حقق برشلونة انتصاراً مهماً في ملعب آر سي دي إي، وهو انتصار أراد اللاعبون الاحتفال به بشكل مختلف.

كان الحماس والفرح واضحين منذ صافرة النهاية، لكن الاحتفال لم يكن تماماً كما توقعوا.

على الرغم من بعض العقبات، أظهر الفريق روح الفوز والوحدة، ما ترك صوراً أحدثت ضجة واسعة.

من خلال انتصار بطعم احتفال نصف مكتمل، انتهت المباراة بنتيجة لصالح برشلونة، وهو انتصار يضيف إلى مسيرتهم نحو أهداف أكبر.

ومع ذلك، كان الاحتفال على أرض الملعب قصير الأمد.

فجأة، انطلقت رشاشات المياه في الملعب، ما أدى إلى بلل اللاعبين والقضاء على الأجواء الاحتفالية.

إضافة إلى ذلك، قام هانسي فليك بدفع لاعبي برشلونة للخروج من الملعب بعد المباراة.

منعت هذه الحالة فريق برشلونة من الاحتفال بالفوز بالدوري، كما يرغبون أمام الجماهير وعلى أرض الملعب نفسها.

لكن اللاعبين كان لديهم خطة بديلة لاستكمال الحفل.

من الاعتزال إلى التتويج مع برشلونة

في غرفة خلع ملابس إسبانيول، تغير الجو تماماً.

بدأت الموسيقى تعزف بأعلى صوت، وتصدرت الهتافات المشهد.

احتفل اللاعبون بصخب بالغ، معبرين عن فرحة كبيرة بعد الجهد والانتصار.

كان جوان لابورتا، رئيس النادي، حاضراً في المكان، يشجع اللاعبين ويشاركهم لحظات الفرح والحماس.

وأظهرت حسابات برشلونة الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي تلك النشوة، من خلال صور وفيديوهات كشفت عن الاحتفال الحقيقي، الذي كان أكثر حميمية وأقل ظهوراً للجمهور العام.

من بين كل صور الاحتفال، برزت صورة واحدة فوق البقية: صورة حارس المرمى فويتشيخ شتشيسني وهو يدخن سيجاراً في وسط أجواء الفرح في غرفة الملابس.

هذه اللقطة انتشرت أكثر من أي شيء، وأثارت الكثير من الضجة.

حارس المرمى البولندي، الذي انضم إلى برشلونة في أكتوبر بعد تقاعده في ماربيا، شهد قصة استثنائية مع النادي.

بعد قضاء فترة تقاعد ذهبية في ماربيا، تلقى شتشيسني اتصالاً غير متوقع من برشلونة إثر إصابة خطرة لحارس المرمى مارك أندريه تير شتيغن.

كان صديقه روبرت ليفاندوفسكي هو أول من تواصل معه للاستفسار عن رغبته، وبعد موافقة شتشيسني، تولى ديكو والمدرب هانسي فليك إقناعه بالانضمام للنادي.

السيجار بعد التتويج.. تقليد أم عادة شخصية؟

استحوذ الحارس البولندي بعد ثلاثة أشهر من استعادة لياقته، على مركز الحارس الأساسي وأصبح لاعباً محورياً في انتصارات برشلونة من كأس السوبر الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، ولا ليغا.

كان لدى شتشيزني ما يكفي من الأسباب للاحتفال بأسلوب الـNBA بعد ضمان لقب الدوري، وهو إشعال سيجار في غرفة الملابس وحتى مشاركته مع صديقه ليفاندوفسكي.

تشيزني يعترف سابقاً بإدمان السجائر

شتشيزني، الذي لم يخفِ أبداً كونه مدخناً والذي اعترف مدربه علناً بأنه يدخن قليلاً، كان قد أثار العناوين في وقت سابق عندما تمت مشاهدته وهو يستخدم جهاز التدخين الإلكتروني (الفيب) بعد الفوز على ريال مدريد في الكلاسيكو الأخير في مونتجويك، وهي المباراة التي كانت بمنزلة الحسم الفعلي للقب الدوري لبرشلونة.

وفي ملعب أر سي دي، بعد تحقيق الثلاثية المحلية، قدم شتشيزني لحظة على طراز مايكل جوردان كاملة في الاحتفال.

جدير بالذكر أن الحارس البالغ من العمر 34 عاماً، والذي يعيش بسعادة في كاستيلديفيلس مع عائلته بالقرب من مواطنه لوابوفسكي، لديه الآن عرض من برشلونة للبقاء لموسم آخر، مع خيار تمديد لسنة ثانية.

ردود أفعال متباينة على احتفال الحارس

بالنسبة للبعض، يعكس فويتشيخ شتشيسني موقفاً من اللامبالاة التامة، كما لو أنه لا يهتم لأي شيء.

أما بالنسبة لآخرين، فهي ببساطة طريقة شخصية أكثر للاستمتاع بالنصر.

في كلتا الحالتين، تعكس الصورة لحظة عفوية وصادقة، ما أثار الجدل والفضول بين المتابعين.

كان الأمر عفوياً، طريفاً، وصادقاً، يجسد كل ما أصبح عليه هذا الفريق من برشلونة تحت قيادة فليك، ليس مجرد فريق، بل عائلة.

الاحتفال بالدراجات..ومكالمة فيديو من فيران توريس بالمستشفى

لم يكن مجرد احتفال بالفوز بلقب الدوري، بل كان تذكيراً بالقيم التي تميز برشلونة في أفضل حالاته وهي: الوحدة، الشغف، التواضع، والفرح.

روح لا يمكن شراؤها، بل يتم بناؤها.

من قفزة فليك نحو السماء، إلى تألق سزينسكي بأسلوب مايكل جوردان، إلى أربعة لاعبين يركبون الدراجات إلى المستشفى بابتسامات، كان ذلك احتفالاً باللقب لا يُنسى ورسالة واضحة أن شيئاً مميزاً حقاً ينمو مرة أخرى في كامب نو.

لكن ما ميز احتفال برشلونة حقاً كان روح الوحدة وكيف حرص الفريق على إشراك الجميع، حتى من لم يتمكنوا من الوجود في الملعب.

تابع فيران توريس، الذي يتعافى من جراحة طارئة لاستئصال الزائدة الدودية، المباراة الحاسمة من سرير في المستشفى.

وعلى الرغم من حجزه في غرفته بمستشفى برشلونة، لم يفوت فيران الفرحة.

حرص المدافع المخضرم إينيغو مارتينيز، الذي غاب عن المباراة بسبب تراكم البطاقات الصفراء، على أن يشعر زميله بأنه جزء من الانتصار.

وبعد صافرة النهاية مباشرة، أجرى اتصالاً بالفيديو مع فيران من غرفة الملابس المليئة بالفرح.

فريق الإعلام في برشلونة وثّق اللحظة المؤثرة، حيث ظهر وجه فيران المبتسم على شاشة هاتف إينيغو بينما كان الفريق يهلل حولهم.

لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.

في لحظة تبدو سريالية لكنها دافئة للغاية، استقل بيدري، إينيغو مارتينيز، داني أولمو، وإريك غارسيا دراجاتهم وخرجوا في جولة عبر المدينة، وهم ما زالوا يرتدون ملابس الاحتفال، لزيارة المهاجم المتعافي في المستشفى.