أعلن الدكتور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع مجموعة موانئ أبوظبي الإماراتية، لتطوير وتشغيل منطقة صناعية ولوجستية تحت اسم "كيزاد شرق بورسعيد"، وذلك على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، في واحدة من أبرز الخطوات الاستثمارية الإماراتية في مصر خلال السنوات الأخيرة.

اتفاق بنظام حق الانتفاع لمدة نصف قرن

وأكد الدكتور وليد جمال الدين، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج «كلمة أخيرة» على قناة ON، أن الاتفاقية التي تم توقيعها تعتمد على نظام «حق الانتفاع» لمدة 50 عامًا، موضحًا أن مجموعة موانئ أبوظبي، بصفتها مطورًا صناعيًا، ستقوم بتجهيز البنية التحتية الكاملة للمنطقة.

وأشار إلى أن المشروع سيُقام ضمن نطاق المنطقة الصناعية لشرق بورسعيد التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهي منطقة متكاملة تتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من ميناء شرق بورسعيد، الأمر الذي يعزز من قدرتها على جذب الاستثمارات.

استثمارات في قطاعات متنوعة بدعم من الحوافز الحكومية

وأوضح رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن قرب المنطقة من الميناء يتيح لها الاستفادة من الحوافز الضريبية المباشرة وغير المباشرة، فضلًا عن اتفاقيات التجارة الدولية التي تسهل التصدير، مما يجعل من المنطقة منصة مثالية لخدمة الأسواق المحلية والعالمية.

وأضاف: "المنطقة الاقتصادية تُستخدم أيضًا كنقطة انطلاق للتصدير للأسواق العالمية، بما يعزز من تنافسية المنتجات المصنعة داخلها".

تفاصيل البنية التحتية وآلية التنفيذ

وردًا على سؤال حول تفاصيل «حق الانتفاع»، أوضح جمال الدين أن الاتفاق يتضمن التزام موانئ أبوظبي بضخ استثمارات لتطوير البنية التحتية على مراحل داخل مساحة المشروع البالغة 20 مليون متر مربع (ما يعادل 20 كيلومترًا مربعًا). 

وأضاف أنه سيتم ربط المنطقة الجديدة بشبكة المرافق الخارجية التابعة للمنطقة الاقتصادية، على أن يتم تقسيمها إلى وحدات صناعية متعددة تتنوع بين مصانع كبرى وصغرى، بالإضافة إلى وحدات خدمية ومصانع جاهزة.

نسبة الحكومة من الإيرادات

وفيما يتعلق بالمقابل المالي الذي ستحصل عليه الحكومة المصرية نظير حق الانتفاع، كشف الدكتور وليد جمال الدين أن الدولة ستحصل على نسبة 15% من إجمالي الإيرادات التي ستدخل إلى الشركة الإماراتية من المستثمرين العاملين في المنطقة، مؤكدًا أن هذه النسبة ستُحتسب من جميع العوائد المالية التي تُجنى من خلال النشاط الاستثماري في المنطقة.

استثمارات بمليارات الدولارات

وحول حجم الاستثمارات المتوقعة في منطقة كيزاد شرق بورسعيد، أوضح رئيس الهيئة أنه لا يوجد رقم محدد حتى الآن، لكن نظرًا لمساحة المشروع الكبيرة التي تبلغ 20 مليون متر مربع، فإن الاستثمارات تُقدر بمليارات الدولارات.

كما كشف أن حجم الاستثمارات الخاصة بأعمال ترفيق البنية التحتية لمساحة 2.8 مليون متر مربع داخل المنطقة اللوجستية يقدر ما بين مليار إلى ملياري دولار، وهي الاستثمارات التي ستقوم بها مجموعة موانئ أبوظبي ضمن التزاماتها في تطوير المشروع.

اتفاقية جديدة تدعم العلاقات الاقتصادية المصرية الإماراتية

ويأتي توقيع هذه الاتفاقية ليعزز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات، ويدعم الجهود المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاعات الصناعة واللوجستيات، خاصة في المناطق الاقتصادية التي تُعد من أهم محاور التنمية في الدولة خلال المرحلة الحالية.

ومن المنتظر أن تُسهم هذه الشراكة في دعم الاقتصاد المصري من خلال توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الصادرات، وتوطين الصناعات، وتطوير البنية التحتية اللوجستية لمصر بشكل يتماشى مع رؤية الدولة 2030 للتحول إلى مركز تجاري عالمي.