نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كارني يطمح لدور عالمي بعد هزيمة مرشح «كندا أولاً» - الهلال الإخباري, اليوم الثلاثاء 29 أبريل 2025 08:03 مساءً
أوتاوا ـ (رويترز)
حقَّق رئيس الوزراء الكندي مارك كارني انتصاراً كبيراً للحزب الليبرالي الحاكم في الانتخابات التي أُجريت أمس الاثنين ليضع نفسه في مكانة عالمية كبطل للتعددية في مواجهة سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأكثر حمائية.
ويقول خبراء: إنه أول شخص يتولى قيادة بنكين مركزيين بدول من مجموعة السبع يتمتع بالخبرة اللازمة لكسب مصداقية دولية فورية وحظيت كلمات كارني القاسية لترامب خلال الحملة الانتخابية بمتابعة دقيقة في أنحاء أخرى من العالم.
وقال كارني في أوتاوا في الثالث من أبريل/ نيسان: «كندا مستعدة لتولي دور قيادي في بناء تحالف من الدول ذات التوجهات المتشابهة التي تشاركنا قيمنا» وأضاف: «نؤمن بالتعاون الدولي ونؤمن بالتبادل الحر والمفتوح للسلع والخدمات والأفكار وإذا لم تعد الولايات المتحدة راغبة في القيادة، فستتولى كندا زمام الأمور».
وهزم الحزب الليبرالي بقيادة كارني حزب المحافظين بقيادة بيير بواليفر، الذي أثار شعاره (كندا أولاً) وأسلوبه اللاذع أحياناً مقارنات مع ترامب ربما كلفته خسارته الانتخابات.
وتمتع المحافظون بتقدم كبير في استطلاعات الرأي لأشهر، لكن هذا التقدم تلاشى بعد أن فرض ترامب رسوماً جمركية على كندا وهدد بضمها ونتيجة لذلك، يتجنب الكنديون البضائع والرحلات الأمريكية.
وسيستمر كارني رئيساً للوزراء، لكن يبدو أن الحزب الليبرالي لم يفز بأغلبية مريحة من المقاعد في مجلس العموم، مما يجعل الحكومة أكثر هشاشة ويدفع الحزب للتحالف مع أحزاب أصغر حجماً للبقاء في السلطة.
وتجري أستراليا انتخابات في الثالث من مايو/ أيار، ووفقاً لخبراء استراتيجيين سياسيين أستراليين، راقبت الأحزاب الرئيسية الأسترالية عن كثب ارتفاع شعبية كارني في استطلاعات الرأي وكما هو الحال في كندا، أدى قلق الناخبين من التداعيات العالمية لسياسات ترامب إلى ترجيح كفة حزب العمال، المنتمي إلى يسار الوسط.
وقال الدبلوماسي الكندي السابق كولن روبرتسون، الذي عرف كارني عندما كان يعمل في وزارة المالية: إن كارني هو رئيس الوزراء الأكثر استعداداً في كندا منذ الستينيات، نظراً لخبرته في قيادة بنك إنجلترا وبنك كندا.
وقال: «سيمضي قدماً وهو مستعد بشكل جيد للغاية، ويحمل معه قائمة اتصالات ممتازة وسوف يستقبل الناس مكالمته ويتطلعون إليه نظراً لأن التحديات التي يواجهونها في الوقت الحالي اقتصادية».
وأضاف روبرتسون: إن كارني من المرجح أن يبدأ بتوسيع التجارة الكندية مع أوروبا وأستراليا والدول الديمقراطية في آسيا مثل اليابان، مما يخفف بعض الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة في الآونة الأخيرة على السيارات والصلب والألمنيوم.
* «مسألة صعبة»
من المتوقع أن يكون تعزيز الاقتصاد الكندي أولوية كارني المباشرة، بما في ذلك من خلال تطوير مشاريع بنية تحتية لتقليل اعتماد كندا على الولايات المتحدة، التي تشتري 90% من صادراتها النفطية منها.
ويقول رولاند باريس، المستشار السابق لرئيس الوزراء السابق جاستن ترودو وأستاذ الشؤون الدولية حالياً في جامعة أوتاوا: «سيحتاج كارني، الذي يقود أصغر دولة في مجموعة السبع، إلى حشد تحالفه العالمي دون التلويح بعلم أحمر ضخم أمام دونالد ترامب».
وأضاف «ستكون المسألة صعبة عليه أو سيحتاج إلى موازنة الأمور.. هو وكندا لديهما مصلحة في التنسيق مع الدول الأخرى ذات التوجهات المماثلة ولكن دون أن يجعلا كندا بالضرورة جهة منظمة للمعارضة.
وذكر باريس أن هدوء كارني وخبرته المالية ربما يثيران رد فعل بنَّاء من ترامب بقدر أكبر من رد فعل الرئيس الأمريكي الموجه إلى ترودو والذي قلل من شأنه ووصفه بأنه مجرد «حاكم» وليس رئيساً لوزراء دولة.
ويتوقع روبرتسون، كبير المستشارين في المعهد الكندي للشؤون العالمية، أن يسعى كارني للتعاون مع ترامب، ربما خلال قمة قادة مجموعة السبع في يونيو حزيران في ألبرتا، حيث توقع أن يرتب كارني اجتماعاً تجارياً مع ترامب ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم.
وتعهد كارني بتسريع الإنفاق العسكري وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في المشتريات الدفاعية والعمل مع صندوق الدفاع المقترح من الاتحاد الأوروبي بقيمة 800 مليار يورو.
ومع ذلك ووفقاً لكريس هيرنانديز روي نائب مدير برنامج الأمريكتين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فمن غير المرجح أن يحظى كارني بنفوذ المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال هيرنانديز: «إن تراجع مكانة كندا في العالم سيمنعه من أن يكون قائداً حقيقياً للعالم الغربي»، مشيراً إلى نقص التمويل العسكري للبلاد وركود اقتصادها. وتتولى كندا رئاسة مجموعة الدول السبع هذا العام.
0 تعليق