ارتفاع أسعار الدولار الآجلة يزيد المخاطر على البنوك المركزية الآسيوية - الهلال الإخباري

مباشر - تستخدم البنوك المركزية في مختلف أنحاء آسيا، بشكل متزايد المشتقات المالية لحماية عملاتها من الدولار القوي، وهو ما يثير تساؤلات حول المدة التي يمكنها أن تتمكن من خلالها من القيام بذلك وما إذا كانت هذه مجرد تخزين للمتاعب للمستقبل.

بلغ صافي المركز القصير الأجل للبنك الاحتياطي الهندي بالدولار - وهو المبلغ الذي سيتم بيعه في تاريخ مستقبلي بسعر محدد مسبقًا - أعلى مستوى على الإطلاق عند 68 مليار دولار في ديسمبر.

وفي الوقت نفسه، بلغ صافي المركز القصير لبنك إندونيسيا 19.6 مليار دولار، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2015 على الأقل، وفقًا لأحدث البيانات الرسمية وفق بلومبرج.

وتشير الكتب المتضخمة إلى تحول في الاستراتيجية بين البنوك المركزية التي تتدخل للدفاع عن عملاتها. ولكن استخدام المشتقات المالية بالإضافة إلى الصفقات الفورية لدفع الدولار إلى التراجع يثير المخاوف بشأن خطر تأجيل ضغوط البيع بدلاً من إزالتها.

وقال ديراج نيم، الخبير الاستراتيجي في شؤون العملات في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية: "إن هذا يعني في الأساس تأجيل خفض قيمة العملة إلى موعد لاحق، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على الاحتياطيات الرئيسية مرتفعة كوسيلة لإظهار الثقة. وأنا قلق بعض الشيء بشأن هذا السيناريو".

كانت الروبية الهندية والروبية الإندونيسية من بين أسوأ العملات أداءً في آسيا على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، حيث خسرت كل منهما أكثر من 3.5% من قيمتها مقابل الدولار.

 

المخاطر السياسية

أدى انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تصعيد الضغوط على البنوك المركزية في الأسواق الناشئة. وأدت تهديدات ترامب بفرض الرسوم الجمركية إلى تأجيج موجات من انخفاض قيمة العملات مقابل الدولار، في حين أدى استعداده لوصف بلدان أخرى بأنها متلاعبة بالعملة إلى زيادة التدقيق السياسي في التدخل.

وقال كلاوديو بيرون، الرئيس المشارك لاستراتيجية العملة والأسعار في بنك أوف أميركا كورب: "من الواضح أن هذه قضية حساسة للغاية، وخاصة في البيئة التي نعيش فيها الآن، حيث هناك قدر كبير من التدقيق من جانب الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتجارة العادلة والتلاعب بالعملة". "لا أعتقد أن هناك رغبة حقيقية في التدخل بشكل مفرط في السوق".

في أعقاب تنصيب ترامب في 20 يناير/كانون الثاني، تم تداول ورقة حقائق تفصيلية لخططه، بما في ذلك دعوة الوكالات الفيدرالية لمعالجة التلاعب بالعملة من قبل دول أخرى. لا يأتي هذا التصنيف مع عقوبات فورية ولكنه يمكن أن يهز الأسواق المالية. وصف ترامب الصين بأنها دولة متلاعبة بالعملة خلال ولايته الأولى، بينما كانت الهند في السابق على قائمة المراقبة الأمريكية.

تتمتع العقود الآجلة بعدد من المزايا الرئيسية للبنوك المركزية، بما في ذلك التكاليف المنخفضة المحتملة وحقيقة أنها لا تستنزف المعروض النقدي. لكنها تسمح أيضًا للبنوك المركزية بإخفاء تدخلاتها. لا تأكل المشتقات الاحتياطيات الرسمية، وهو الأمر الذي قد يقلل من خطر جذب غضب ترامب. كما تسمح الاستراتيجية للبنوك المركزية بإبقاء المتداولين في حيرة.

كما تبنت ماليزيا استراتيجية استخدام العقود الآجلة للعملات. وبلغ صافي ميزانيتها القصيرة الأجل نحو 27.5 مليار دولار بحلول نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن تضخمت بنحو 4 مليارات دولار العام الماضي. وتظهر بيانات صندوق النقد الدولي أن الفلبين خفضت صافي ميزانيتها الطويلة الأجل إلى 874 مليون دولار فقط.

وقال بنك نيجارا ماليزيا اليوم الاثنين إنه يستخدم أدوات مثل مقايضات الصرف الأجنبي وعمليات إعادة الشراء العكسية لإدارة السيولة في السوق المحلية. ولم يستجب البنك المركزي الفلبيني على الفور لطلب التعليق.

في الحادي عشر من فبراير/شباط، كان هناك اشتباه في تدخل بنك الاحتياطي الهندي بشكل مكثف لرفع قيمة الروبية. وارتفعت العملة بنحو 1%، وهو أكبر مكسب لها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مما أدى إلى وقف الخسائر بين المتعاملين في سوق الصرف الأجنبي. وقال متعاملون إن البنك المركزي تدخل في أسواق الصرف الفوري والآجل.

 

انخفاض الدولار

من الناحية النظرية، يوفر الانخفاض الأخير في قيمة الدولار فرصة للبنوك المركزية. فقد ألغى ترامب أو أرجأ فرض الرسوم الجمركية على كندا وكولومبيا والمكسيك، مما أثار الشكوك في أنه سينفذ تهديداته الأكبر. وخسر مؤشر الدولار العريض نحو 1.7% حتى الآن هذا العام.

وهناك أيضا دلائل تشير إلى أن صناع السياسات يغيرون تكتيكاتهم، حيث يبدو أن محافظ بنك الاحتياطي الهندي الجديد سانجاي مالهوترا يتبنى نهجا أكثر مرونة في إدارة سعر الصرف. ووفقا للخبراء الاستراتيجيين، خفض بنك الاحتياطي الهندي رهاناته في سوق العقود الآجلة غير القابلة للتسليم، ويقوم بدلا من ذلك بإجراء عمليات داخلية في محاولة لتعزيز السيولة المحلية.

ولكن مزايا العقود الآجلة تعني أن هذه الاستراتيجية من المرجح أن تظل تحظى بشعبية بين البنوك المركزية.

وقال آرون هورد، مدير محفظة كبير في مجموعة العملات في ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز: "لا أرى سوى عدد قليل جدًا من السلبيات" لاستخدام سوق العقود الآجلة. وأضاف أن البنوك المركزية بحاجة إلى توخي الحذر حتى لا تبني سجلًا آجلًا كبيرًا للغاية، لكن في الوقت الحالي لا يمثل هذا مصدر قلق كبير.

 

 

 

 

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات

مستثمر بريطاني شهير يتجنب أسهم إنفيديا للمبالغة في الذكاء الاصطناعي

 الصين تبدأ تسويق سندات دولارية لأول مرة منذ 3 سنوات

فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية

ترامب يحذر البريكس من استبدال الدولار أو إطلاق عملة منافسة

ألتمان يرفض 97 مليار دولار من إيلون ماسك لشراء أوبن.إي.آي