د.عائشة ديماس: متاحف الشارقة منبراً معززاً لهوية الإمارة - الهلال الإخباري

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
د.عائشة ديماس: متاحف الشارقة منبراً معززاً لهوية الإمارة - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 18 مايو 2025 04:45 مساءً

  حوار: مها عادل
تحتفل هيئة الشارقة للمتاحف باليوم العالمي للمتاحف، الذي يصادف 18 مايو/ آيار من كل عام، عبر تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية والتعليمية التي تخاطب جميع فئات المجتمع لإثراء معارفهم بأهمية زيارة المتاحف ودورها في زيادة الوعي بالموروث العربي والإسلامي باستخدام أحدث التقنيات العالمية، وذلك عبر تنظيم ورش عمل وجلسات نقاشية وجولات تعريفية.
وعلى هامش الاحتفالات التقت «الخليج» د. عائشة ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، للتعرف إلى أهم الاستراتيجيات والإنجازات والطموحات المستقبلية للهيئة.
وتستهل د. عائشة ديماس حديثها بتوضيح ملامح واستراتيجية الهيئة: نلتزم برؤية صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يدعم متاحف الشارقة بتوجيهاته الثاقبة ورعايته الكريمة، بما أتاح توسيع شبكة المتاحف وتعزيز مكانة الإمارة مركزاً للتميز الثقافي والمعرفي. وتتمحور استراتيجية الهيئة حول عدة عناصر رئيسية، هي حفظ المقتنيات وعرضها بالشكل المناسب للجمهور، إثراء المحتوى الثقافي من خلال المعارض والبرامج المتنوعة والإصدارات المتحفية، وتعزيز تجربة الزائر والمشاركة المجتمعية من خلال تطوير المرافق والخدمات، وإطلاق برامج تعليمية وتفاعلية جديدة تلبي احتياجات كل فئات المجتمع، بجانب بناء جسور ثقافية محلياً ودولياً، وتبني ممارسات مستدامة. وبهذه الركائز، تسعى الهيئة إلى ترسيخ رسالة الشارقة منارة حضارية تنبض بالعلم والفن والابتكار وترجمة رؤيتها على أرض الواقع، بأن تكون المتاحف دوماً منبراً ثقافياً معززاً لهوية الشارقة محلياً وعالمياً ما يسهم في تنشئة مجتمع واعٍ بأهمية المتاحف وجهة ثقافية وتعليمية جاذبة وممتعة.

صون الموروث


عن دور الهيئة في ترسيخ الثقافة العربية والإسلامية محلياً وعالمياً تقول: تلعب هيئة الشارقة للمتاحف دوراً محوريا في صون الموروث العربي والإسلامي ونشره، من خلال إدارة 17 متحفاً متخصّصاً في الفن، والتاريخ، والحضارة الإسلامية، والآثار، والعلوم، والبحار، ما يعزز الهوية الثقافية للإمارة ويسهم في إثراء المشهد الثقافي الوطني، بجانب استضافة وتنظيم معارض متنوعة بالتعاون مع مؤسسات عربية ودولية، مثل «جذور وحداثة: الفن العربي المعاصر في منطقة البحر المتوسط» بالشراكة مع المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، وسلسلة معارض «علامات فارقة» الذي ينظمه متحف الشارقة للفنون لتسليط الضوء على القامات الفنية التي حققت حضورها ووجودها الفاعل، بوصفها إحدى تلك العلامات الفارقة التي أسهمت في تطوير الفن الحديث بالعالم العربي.


وتطلعنا د.عائشة ديماس على آليات الهيئة لإيصال رسالتها إلى مختلف الثقافات داخلياً وخارجياً قائلة: نحرص على مواكبة اهتمامات المجتمع المحلي من خلال طرح برامج ومعارض حول الموضوعات ذات الاهتمام المجتمعي بينها الاستدامة البيئية والمجتمعية، التطور الرقمي، دعم الثقافة واللغة العربية، وغيرها. كما تهتم متاحف الشارقة بتوعية الزائرين بتراث وثقافة الإمارات وتوعية الأجيال الناشئة بأهمية الحفاظ على التراث. وعلى المستوى الدولي نسعى دائماً لبناء جسور ثقافية من خلال تبادل المعارض مع المتاحف العالمية وتبادل الخبرات من خلال البرامج المتنوعة، وبينها برنامج علم المتاحف «سوا» والذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف منذ 10 سنوات بالتعاون مع متاحف برلين الوطنية وجامعة العلوم التطبيقية في برلين وبدعم من معهد جوتة الألماني. كما نتعاون مع شريكنا الجديد في هذا البرنامج وهو معهد إفريقيا – جامعة الدراسات العالمية والذي يثري البرنامج بخبراته ويضفي منظوراً جديداً على البرنامج الذي يستهدف الشباب العاملين في مجال المتاحف.

بيئات جاذبة


تتحدث د.عائشة ديماس عن الاستراتيجية التي تتبعها الهيئة لاستقطاب الزوار موضحة: نسعى إلى توفير بيئات جاذبة وشاملة لكل فئات المجتمع فنعمل على تصميم برامج ومرافق تراعي احتياجات الأطفال والشباب وكبار السن وذوي الإعاقة على حد سواء. وتم اعتماد 4 متاحف وفق معايير صديقة للطفل، تشمل إنشاء مسارات تفاعلية ومساحات لعب تعليمية تُعزز الفضول وتنشط التعلم المباشر. وحاز 11 متحفاً على اعتماد مراعي لكبار السن وذوي الإعاقة، إذ عمدت الهيئة إلى إضافة دليل صوتي بلغة الإشارة، وكتيبات مطبوعة بطريقة برايل، بالإضافة إلى نماذج لمسية تسهم في إيصال المعلومة بسلاسة لجميع الزوار. وفي أطر تعزيز التجربة التعليمية، تنظم الهيئة برامج تفاعلية متنوعة، أبرزها «رحلة الاستكشافات» في متحف الشارقة للآثار، إلى جانب ورش عمل مدرسية وجامعية ومجتمعية استقبلت أكثر من 120 ألف مشارك، ما يبرهن على التزام الهيئة توفير تجربة متحفية ثرية وشاملة لجميع الأعمار والاحتياجات.
وحول أحدث إحصائيات زوار متاحف الشارقة خلال العام الماضي ومعدلات النمو توضح: شهد عام 2024 المزيد من التألق والتفاعل مع المجتمع، إذ استقبلت متاحف الشارقة أكثر من مليون زائر، وهو ما يعكس الإقبال المتزايد على المعارض والبرامج المتنوعة التي تقدمها الهيئة، وجاء هذا النمو مدفوعاً بتبني الهيئة لخدمات إلكترونية حديثة تسهل إجراءات الحجز، وتنظيم فعاليات ثقافية وتعليمية تستهدف مختلف الفئات العمرية. كما أسهمت الشراكات المحلية والدولية والمعارض المؤقتة عالية المستوى في جذب شرائح جديدة من الزوار، سواء من داخل الإمارة أو خارجها، ما يعكس المكانة المتنامية للشارقة وجهة ثقافية رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.

التبادل الثقافي


عن أهم المبادرات التي تتبناها الهيئة لإيصال رسالتها الثقافية تقول: شهدت هيئة الشارقة للمتاحف في السنوات الأخيرة تنوعاً واضحاً في مبادراتها الهادفة إلى إيصال رسالتها الثقافية إلى أوسع شرائح المجتمع، إذ تجمع هذه المبادرات بين التطوير المهني والتبادل الثقافي، فمنذ انطلاق برنامج علم المتاحف «سوا» قبل 10 أعوام، أصبح منصة مهمة لتبادل الخبرات، وإقامة ورش عمل متخصصة تُقدّم فيها أحدث الممارسات في إدارة المتاحف وتطوير الكفاءات المهنية. ونظمت الهيئة في 2024، سبعة معارض مؤقتة تضمنت أعمالاً متنوعة، من أبرزها «جذور وحداثة» الذي جمع 80 قطعة فنية معاصرة من حوض البحر المتوسط، وسوف تقدم متاحف الشارقة هذا العام مجموعة مميزة من المعارض التي من شأنها تعميق الحوار مع المؤسسات الفنية العربية الشقيقة وتعريف الجمهور بالإبداعات المعاصرة وأصالة التراث الإسلامي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق