البيان المصرى العظيم الذى أصدرته وزارة الخارجية، مؤخرًا، ردًا على التصريحات الإسرائيلية الحمقاء بشأن مطالبة الفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة، هو فى حد ذاته أكبر رد على التمسك المصرى الشديد بالموقف الثابت، الذى لا يتغير بمنع التهجير القسرى للفلسطينيين من أرضهم. إن البيان المصرى يؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن مصر دولة ومؤسسات وشعبًا ترفض تمامًا تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه. وتطالب مصر بتفعيل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية. ويؤكد البيان رفض أى طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير، وهذا البيان حذر وبشكل حازم وحاسم من تداعيات التصريحات الصادرة عن أعضاء فى الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ ما قالت إنه مخطط لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه. واعتبرت القاهرة هذا خرقًا صارخًا وسافرًا للقانون الدولى ويستدعى المحاسبة.

وحذرت مصر من تداعيات تصريحات وزير الحرب الإسرائيلى، يسرائيل كاتس الذى أعلن عن بدء وضع خطة لتسهيل المغادرة الطوعية لسكان غزة، عقب اقتراح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن تتولى بلاده زمام الأمور فى القطاع الفلسطينى وإعادة توطين سكانه فى دول مثل مصر والأردن، وهو ما رفضته الدولتان رفضًا تامًا وقاطعًا. ورد البيان المصرى رد صريح وواضح بأن القاهرة لن تكون جزءًا من أى مقترح لنقل الفلسطينيين، وشدد على أن مصر ستعمل مع الشركاء لإعادة بناء غزة دون مغادرة الفلسطينيين القطاع، كما شددت مصر على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار فى غزة بمراحله الثلاث وبصورة دائمة، معتبرة أن التصريحات الأخيرة تؤثر على هذا الاتفاق.

وليس هذا البيان الأول والأخير الذى أصدرته مصر، بل إنها أصدرت العديد من التصريحات والبيانات التى تؤكد رفضها القاطع تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتعتبر ذلك بمثابة «خط أحمر» لا يمكن تجاوزه. وقد جاءت هذه التصريحات ردًا على بعض التصريحات الإسرائيلية التى أشارت إلى إمكانية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما تؤكده مصر بمثابة «تصفية» للقضية الفلسطينية.

وأكدت مصر فى أكثر من مناسبة أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم هو أمر غير مقبول، وأنها لن تسمح بحدوث ذلك. وقد جاءت هذه التصريحات على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكل مؤسسات الدولة المصرية، وكذلك شعب مصر الرائع.

لقد أكدت مصر رفضها القاطع أى محاولة لتهجير الفلسطينيين، سواء كانت هذه المحاولة علنية أو سرية. واعتبرت أن هذه المحاولة تمثل خرقًا للقانونين الدولى والإنسانى، وتعد بمثابة جريمة حرب. ودعت مصر إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا وشاملًا، يقوم على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ٤ يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

وحذرت مصر مرارًا وتكرارًا من أن أى محاولة لتهجير الفلسطينيين ستؤدى إلى تداعيات خطيرة على المنطقة، وستزيد من حالة عدم الاستقرار. وأكدت أن هذه المحاولة ستؤدى إلى مزيد من العنف والتطرف، وستقوض أى فرصة للسلام فى المنطقة.

كما دعت مصر المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته، والضغط على إسرائيل لوقف أى محاولة لتهجير الفلسطينيين. كما دعت المجتمع الدولى إلى العمل على حل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا وشاملًا، يحقق للشعب الفلسطينى حقه فى تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة.

وأكدت مصر أن موقفها من تهجير الفلسطينيين ثابت، ولن يتغير، وأنها ستظل تدافع عن حقوق الشعب الفلسطينى، وتسعى إلى تحقيق السلام فى المنطقة.

وتعتبر القضية الفلسطينية من أهم القضايا التى تواجه المنطقة العربية، والعالم. ومصر باعتبارها دولة عربية محورية، تولى هذه القضية أهمية كبيرة، وتسعى إلى حلها حلًا عادلًا وشاملًا، يحقق للشعب الفلسطينى حقه فى تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة.