نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هدنة غزة المرتقبة.. استراحة تكتيكية أم هندسة سياسية لواقع جديد؟ - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 04:31 مساءً
تتسارع الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، وسط مؤشرات سياسية متزايدة على قرب التوصل إلى اتفاق، لكن دون ضمانات فعلية لتسوية دائمة.
وفي الوقت الذي تبذل فيه واشنطن، عبر مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف، جهودًا لتذليل العقبات، تبقى بعض الملفات الجوهرية—خاصة المتعلقة بـمحور موراج ومدينة رفح—تشكل "عقدة التفاوض"، حسب محللين سياسيين.
وقال الدكتور حسين الديك، أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ "الفجر"، إن الأطراف باتت "تدفع نحو هدنة اضطرارية"، في ظل تآكل البدائل، لا سيما بالنسبة لإسرائيل التي ترى في وقف إطلاق النار فرصة لإعادة التموضع العسكري وتحقيق مكاسب سياسية لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
وأضاف الديك أن "نتنياهو يسعى لتوظيف أي هدنة كمنصة سياسية داخلية، قد تسهم في تحسين موقعه الانتخابي، خصوصًا في ظل دعمه من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي ذهبت إلى حدّ الترويج لترشيحه لجائزة نوبل للسلام".

لكنه استدرك بالقول إن الهدنة المقترحة لا تحمل في طياتها أفقًا سياسيًا حقيقيًا، مؤكدًا أن "تصريحات ترامب خلت من أي التزام بحل الدولتين، في حين يتمسك نتنياهو بالسيطرة الأمنية والسيادة الإسرائيلية الكاملة، ما يعني استمرار الاحتلال بشكل مختلف".
وفي السياق نفسه، رأى الكاتب والمحلل السياسي حميد قرمان أن محور موراج أصبح مركز الثقل العسكري والأمني الجديد لإسرائيل في جنوب القطاع، حيث تُخطط الحكومة الإسرائيلية لتحويله إلى قاعدة ميدانية دائمة تحت غطاء "مركز لتوزيع المساعدات".
وقال قرمان لـ "الفجر"، إن "محور موراج هو فعليًا ما يعوق الوصول إلى اتفاق نهائي"، موضحًا أن إسرائيل ترفض الانسحاب الكامل من رفح، وتتمسك بالسيطرة على المعابر، بدعوى منع تسليح حركة حماس مجددًا خلال فترة الهدنة، مضيفًا: "فتح معبر رفح بات مشروطًا برقابة إسرائيلية مباشرة، حتى في الحالات الإنسانية، مما يُفرغ الاتفاق من مضمونه الإنساني والسياسي".

وأكد المحللان أن التوصل إلى اتفاق بات شبه حتمي خلال الساعات أو الأيام المقبلة، بفعل الضغوط الأميركية، والانهيار الإنساني في القطاع، ولكن في المقابل، تبقى حركة حماس مطالبة بتقديم تنازلات واضحة، وسط حديث عن فقدانها لعدد من أوراق الضغط الإقليمية، بعد تراجع الدعم العلني من بعض الأطراف.
وختم قرمان تحليله بالتأكيد على أن استمرار العمليات العسكرية لم يعد خيارًا واقعيًا لأي من الطرفين، قائلًا: "المطلوب اليوم ليس فقط وقف القتال، بل صياغة اتفاق يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويوقف نزيف الدم ويمنع تحويل الهدنة إلى مجرد استراحة تكتيكية تستخدمها إسرائيل لإعادة ترسيم المشهد الجغرافي والسياسي في القطاع".
0 تعليق