عثر المسؤولون على الصندوق الأسود الثاني من طائرة الخطوط الجوية الهندية المنكوبة، الرحلة 171، والذي سيوفر إعادة بناء دقيقة بلحظة للأحداث التي أدت إلى الحادث المأساوي والانفجار الناري القاتل.

وكانت الطائرة المتجهة إلى مطار غاتويك تحمل على متنها 242 راكباً، من بينهم 53 بريطانيّاً، عندما تحطمت بعد لحظات فقط من إقلاعها من مطار أحمد آباد في ولاية غوجارات شمال غربي الهند يوم الخميس.

وسقطت الطائرة من بوينغ 787 دريملاينر مرة أخرى على الأرض في منطقة ميغاني المكتظة بالسكان داخل المدينة، بعد دقائق قليلة فقط من مغادرتها المدرج.

كلمات الطيار الأخيرة تكشف اللحظات الحاسمة قبل الانفجار

تم العثور على الصندوق الأسود الأول يوم الجمعة فوق سطح أحد المباني في موقع التحطم، وذلك بعد 28 ساعة فقط من وقوع الحادث، بواسطة مكتب التحقيق في حوادث الطيران الهندي (AAIB).

وقالت السلطات إن العثور على كل من جهاز تسجيل صوت قمرة القيادة (CVR) ومسجل بيانات الرحلة سيُسهّل الآن تحديد السبب الدقيق للتحطم.

ويعتقد خبراء الطيران أن طائرة بوينغ 787 دريملاينر ربما فقدت الطاقة فجأة في أخطر مرحلة من الرحلة بعد الإقلاع.

الناجي الوحيد يروي مشاهد الرعب بعد سقوط الطائرة

كشف الناجي الوحيد من تحطم طائرة بوينغ 787 التابعة لشركة «إير إنديا» عن لحظات الرعب التي عاشها بعد سقوط الطائرة وتحطمها وسط منطقة سكنية مكتظة في أحمد آباد.

الشاب الناجي، ويدعى كومار 40 عاماً، يتلقى العلاج في وحدة العناية المركزة، لكنه استطاع التحدث لفريق التحقيق لبضع دقائق.

وقال:«شعرت بانفجار هائل..ثم الظلام التام..استيقظت وسط الحطام والنار من حولي..كنت أسمع صرخات مكتومة، ثم اختفت فجأة».

وأضاف:«كنت جالساً في مؤخرة الطائرة، بعد لحظات من الإقلاع، بدأت الطائرة تهتز بعنف، شعرت أننا لا نصعد، بل كأننا نغوص».

بعدها سمع الطيار يصرخ عبر مكبرات الصوت ثم كل شيء تحطم.

وتابع:«لم أعرف كيف نجوت، وجدت نفسي على الأرض بين الأنقاض، كنت بجانب جثث محترقة، وحرائق مشتعلة في كل مكان لكنني

زحفت حتى خرجت من الحطام».

خبراء يرجّحون الاصطدام بطائر تسبب في فقدان الطاقة

ذكرت وكالة الأنباء الهندية «برس ترست أوف إنديا» أمس الأحد أن طائرة دريملاينر كانت قد خضعت لفحوص صيانة شاملة (فحوص C) في يونيو 2023، وكان من المقرر أن تُجرى الفحوص التالية في ديسمبر 2025.

ويُرجّح أن الأسباب المحتملة تشمل تغيراً مفاجئاً في الرياح أو اصطداماً بطائر أدى إلى توقف المحركين.

ويقود التحقيق مسؤولون من مكتب التحقيق في حوادث الطيران التابع للهند.

وقد أكد مسؤولو الطيران الهنود أن الكلمات الأخيرة للطيار، قبل لحظات من اصطدام الطائرة بمبانٍ بالقرب من مطار سردار فالابهبهاي باتل الدولي في أحمد آباد، كانت نداءات استغاثة.

وفي سياق آخر، أظهر مقطع فيديو صادم جديد دليلاً على أن الطائرة فقدت الطاقة بعد الإقلاع، مما أدى إلى التحطم الكارثي.

وقال الطيار المدني ستيف شرايبر، الذي يُحلل حوادث الطيران والحالات الخطرة، إن مقطع فيديو جديداً عالي الدقة يكشف أن طائرة بوينغ 787 دريملاينر المنكوبة تعرضت لفشل مزدوج في المحركين قبل تحطمها في واحدة من أسوأ كوارث الطيران في تاريخ الهند.

وقد بدأت الطائرة في فقدان الارتفاع بعد لحظات من الإقلاع، قبل أن تنفجر في كرة نارية إثر اصطدامها بمبنى مخصص لسكن العاملين في مجال الطب في مدينة أحمد آباد بولاية غوجارات.

صندوقا الطائرة الأسودان يرسمان صورة أوضح لما حدث في الجو

يسجل جهاز تسجيل صوت قمرة القيادة (CVR) جميع الأصوات داخل قمرة القيادة، بما في ذلك محادثات الطيارين، والاتصالات اللاسلكية، وإنذارات التحذير، والأصوات الميكانيكية المحيطة.

وسيسمح هذا الجهاز للمحققين بفهم ما حدث أخيراً في اللحظات التي سبقت واحدة من أسوأ كوارث الطيران في العالم خلال العقد الأخير.

تحمل الطائرات عادة صندوقين أسودين، أحدهما يسجل بيانات الرحلة مثل الارتفاع والسرعة، والآخر يسجل الصوت داخل قمرة القيادة، حتى يتمكن المحققون من الاستماع إلى ما كان يقوله الطيارون ورصد أي أصوات غير معتادة.

ماذا قالت التسجيلات الصوتية داخل قمرة القيادة قبل الكارثة؟

بحسب ما كشفه مسؤولون في هيئة الطيران المدني الهندية، فإن التسجيلات الصوتية من داخل قمرة القيادة (CVR) أظهرت أن الكلمات الأخيرة للطيار كانت نداءات استغاثة (Mayday) قبل لحظات فقط من تحطم الطائرة.

الطيار، الكابتن سميت سابهاروال، الذي كان يتمتع بخبرة طيران تزيد على 8,200 ساعة، أطلق نداء الاستغاثة في حالة من الذعر، قائلاً:«الدفع لم يتحقق..نحن نسقط..ماي داي! ماي داي! ماي داي!»

وتشير هذه العبارة إلى أن الطيار كان يُحاول دفع الطائرة للارتفاع بعد الإقلاع، لكن لم يتم توليد قوة الدفع الكافية من المحركات، مما أدى إلى فقدان السيطرة عليها سريعاً.

نداء «Mayday» هو أعلى مستوى من نداءات الطوارئ في مجال الطيران، ويُستخدم فقط في الحالات التي تهدد حياة الركاب والطائرة.

وتعزز هذه التسجيلات نظرية المحققين وخبراء الطيران، التي تشير إلى أن الطائرة ربما تعرضت لفشل مزدوج في المحركين أو فشل كهربائي أو هيدروليكي كبير تسبب في فقدان كامل للطاقة بعد وقت قصير من الإقلاع.