أكد الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، أن مصر تبنت القضية الفلسطينية منذ عقود طويلة، حتى قبل اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، مشيرًا إلى أن الموقف المصري من الصراع العربي الإسرائيلي مرّ بمحطات مفصلية، أبرزها حرب عام 1948، التي شكّلت نقطة تحوّل في الوعي الوطني المصري تجاه خطورة المشروع الصهيوني.

خطورة المخططات الصهيونية

وأوضح "الفقي" في حواره مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر" المذاع على فضائية "إم بي سي مصر" مساء الثلاثاء، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان لديه تخوفات حقيقية من المخططات اليهودية ضد مصر والمنطقة، وهو ما دفعه إلى تبني فكرة القومية العربية كإطار موحد لمواجهة التهديدات التي كانت تلوح في الأفق، مشيرًا إلى أن هناك محاولات جرت في حينه للوقيعة بين القيادة المصرية والفلسطينيين، لكنها فشلت أمام وحدة الهدف والمصير.

وأضاف أن عبد الناصر لعب دورًا محوريًا في بلورة الصراع العربي الإسرائيلي كصراع وجود، وتنبأ مبكرًا بخطورة المشروع الصهيوني، ليس فقط على فلسطين، بل على المنطقة بأسرها.

القضية الفلسطينية في قلب الميثاق العربي

وأشار إلى أن ميثاق جامعة الدول العربية تضمن ملحقين أساسيين؛ أحدهما يتعلق باختيار الأمين العام، والآخر يُكرّس أهمية القضية الفلسطينية كقضية مركزية في السياسات العربية المشتركة، ما يعكس عمق الالتزام العربي التاريخي تجاه حقوق الشعب الفلسطيني.

السادات حافظ على جوهر القضية 

كما علّق على خطاب الرئيس الراحل أنور السادات في الكنيست، موضحًا أن الخطاب رغم طبيعته السياسية المعقدة، لم يغفل عن التشدد في الدفاع عن القضية الفلسطينية، بل تضمّن رسائل واضحة تؤكد تمسك مصر بحقوق الفلسطينيين ورفضها التام لأي حلول تتجاوز هذه الحقوق.