عاد الناشط السياسي المصري وائل غنيم، اليوم الأربعاء الموافق 7 مايو 2025، إلى منصات التواصل الاجتماعي بعد انقطاع دام خمسة أشهر، كاشفًا عن عزلة اختارها لـ«محاسبة النفس وإصلاحها»، وفق ما ورد في منشور مطوّل نشره عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، كتبه من مقر إقامته الحالي بمدينة مونتريال الكندية.

في مستهل منشوره، وجّه غنيم اعتذارًا علنيًا إلى المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، على ما بدر منه في السابق من «تغريدات مسيئة وسوء خلق»، مؤكدًا أن تلك التصرفات صدرت منه في فترة كان فيها «فاقدًا السيطرة على نفسه» نتيجة لتعاطيه المخدرات وانجرافه وراء سلوكيات وصفها بـ«الشيطانية».

اعتذار شامل وتعهد بالتوبة

لم يقتصر اعتذار غنيم على تركي آل الشيخ، بل توجه بكلمات مؤثرة لكل من أساء إليهم على مدار العام الماضي، سواء بكلمة مكتوبة أو مقطع مرئي أو لفظ جارح، قائلًا: «أرجو الله أن يسامحني ويعينني على تهذيب نفسي، وأرجو العفو ممن اتسعت صدورهم لذلك». كما ناشد متابعيه الدعاء له بـ«حسن الخلق وحسن الخاتمة».

إقلاع عن المخدرات والكحول والغيبة

أكد غنيم في منشوره أنه اتخذ قرارًا حاسمًا مع بداية العام بالتعافي الكامل، لافتًا إلى أنه نجح خلال الأشهر الثلاثة الماضية في الإقلاع التام عن تعاطي المخدرات، وكل أنواع التدخين، وشرب الكحول، وحتى استخدام المهدئات والمحفزات. 

كما أعلن التزامه بالابتعاد عن الغيبة والنميمة والشتم والجهر بالمعاصي، مؤكدًا: «أسأل الله أن تكون توبتي العلنية نصوحة».

ندم واعتراف وتحول سلوكي

في سياق حديثه، أقر غنيم بندمه الشديد عمّا بدر منه من أفعال وتصرفات خلال العام الماضي، واصفًا إياها بـ«الانتكاسة الشيطانية». 

وأضاف: «سأجاهد فيما هو قادم أن ألتزم بالآداب والمعايير التي حث عليها ديننا الحنيف». 

واستشهد بحديث نبوي جاء فيه: «ليس المؤمن بالطعّان ولا اللعّان ولا الفاحش ولا البذيء»، معترفًا بأنه كان جميع ذلك، ومطالبًا الله بـ«توبة صادقة».

رسائل إلى أهله في مصر والسعودية

اختتم غنيم منشوره برسائل وجدانية إلى أحبائه، حيث أعرب عن أمله في أن يجمعه الله بأسرته في مصر قريبًا، كما توجّه برسالة محبة إلى الشعب السعودي، مؤكدًا: «أُشهد الله أني أحبكم فيه»، متمنيًا أن يكتب له الله زيارة بيته الحرام ومسجد نبيه الكريم.

آيات قرآنية ورسالة روحانية

اختتم منشوره بآيات قرآنية من سورتي الأحزاب والرعد، حملت دلالات روحية واضحة على التغيير الداخلي الذي يعيشه، ومنها:
«يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

عودة وائل غنيم إلى منصات التواصل جاءت بعد غياب طال خمسة أشهر، لكنها جاءت أيضًا محمّلة برسائل توبة واعتذار وتحوّل، ما أثار تفاعلًا واسعًا من متابعيه ومحبيه الذين عبّروا عن دعمهم لقراره ورحلته نحو التعافي والتغيير.