نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مسؤولون ومديرو شركات: الرسوم المتحركة بوابة الأدب العربي إلى العالمية - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 03:43 مساءً
أكد مديرون أدبيون ورؤساء شركات رسوم متحركة، أن نقل قصص الشرق الأوسط إلى الجمهور العالمي يتطلب رؤية شمولية في دعم المحتوى الإبداعي، تبدأ من تطوير النصوص القابلة للتكييف وتحويلها إلى أعمال بصرية مؤثرة. وأشاروا إلى أهمية تقديم القصص المحلية في قوالب تصلح للرسوم المتحركة وتوسيع نطاق الترجمة لإيصال الأدب العربي إلى جماهير جديدة، لافتين إلى أن بناء شخصيات تحمل هوية بصرية واضحة يسهم في خلق ارتباط طويل الأمد مع الجمهور، شريطة احترام التنوع الثقافي وتجنب ما قد يثير الحساسيات الثقافية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان: «نقل قصص الشرق الأوسط إلى الجمهور العالمي»، ضمن فعاليات اليوم الرابع والختامي من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة في دورته الثالثة، والتي تحدث فيها كل من تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة الأدبية، وأليغرا دامي، الرئيسة التنفيذية لـ Dami for Kids، وإيلاريا مازونيس، المنتج التنفيذي - Mobo Digital الذين ناقشوا سبل تحويل الروايات المحلية إلى أعمال بصرية عالمية تعكس الهوية الثقافية وتصل بوضوح إلى جمهور أوسع.
رؤية شمولية
أوضح تامر سعيد أن وكالة الشارقة الأدبية تتبنى رؤية شمولية في دعم الكتاب، تتجاوز الشكل التقليدي للكتاب الورقي، لتشمل المسموع والأعمال السينمائية المستوحاة من النصوص الأدبية. وأكد أن الوكالة تسعى لتسهيل رحلة الكتاب عبر توفير الدعم والخبرة اللازمة، وربطهم بالناشرين والمخرجين والمنتجين، ليتسنى لأعمالهم الوصول إلى الجمهورين المحلي والدولي.
وأشار إلى أن الشارقة، برؤيتها الثقافية التي يقودها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تواصل حضورها القوي في معارض الكتب العالمية، تأكيداً لدورها المحوري في تعزيز الهوية العربية وإبراز الأدب العربي في مختلف المنصات.
وأشار سعيد إلى أن الوكالة تركز على المحتوى القابل للتكيف مع صناعة الرسوم المتحركة، وتعمل على تقديم القصص المحلية للمنتجين بهدف تحويلها إلى أعمال بصرية تواكب التطورات في عالم الإعلام الإبداعي، وتغذي خيال الأجيال الجديدة بقيم إيجابية. وذكر أنه يسعى لاكتشاف الكتب المناسبة للترجمة والتي تتمتع بجاذبية جماهيرية، خاصة تلك التي تلامس اهتمامات الأطفال واليافعين.
روح القصص
أوضحت أليغرا دامي أنها عملت على تحويل الرسوم إلى أفلام نابضة بالحياة عبر التعاون مع الناشرين وتطوير المحتوى، مشيرة إلى أن رسالتها كانت تتمثل في نقل الرسوم من الورق إلى الشاشة، خاصة من خلال دمج الموسيقى لإضفاء بُعد شعوري أقوى. وأكدت أن هذا الانتقال يحتاج إلى وعي فني وفهم عميق للسرد البصري.
ولفتت إلى أهمية الدمج بين الطابع المحلي والأفق العالمي في صناعة الرسوم المتحركة، مؤكدة أن العالمية لا تعني التنازل عن الهوية، بل تقديمها بطريقة تجعلها مفهومة وجاذبة لجمهور واسع، وفق معادلة Global + Local = Glocal وشددت على أن القصة هي المحرك الأساسي لكل أشكال الإنتاج، من المسلسلات إلى المحتوى الرقمي، وهي جوهر أي مشروع ناجح.
ترسيخ القيم العالمية
من جهتها، أكدت إيلاريا مازونيس أهمية بناء شخصيات روائية تحمل هوية بصرية واضحة وعلامة معروفة يمكن تطويرها عبر عدة قصص وأعمال، مشيرة إلى ضرورة الوصول إلى جماهير متنوعة حول العالم. وشددت على أهمية خلق توازن بين احترام الخصوصيات الثقافية من جهة، وتقديم محتوى عالمي من جهة أخرى، مع مراعاة القيم المتفق عليها وتجنب ما قد يثير الحساسيات الثقافية.
وأوضحت إيلاريا مازونيس أن التأثير البصري يفوق أحياناً ما يحققه الكتاب المكتوب، مما يجعل من الضروري التعمق في بناء الشخصيات المتحركة في المسلسلات، بهدف تعزيز علاقتها بالجمهور. وأضافت أن القصص العالمية التي عايشها الناس في مختلف أنحاء العالم، مثل «أليس في بلاد العجائب»، استطاعت أن تلامس الجميع لأنها تناولت قيماً إنسانية مشتركة مثل الصداقة، والإخلاص، والتفاهم. ولهذا، ترى أن الرسوم المتحركة قادرة على أن تكون وسيلة فعالة لترسيخ هذه القيم وتعزيز حضورها في وجدان الأجيال الجديدة.
0 تعليق