نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شركة باكستانية ترسل أطرافاً صناعية لأطفال غزة الناجين من الحرب - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 04:17 مساءً
كراتشي - رويترز
بعد عودة الطفلة سدرة، صاحبة الثماني سنوات من العيادة بذراعها الصناعية، قفزت على دراجة في مخيم اللاجئين الذي تعيش فيه بالأردن، لتقودها للمرة الأولى منذ أن أفقدها هجوم صاروخي على غزة ذراعها قبل عام.
وأصيبت سدرة أثناء وجودها بمدرسة النصيرات، وهي واحدة من عدة مدارس في غزة، تم تحويلها إلى ملاجئ مؤقتة، بعد الغارات الإسرائيلية. وقالت والدتها صابرين، إن الخدمات الصحية المنهارة في غزة، وعدم قدرة الأسرة على المغادرة في ذلك الوقت جعلت من المستحيل إنقاذ يدها.
وقالت صابرين: «إنها تلعب في الخارج... أصدقاؤها وأشقاؤها مبهورون بذراعها.لا أستطيع التعبير عن مدى امتناني لرؤية ابنتي سعيدة».
صنعت شركة «بيونيكس» الباكستانية الذراع على بعد أربعة آلاف كيلومتر في كراتشي، إذ تستخدم تطبيقاً على الهواتف الذكية لالتقاط صور من زوايا مختلفة وإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد للأطراف الصناعية مصممة للمصاب.
أكثر من ألف ذراع
وقال الرئيس التنفيذي أنس نياز، إن الشركة الناشئة جهزت أكثر من ألف ذراع لحالات داخل باكستان منذ 2021. ويأتي التمويل من مزيج من مدفوعات المرضى، وتمويل من مؤسسات وتبرعات، لكن هذه هي المرة الأولى التي توفر فيها الشركة أطرافاً صناعية للمتضررين من صراع.
وخضعت سدرة وحبيبة الله البالغة من العمر ثلاثة أعوام، والتي فقدت ذراعيها، وإحدى ساقيها في غزة، لاستشارات عن بعد، وتركيبات افتراضية في عملية استمرت لأيام. ثم سافر نياز من كراتشي إلى عمان لفحص الطفلتين، وإجراء أول عملية تسليم في الخارج لشركته.
جاء تمويل جهاز سدرة من مركز مفاز في عمان، بينما جاء تمويل جهاز حبيبة من تبرعات باكستانيين. وقالت الرئيسة التنفيذية لمركز مفاز، انتصار عساكر، إن المركز دخل في شراكة مع بيونيكس بسبب تكاليفها المخفضة، وتقديمها حلولاً عن بعد، وقدرتها على استكشاف الأخطاء، وإصلاحها عن بعد.
وقال نياز، إن كل ذراع صناعية تتكلف نحو 2500 دولار، وهو أقل بكثير من كلفة البدائل المصنوعة في الولايات المتحدة التي تتراوح بين 10 آلاف، و20 ألف دولار.
وعلى الرغم من أن أذرع «بيونيكس»، أقل تطوراً من الإصدارات الأمريكية، فإنها توفر قدرة عالية للأطفال للقيام بالأنشطة، كما أن عملية تصنيعها عن بعد تجعلها أكثر سهولة من الخيارات المتاحة من دول أخرى مثل تركيا وكوريا الجنوبية.
وقال نياز: «نخطط لتوفير أطراف صناعية للأشخاص في مناطق صراع أخرى أيضاً، مثل أوكرانيا، وأن نصبح شركة عالمية».
قال نياز، إنهم كانوا يستكشفون خيارات لتمويل الأطراف المقدمة لسدرة وحبيبة الله، مضيفاً أن الكلفة لن تكون مرتفعة للغاية.
وتدخل «بيونيكس» من حين لآخر شخصيات خيالية شهيرة في الأطراف الصناعية للأطفال مثل «الرجل الحديدي» من أفلام «مارفل»، أو «إلسا» من «ديزني»، وهي ميزة قال نياز، إنها تساعد على التقبل العاطفي، والاستخدام اليومي.
«أخيراً سأعانق والدي»
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مارس/ آذار الماضي، إن غزة بها الآن نحو 4500 حالة بتر جديدة، إضافة إلى ألفي حالة كانت موجودة من قبل الحرب، كثير منهم من الأطفال، ما يجعلها تشكل واحدة من أكبر أزمات بتر الأطراف لدى الأطفال بالنسبة للعدد الإجمالي في التاريخ الحديث.
وخلصت دراسة أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في إبريل/ نيسان الماضي، إلى أن ما لا يقل عن سبعة آلاف طفل أصيبوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتقول السلطات الصحية المحلية أن أكثر من 57 ألف فلسطيني قتلوا، ثلثهم تقريباً من الأطفال. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن المنظومة الصحية في غزة «على شفا الانهيار» مع إغلاق إسرائيل للحدود ما أوقف وصول الإمدادات الحيوية، ما يعني أن الجرحى لا يستطيعون الحصول على الرعاية المتخصصة، خاصة وسط موجات تدفق المصابين.
ولا تزال سدرة تتأقلم مع يدها الجديدة التي ترتدي عليها الآن سواراً صغيراً. وقالت: «أكثر ما أتطلع إليه هو عناق والدي بذراعيّ الاثنتين أخيراً عندما أراه».
0 تعليق