مدارس تحذر من مخاطر تداول «مسحوق الحكّة» بين الطلبة - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مدارس تحذر من مخاطر تداول «مسحوق الحكّة» بين الطلبة - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 11:48 مساءً

دبي – محمد نعمان

حذّرت مدارس من تداول منتج يُعرف باسم «بودرة الحكة» بين الطلبة، بعد رصد حالات متفرقة لاستخدامه داخل الحرم المدرسي، ويتم الترويج له باعتبار أنه مًزحة أو خدعة، ويباع في محال لعب الأطفال، وعبر منصات بيع رقمية متنوعة.

وكان أولياء أمور أبلغوا «الخليج» عن تعاميم ورسائل تلقوها من إدارات المدارس، تُفيد بوجود تنبيهات رسمية تنذر الطلبة بعدم إحضار هذه المادة إلى المدرسة، مع تأكيد أنها تُصنّف ضمن المواد غير المصرح بها، ويُعد استخدامها مخالفة سلوكية جسيمة بحسب اللوائح المعتمدة من الوزارة.

كما طالبت الإدارات أولياء الأمور بضرورة متابعة ما يحمله أبناؤهم معهم إلى المدرسة، والتأكد من عدم جلب أي مواد مجهولة أو قد تُستخدم بقصد المزاح المؤذي، مؤكدة أن المدرسة بيئة تعليمية وتربوية يجب أن يسودها الانضباط والاحترام المتبادل.

ودعت إدارات المدارس أولياء الأمور عبر تلك التعاميم التي اطلعت «الخليج» على نسخة منها، إلى التعاون في تعزيز السلوك الإيجابي، وتثقيف الأبناء حول حدود المزاح المقبول، إلى جانب مراقبة المحتوى الذي يتابعونه عبر الإنترنت، والذي قد يُشجع أحيانًا على تقليد سلوكيات غير مناسبة أو مضرة.

وأكدت أن الحفاظ على سلامة الطلبة الجسدية والنفسية مسؤولية مشتركة، تبدأ من الأسرة وتُستكمل داخل المدرسة، مشيرة إلى أن الانضباط المدرسي لا يعني فقط تطبيق اللوائح، بل بناء وعي جماعي بأهمية احترام الآخرين.

تأثيرات نفسية

تقول د.عايدة السحيمي، أخصائية علم النفس بمركز «ميدكير الطبي – جميرا»، إن استخدام مواد مثل هذا المسحوق كمزحة بين الأطفال قد يبدو للبعض أمراً بسيطاً أو مضحكاً، إلا أنه قد يترك آثاراً نفسية أعمق مما يتخيله الكثيرون، خصوصاً إذا نُفذ في بيئة مدرسية.

وأوضحت أن الطفل الذي يتعرض لهذا «المقلب» قد يشعر في لحظة ما بفقدان السيطرة على جسده، مصحوباً بإحساس بالحيرة أو الألم أو حتى الذعر، إذا لم يكن يعرف سبب الحكة المفاجئة أو كان يظن أنه تعرض لمشكلة صحية، وهذه التجربة، وإن بدت سطحية للبالغين، يمكن أن تولّد لدى بعض الأطفال مشاعر قلق حاد أو ارتباك نفسي، وقد تمتد لتأثيرات اجتماعية مثل الإحراج أمام الأقران أو فقدان الثقة فيمن هم حوله.

وأضافت أن بعض الحالات النادرة قد تتطور إلى اضطرابات ما بعد الصدمة النفسية، خصوصاً إذا شعر الطفل بأنه مُهدد أو عجز عن فهم الموقف أو تفسيره، مشيرةً إلى أن الأطفال والمراهقين لا يمتلكون دائماً القدرة على الفصل بين المزاح المؤقت والخطر الحقيقي، ما يجعلهم أكثر عرضة لبناء ردات فعل طويلة الأمد تجاه المواقف الاجتماعية أو الجماعية.

ودعت إلى أهمية توعية الطلاب وأولياء الأمور بعدم التساهل مع المقالب التي تنطوي على الإيذاء أو الإرباك النفسي، حتى وإن تم تنفيذها تحت عنوان «المرح»، مؤكدة أن المدارس مطالبة بتعزيز بيئة من الاحترام المتبادل والوعي النفسي، وعدم التهاون مع أي تصرف قد يؤثر في سلامة الطفل النفسية أو الجسدية.

توعية فورية

أكد الدكتور عمرو الظاهري، استشاري طب الأطفال ورئيس قسم في مستشفى ميدكير الملكي التخصصي، إن استخدام ما يُعرف ببودرة الحكة كمزاح بين الطلبة في المدارس ليس سلوكاً عابراً أو طريفاً كما يظنه البعض، بل هو تصرف يحمل في طياته مخاطر صحية ونفسية تستدعي القلق والتوعية الفورية، خصوصاً في البيئات التعليمية التي يجب أن تكون آمنة وخالية من أي سلوكيات قد تُلحق الأذى الجسدي أو النفسي بالأطفال.

وأوضح أن هذه البودرة غالباً ما تتكوّن من مواد مهيّجة للجلد، مثل مسحوق نبات «البطم الشرقي» المعروف بخصائصه المثيرة للحكة، أو ألياف صناعية دقيقة قد تسبب تهيجاً فورياً، واحمراراً في الجلد، وألماً قد يكون شديداً عند بعض الأطفال والمراهقين.

كما حذر من أن بعض التركيبات قد تحتوي على ألياف زجاجية أو بودرة ممزوجة بمواد كيميائية، ما يجعل استنشاقها خطراً حقيقياً على صحة الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأطفال المصابين بالربو أو التحسس المزمن.

وأشار إلى أن الطلبة الذين يعانون أمراضاً جلدية مثل «الأكزيما» أو «الصدفية» هم أكثر عرضة لردود فعل مفرطة، قد تصل إلى التهابات جلدية حادة أو تورم موضعي، مضيفاً أن مجرد الإحساس بالحكة القوية قد يدفع الطفل إلى خدش جلده بشكل عنيف، ما يفتح الباب لعدوى بكتيرية ثانوية تتطلب تدخلاً علاجياً.

تصرفات مزاحية

وعلى المستوى النفسي، شدد الدكتور عمرو الظاهري، على أن تأثير هذا النوع من المزاح لا يجب أن يُستهان به، فالتجربة مربكة بالنسبة للطفل، خاصة إذا وقعت أمام الزملاء أو ترافقت مع ضحك وسخرية، ما يُعرض الطفل لمشاعر الإحراج، وفقدان الثقة بالنفس، والانسحاب الاجتماعي.

وأكد أن التصرفات المزاحية التي تنطوي على إيذاء جسدي أو نفسي يجب ألا تُبرر تحت أي ظرف، مطالباً المدارس بتطبيق مزيد من الإجراءات الحازمة ضد مثل هذه السلوكيات، مع تعزيز الوعي بين الطلبة حول أثر ما يُطلق عليه «المزاح» على زملائهم.

كما دعا أولياء الأمور إلى الانتباه لتغيرات السلوك غير المبررة لدى أطفالهم، لأن مثل هذه التصرفات، إذا لم تتم معالجتها مبكراً، قد تترك آثاراً طويلة الأمد في نفوس الطلبة يصعب تداركها لاحقاً. المزاح يجب أن يكون برضى الطرفين، أما المزاح القائم على الإيذاء أو الإزعاج، فهو نوع من التعدي على المساحة النفسية للآخرين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق