشة تفاصيل عمليات حساسة كهذه في دردشته الجماعية. ورغم تشفيرها، لم تُعتبر هذه الدردشة آمنة بقدر القنوات الحكومية.
ـ كما قام هيغسيث أيضاً بتثبيت تطبيق سيغنال على جهاز كمبيوتر في مكتبه بالبنتاغون ليتمكن من إرسال واستقبال الرسائل الفورية في مكان يُحظر فيه استخدام الهواتف المحمولة الشخصية، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر، وقال أحدهما: إن لديه جهازي كمبيوتر في مكتبه، أحدهما للاستخدام الشخصي والآخر حكومي.
ـ يشير النائب دون بيكون، الجمهوري من نبراسكا، الذي اقترح إقالة هيجسيث، لشبكة CNN: «أضمن لكم أن روسيا والصين موجودتان في كل مكان على الهاتف المحمول لوزير الدفاع».
ـ ظهور عبر الإنترنت
ـ أكثر من مصدر أكد أن رقم الهاتف الشخصي لوزير الدفاع الأمريكي، والذي استخدمه في دردشة سيغنال الحساسة، كان متاحاً بسهولة على الإنترنت والتطبيقات العامة حتى شهر مارس/ آذار الماضي، ما قد يعرض أسرار الأمن القومي للخطر.
ـ كان لدى هيغسيث حضور كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها حساب على تطبيق واتساب وصفحة على الفيسبوك، ولا يزال يحتفظ بها حتى الآن، وفي 15 أغسطس / آب 2024، استخدم رقم هاتفه الشخصي للانضمام إلى «فنتازي» لكرة القدم، مستخدماً اسم «PeteHegseth». وبعد أقل من أسبوعين، انضم رقم هاتف زوجته جينيفر إلى الموقع، وقد شاركت في إحدى دردشتي سيغنال حول الضربات في اليمن.
ـ ويشير التدقيق إلى أن هيغسيث استخدم هاتفه للتسجيل في تطبيقي Airbnb وMicrosoft Teams، المتخصصة في الفيديو والاتصالات، كما أنه مرتبط أيضاً بعنوان بريد إلكترونين متصل بدوره بملف شخصي على خرائط جوجل.
ـ تقييم لسباك وطبيب أسنان
ـ ومن المفارقات أن تقييمات هيغسيث على خرائط جوجل تتضمن توصيات لطبيب أسنان، حيث علق، «الطاقم رائع»، وكذلك لعمل سباكة وصفه بـ«عمل سريع، صادق، وعالي الجودة»، وكذلك رسام جداريات، قائلاً له: «رسم لنا علمين جميلين.. رائع»، وشركات أخرى، وذلك على الرغم من أنه تم طمس عرض الشارع الذي يوجد به منزل هيغسيث السابق.
ـ يؤكد خبراء أمنيون أنه ليس من المستغرب أن يكون رقم هاتف هيغسيث الخاص متاحاً بسهولة عبر مقدمي معلومات الاتصال التجاريين. ففي النهاية، كان مواطناً عادياً حتى أعلن ترامب اختيار الضابط السابق في الحرس الوطني ومذيع قناة فوكس نيوز لتولي حقيبة وزارة الدفاع، التي تبلغ ميزانيتها نحو 849 مليار دولار سنوياً ويعمل بها أكثر من ثلاثة ملايين موظف سواء عسكري أو مدني.
ـ يقول عدد من مسؤولي الدفاع والأمن في الولايات المتحدة، إنه أصبح من المعتاد الآن أن يحتفظ المسؤولون الأمريكيون بهواتفهم المحمولة الشخصية عند دخولهم مكاتبهم، لكن ليس من المفترض أن يستخدموها في أعمالهم الرسمية، كما فعل هيغسيث، لدرجة أن الموظفين الفيدراليين من المستوى المنخفض يتلقون تعليمات بعدم استخدام هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم في الأمور المتعلقة بالعمل. أما بالنسبة لكبار مسؤولي الأمن القومي، فإن التوجيه أكثر أهمية، حسبما قال مسؤول كبير سابق في البنتاغون.
ـ في العام الماضي، تم اكتشاف سلسلة من التسريبات عن كيفية اختراق جماعات «هاكرز» صينية متطورة تُدعى «سولت تايفون»، ما لا يقل عن تسع شركات اتصالات أمريكية، وقال المحققون: إن من بين الأهداف خطوط الهاتف التجارية غير المشفرة التي يستخدمها ترامب، ونائب الرئيس جيه دي فانس، وكبار مسؤولي الأمن القومي.
0 تعليق