غزة - رويترز

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن احتمال توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة تراجع بعد ضغوط واشنطن للعودة إلى المفاوضات، عقب إفراج حركة «حماس» عن الأسير عيدان ألكسندر.

وأكد الجيش الإسرائيلي، أن الرهينة عيدان ألكسندر عبر إلى داخل إسرائيل، الاثنين، بعد أن أطلقت حركة «حماس» سراحه في ظل توقف للقتال في قطاع غزة، لكن دون التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار أوسع نطاقاً أو إطلاق سراح رهائن، في حين حذر مراقبون من مجاعة في غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلم إيدان ألكسندر، بعد أن أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها سهلت نقله الآمن إلى السلطات الإسرائيلية بعد احتجازه 19 شهراً. وعيدان هو آخر أمريكي محتجز لدى «حماس».

شكراً ترامب

وكتب ألكسندر من داخل مروحية عسكرية: «شكراً للرئيس ترامب».

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله، إن احتمال توسيع العملية العسكرية بغزة تراجع بعد ضغوط واشنطن للعودة للمفاوضات. وقال المسؤول: «الإفراج عن ألكسندر أحدث زخماً، ونحاول استنفاد الخيارات خلال الأيام المقبلة».

من جهتها، دعت منظمة الصحة العالمية إلى الإفراج عن جميع الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. وقالت المنظمة في بيان: «يجب إنهاء الحصار عن غزة فالناس يموتون بينما الإمدادات على بعد دقائق وجاهزة للتوزيع».

وتوقف القتال في غزة مع حلول الظهر، بعد أن قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستوقف عملياتها للسماح بالمرور الآمن للرهينة.

بادرة حسن نية

وقالت حماس في بيان، إنها أفرجت عن ألكسندر في بادرة حسن نية منها تجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سيزور المنطقة الثلاثاء.

وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي، أن حماس: «بصدد إطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي كان يُعتقد أنه مات، خبر رائع!».

وقال نتنياهو، إن إطلاق سراح ألكسندر جاء بفضل الضغط العسكري الإسرائيلي في غزة، والضغط السياسي الذي مارسه ترامب.

وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو تحدث إلى ترامب اليوم، إذ عبر الرئيس الأمريكي عن التزامه تجاه إسرائيل. وينفى نتنياهو أي نية لوقف إطلاق النار، وأكد أن خطط توسيع العملية العسكرية في القطاع مستمرة.

وقال شهود في قطاع غزة، إن حركة الطيران الحربي والطائرات المسيرة الإسرائيلية استؤنفت فوق غزة بعد تسليم ألكسندر.

وقد تفتح عملية الإفراج عن الرهينة اليوم، والتي جاءت بعد محادثات رباعية بين حماس والولايات المتحدة ومصر وقطر، الطريق أمام إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، وعددهم 58 بعد 19 شهراً من هجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأصر نتنياهو على أن خطط الحملة العسكرية الموسعة على غزة ستستمر.

وذكرت السلطات الصحية في غزة، أن قصفاً إسرائيلياً أسفر عن مقتل 15 شخصاً كانوا يحتمون في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا.

وكشف أحدث تقييم صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر الموت جوعاً، مع تزايد احتمال حدوث مجاعة بحلول نهاية سبتمبر/أيلول.

«أعيدوهم جميعاً»

من المقرر أن يزور ترامب دول الخليج في جولة لن تشمل إسرائيل. وقال مسؤولان إسرائيليان، إنه يتوقع أن يزور المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إسرائيل الاثنين.

وفي بيان، قدمت عائلة ألكسندر الشكر لترامب وويتكوف، وعبَّرت عن أملها في أن يمهد القرار الطريق لإطلاق سراح الرهائن الآخرين.

وأضافت: «نطالب الحكومة الإسرائيلية وفرق التفاوض: رجاء لا تتوقفوا».

ويحاول مسؤولون أمريكيون تهدئة المخاوف في إسرائيل من تزايد الفجوة بين إسرائيل وترامب الذي أعلن الأسبوع الماضي انتهاء الحملة الأمريكية على جماعة الحوثي اليمنية، والتي تواصل إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وبعد هدنة أوقفت القتال في غزة لشهرين، وأتاحت تبادل 38 رهينة مقابل سجناء ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، استأنفت إسرائيل عملياتها في القطاع في مارس/آذار الماضي. ومنذ ذلك الحين، وسّعت سيطرتها على القطاع، وأخلت نحو ثلثه من أجل ما تصفه بأنه «منطقة أمنية»، كما تمنع دخول المساعدات إلى القطاع، ما ترك السكان البالغ عددهم مليوني نسمة يعانون نقصاً متزايداً في الغذاء.

وعرضت واشنطن الأسبوع الماضي، خططاً لمنظومة جديدة لإيصال المساعدات عبر شركات خاصة، دون أن تكون لإسرائيل علاقة بها.

ومنذ شن إسرائيل الحرب في عام 2023، قُتل أكثر من 52 ألف فلسطيني ولحق الدمار بمساحات شاسعة من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.