نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس وزراء صربيا يزور دير سانت كاترين - الهلال الإخباري, اليوم السبت 21 يونيو 2025 05:04 مساءً
زار الدكتور ديورو ماتسوت رئيس وزراء جمهورية صربيا، والوفد المرافق له، بزيارة دير سانت كاترين بمحافظة جنوب سيناء، وذلك في إطار زيارته الرسمية الحالية لجمهورية مصر العربية، وضمن جولته لعدد من المواقع الأثرية والمتاحف المصرية.
وكان في استقباله الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، والأنيا ديميتري ديمانوس مطران دير سانت كاترين، حيث اصطحبا الضيف والوفد المرافق له في جولة داخل الدير، شملت كنيسة التجلي والمسجد الفاطمي وغيرها من الأماكن الأثرية به بإلإضافة إلى زيارة المكتبة التاريخية التي تُعد من أقدم المكتبات في العالم، والتعرف على ما تضمه من مخطوطات نادرة ذات قيمة استثنائية، من بينها المخطوطات الصربية المرتبطة بالقديس سافا ودوره البارز في تاريخ المكتبة.
وفي ختام الزيارة، أعرب رئيس الوزراء الصربي عن سعادته البالغة بهذه التجربة الفريدة، مشيدًا بما يتمتع به الدير من طابع روحاني وقيمة تاريخية عظيمة، وما تزخر به مدينة سانت كاترين من مقومات سياحية ودينية متميزة.
دير سانت كاترين: كنز تاريخي وروحاني في قلب سيناء
يقع دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء (جبل موسى) في قلب شبه جزيرة سيناء بجنوب مصر، ويُعد أحد أقدم الأديرة المسيحية المأهولة في العالم، ووجهة رئيسية للزائرين من مختلف أنحاء العالم لندرته التاريخية والدينية.
تاريخ عريق وأهمية دينية
تأسس الدير في القرن الرابع الميلادي بأمر من الإمبراطورة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، ثم أمر الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول ببناء تحصينات حوله في القرن السادس الميلادي لحمايته. يحظى الدير بأهمية دينية عظيمة لدى المسيحيين، حيث يعتقد أنه بُني في الموقع الذي رأى فيه النبي موسى الشجرة المشتعلة (العليقة المقدسة) التي كلم فيها الرب. يُعتبر الدير مركزًا للحج المسيحي، ويجذب آلاف الزوار سنويًا.
معمار فريد وكنوز لا تقدر بثمن
يتميز الدير بأسلوبه المعماري الفريد الذي يجمع بين الطراز البيزنطي والقوطي، وقد صمد عبر قرون عديدة بفضل جدرانه الحصينة. يضم الدير مجموعة هائلة من الكنوز التي لا تقدر بثمن، مثل:
- مكتبة الدير: تعد من أقدم المكتبات في العالم، وتحوي آلاف المخطوطات القديمة والنادرة باللغات اليونانية، والسريانية، والعربية، والقبطية، وغيرها، بما في ذلك نسخ نادرة من الإنجيل.
- الأيقونات الفسيفسائية: يضم الدير أيقونات فسيفسائية نادرة تعود إلى قرون مضت، والتي تُظهر جمال الفن البيزنطي المبكر.
- كنيسة التجلي: هي الكنيسة الرئيسية في الدير، وتضم بقايا القديسة كاترين.
التعايش السلمي والحماية التراثية
على مر العصور، كان دير سانت كاترين رمزًا للتعايش السلمي، حيث تلقى الدير الحماية من الخلفاء المسلمين على مر التاريخ، بدءًا من العهد النبوي الشريف (العلاقة الشهيرة مع الرسول محمد). في عام 2002، أدرجت منظمة اليونسكو الدير ومحيطه كموقع للتراث العالمي، تقديرًا لقيمته التاريخية والثقافية والدينية الفريدة. يُعد الدير اليوم شاهدًا حيًا على التراث المسيحي الغني في مصر، ويستقطب الباحثين والسياح على حد سواء لاستكشاف تاريخه العريق وجماله الروحاني.
0 تعليق