اكتشف باحثون أمريكيون في جامعة ميامي مئات الفيروسات العملاقة غير المعروفة سابقاً في محيطات العالم، محذرين من احتمال تأثيرها الكبير في النظم البيئية البحرية، بل وربما في الحياة على كوكب الأرض بشكل عام.
وقال د. بنجامين منيش، الأستاذ في الجامعة، والباحث الرئيسي في الدراسة: إن هذه الفيروسات، التي يزيد حجم بعضها بأكثر من 5 أضعاف على حجم الفيروسات التقليدية، تنتشر في البيئات المائية حول العالم، ورصد أكثر من 230 نوعاً جديداً منها باستخدام أدوات برمجية متقدمة لتحليل الجينوم تعرف باسم BEREN.
وأوضح: «تتراوح معظم الفيروسات في نطاق 20 إلى 200 نانومتر، لكن الفيروسات العملاقة يمكن أن يزيد عرضها على 1000 نانومتر، وللمقارنة، يبلغ عرض شعرة الإنسان حوالي 80000 إلى 100000 نانومتر».
وأضاف: «هذه الفيروسات تستهدف بشكل أساسي كائنات دقيقة مثل الطحالب وحيدة الخلية والأميبا، وهي كائنات تؤدي دوراً محورياً في إنتاج الأكسجين، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون عبر عمليات التمثيل الضوئي، لكن العدوى الفيروسية من شأنها أن تتسبب في انهيار مفاجئ لمجموعات الطحالب، ما يهدد بتغيير التوازن البيئي بشكل واسع النطاق».
وأوضح: «هذه الفيروسات تحتوي على جينات تشارك في وظائف خلوية معقدة مثل التمثيل الضوئي واستقلاب الكربون، ما يمنحها قدرة استثنائية على التأثير في مضيفها وتغيير الكيمياء الحيوية البحرية».
رصدت الدراسة أعلى عدد من الفيروسات العملاقة في بحر البلطيق، تلاه القطب الجنوبي، بينما وجدت أنواع أخرى في القطب الشمالي، وجنوب المحيط الهادئ، وشمال الأطلسي، وبحر سارجاسو (منطقة من شمال المحيط الأطلسي) وخليج جانجموك الكوري.
ويخشى الباحثون أن يؤدي تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة إلى تهديد هذه الفيروسات المتكيفة مع البرودة، ما يؤدي إلى تحولات مفاجئة وغير متوقعة في المنظومات البيئية.