أثار تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالب بالسماح للسفن الأمريكية العسكرية والتجارية بالمرور عبر قناة السويس وقناة بنما دون دفع رسوم، ردود فعل غاضبة على الصعيد الشعبي. 

وكان الخبير في الشؤون الإفريقية رامي زهدي أول من أطلق ردة فعل حاسمة ضد هذا التصريح، حيث نشر منشورًا مطولًا عبر صفحته على فيسبوك باللغتين العربية والإنجليزية، أكد فيه أن مصر لن تسمح بمرور أي سفينة مجانية عبر مياهها الإقليمية.

التصريحات السلبية تجاه ترامب

في منشوره، قال رامي زهدي: "إذا كانت الولايات المتحدة قد ضاق بها الحال حتى باتت تطلب الإعفاء من رسوم قانونية، فعليها أن تدعو حلفاءها لجمع الأموال المطلوبة ودفع الرسوم المستحقة نيابة عنها"، وأضاف: "من المؤسف أن يخرج علينا الرئيس الأمريكي بتصريح يطالب فيه بأن تمر السفن الأمريكية مجانًا عبر قناة السويس، وهذا يكشف عن عقلية استعمارية تجاوزها الزمن".

زهدي أكد أن مصر "لن تخضع لابتزاز، ولا نقبل تسولًا سياسيًا مفضوحًا مهما علا شأن صاحبه"، وأوضح أن قناة السويس هي "شريان سيادي مصري خالص"، وأنه لا أحد يمر عبرها دون دفع الرسوم المستحقة، مؤكدًا أن السيادة المصرية "ليست محل مساومة."

رفض تصريحات ترامب

وركز منشور زهدي على التأكيد على سيادة مصر على قناة السويس، مشددًا على أن "مصر لم تخضع يوما، ولن تخضع، السيادة عندنا ليست شعارًا بل عقيدة، وثمنها يُدفع كاملًا."

كما أطلق "زهدي" لاءات ثلاثًا: "لا عبور مجاني، لا مساومة، لا ضغوط." ودعا كل من يعترض على القواعد المقررة للمرور عبر قناة السويس إلى البحث عن ممر آخر بعيدًا عن مياه السيادة المصرية.

رؤية الشعب المصري تجاه التصريحات

تفاعلت الآراء الشعبية مع تصريحات الرئيس الأمريكي بشكل واسع. وأكدت مصادر متعددة أن المصريين أبدوا استهجانًا شديدًا تجاه مطالبة ترامب بمرور السفن الأمريكية مجانًا، واعتبروا أن هذا الموقف يعكس "عدم احترام لسيادة مصر".

أضاف زهدي في منشوره أن تصريحات ترامب تبرز "أزمة في فهمه لمعادلات القوى الدولية الجديدة"، مشيرًا إلى أن العالم اليوم لم يعد يقبل بممارسة سياسة فرض الإرادة أو استجداء الامتيازات عبر التصريحات الاستعراضية.

موقف مصر الثابت

ختامًا، أشار منشور زهدي إلى أن "الشعب المصري، الذي خاض معاركه من أجل حريته وكرامته، لن يقبل أن تتحول قناة السويس إلى ممر مجاني أو ساحة ابتزاز سياسي أو اقتصادي"، وأكد أن "قناة السويس ستظل رمزًا للسيادة الوطنية وعنوانًا لكرامة المصريين".

وفي الختام، وجه زهدي رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية قائلًا: "إذا كانت الولايات المتحدة قد ضاق بها الحال حتى باتت تطلب الإعفاء من رسوم عبور قانونية، فعليها أن تدعو حلفاءها لجمع الأموال المطلوبة ودفع الرسوم المستحقة نيابة عنها. عاشت مصر حرة مستقلة، وعاش شعبها سيد قراره وإرادته".

التأثير على العلاقات بين مصر وأمريكا

ويبدو أن تصريحات ترامب قد تترك تداعيات على العلاقات الشعبية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل شعور متزايد بالرفض الشعبي المصري لهذه التصريحات الاستفزازية.