استشارية نفسية: العودة لبعض عاداتنا القديمة ليست رجعية بل وقاية مجتمعية.

أكدت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري الصحة النفسية، أن استعادة بعض العادات الأسرية القديمة لا يُعد تراجعًا أو رجعية كما يروّج البعض، بل هو شكل من أشكال الوقاية المجتمعية والحماية النفسية التي يحتاجها الجيل الحالي أكثر من أي وقت مضى. 

وأوضحت شبانة خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن تلك العادات التي قد تبدو بسيطة، مثل اجتماع الأسرة على مائدة طعام واحدة، أو انتظار الأب قبل البدء في تناول الطعام، كانت تُرسخ قيمًا عميقة من الاحترام والانضباط والقدوة داخل البيت، وتسهم في بناء شخصية الطفل بشكل سليم ومتوازن. 

وأضافت: "العادات القديمة لم تكن قيدًا على حرية الأبناء، بل كانت وسيلة لترسيخ النظام والتواصل الحقيقي داخل الأسرة أما اليوم، فقد تم استبدال هذه الروابط بعوالم افتراضية وشاشات معزولة، فغابت هيبة الوالدين، وتلاشت لحظات الحوار، مما جعل الأبناء أكثر عرضة للاضطراب والتشتت. 

وشددت على أن إعادة إحياء هذه المظاهر الأسرية لا يعني رفض الحداثة أو التكنولوجيا، بل توظيفها دون أن تلغى معها القيم الأسرية التي نشأنا عليها، مؤكدة أن التربية الإيجابية الحقيقية لا تلغي الاحترام ولا تُبيح الفوضى، بل توازن بين الحوار والانضباط، وبين الحرية والمسؤولية. 

واختتمت بقولها: “التمسك بجذورنا التربوية لا يمنعنا من التطور، بل يمنحنا قاعدة قوية نواجه بها تحديات العصر فالقيم لا تُورث بالكلام، بل بالمواقف اليومية والسلوك المتكرر داخل الأسرة.”