نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فردوس محمد.. حكاية "أم السينما المصرية" التي أخفت ابنتها عن الجميع! - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 07:37 صباحاً
في ذكرى ميلادها، تطل علينا سيرة واحدة من أعظم ممثلات جيلها وأكثرهن تأثيراً في وجدان الجمهور العربي، إنها الفنانة القديرة فردوس محمد، لم تكن مجرد ممثلة تجيد أداء دور الأم، بل كانت أيقونة للحنان والدفء على الشاشة، خلفها قصة حياة مليئة بالألم والنجاح، والقرارات الصعبة التي اتخذتها في صمت.
نروي لكم حكاية امرأة صنعت تاريخاً فنياً لا يُنسى، رغم جراحها الخفية التي لم يعرفها الكثيرون.
نشأة صعبة وتربية غير تقليدية
ولدت فردوس محمد يوم 13 يوليو عام 1906 في حي المغربلين الشعبي بالقاهرة. فقدت والديها وهي في سن صغيرة، لتنتقل إلى كنف الشيخ علي يوسف، مؤسس جريدة "المؤيد"، الذي تبناها ورباها.
التحقت بمدرسة إنجليزية في حي الحلمية، حيث تعلمت مبادئ القراءة والكتابة والتدبير المنزلي، ما منحها ثقافة متوازنة لم تكن متاحة للكثير من الفتيات في ذلك الزمن.
الطريق إلى المسرح ثم السينما
بدأت مشوارها الفني في أواخر العشرينات، عندما التحقت بفرقة أولاد عكاشة وشاركت في أولى مسرحياتها "إحسان بك" ثم توالت مشاركاتها مع فرق مسرحية مرموقة منها فرقة رمسيس لفاطمة رشدي، وفرقة إسماعيل ياسين، ما منحها خبرة كبيرة في الأداء المسرحي.
في عام 1935، خطت أولى خطواتها نحو السينما من خلال فيلم "دموع الحب" للمخرج محمد كريم، وشيئاً فشيئاً أصبحت من أبرز الوجوه على الشاشة، خصوصاً في تجسيد دور الأم، حتى لُقبت بـ"أم السينما المصرية" بعد أن قدمت هذا الدور في أكثر من 100 فيلم من أصل نحو 130 عملاً فنياً.
زيجات غير تقليدية وقصة حب في الظل
تزوجت فردوس محمد مرتين. الزواج الأول كان تقليديًا وانتهى سريعًا بالطلاق أما الزواج الثاني فكان من الفنان محمد إدريس، وكان في البداية زواجاً شكليًا فقط، حتى تتمكن من السفر مع فرقتها الفنية إلى فلسطين، نظراً لعدم السماح بسفر النساء بدون محرم لكن بمرور الوقت، تحول الزواج الصوري إلى زواج فعلي دام 15 عامًا، قبل أن تفقد زوجها برحيله.
أمومة حزينة وقصة ابنتها السرية
رغم كونها أشهر من جسّد دور الأم، فإن حياتها الخاصة مع الأمومة كانت مأساوية. فقدت ثلاثة من أطفالها بعد الولادة، ما سبب لها ألماً عميقاً جعلها تخفي حملها الرابع خوفاً من الحسد.
وعندما أنجبت ابنتها الوحيدة، لم تخبر أحداً عنها، وادعت أنها تبنتها ولم تكشف الحقيقة إلا يوم زفاف الابنة، حين أعلنت أمام الجميع أنها والدتها، وكانت المفاجأة أن المصور السينمائي الشهير محسن نصر هو العريس.
رحيل هادئ بعد مسيرة حافلة
في الثلاثينات من عمرها بدأت معاناتها مع مرض السرطان، لكنها أخفت آلامها كعادتها، ساندتها الفنانة فاتن حمامة، التي تولت مسؤولية علاجها وسفرها للخارج في آخر أيامها لكنها فارقت الحياة يوم 30 يناير عام 1961 عن عمر ناهز 54 عامًا، بعد أن تركت إرثاً فنياً ضخماً لا يزال حياً في ذاكرة المشاهد العربي.
أعمال خالدة وذاكرة لا تُنسى
من أبرز أفلامها: "غزل البنات"، "سيدة القطار"، "شباب امرأة"، "صراع في الميناء"، "رد قلبي"، "حكاية حب"، "أين عمري"، وغيرها من الأعمال التي جسّدت فيها مشاعر الأمومة والاحتواء ببساطة وصدق جعلها نموذجاً استثنائياً.
0 تعليق