الهلال الإخباري

تحذيرات من كارثة إنسانية بعد قصف المستشفى المعمداني بغزة وخروجه الكامل عن الخدمة - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحذيرات من كارثة إنسانية بعد قصف المستشفى المعمداني بغزة وخروجه الكامل عن الخدمة - الهلال الإخباري, اليوم الأحد 13 أبريل 2025 07:55 مساءً

حذّر الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، الرائد محمود بصل، من تداعيات كارثية على الواقع الإنساني والصحي في غزة، بعد قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثالثة المستشفى المعمداني الواقع في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل.

قصف للمرة الثالثة والمأساة تتكرر

قال الرائد محمود بصل، في تصريح خاص لقناة الجزيرة، إن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى المعمداني، بل هي المرة الثالثة، مشيرًا إلى أن الهجوم الأبرز وقع في أكتوبر 2023، عندما أسفر القصف حينها عن استشهاد أكثر من 500 فلسطيني كانوا داخل المستشفى.

وأكد بصل أن استهداف المستشفى مرة جديدة هو كارثة صحية بكل المقاييس، في ظل التدهور الحاد في المنظومة الطبية، والتي تعاني أساسًا من شح الإمكانات، محذرًا من أن تكرار القصف على أي منشأة طبية أو سكنية في غزة ستكون له انعكاسات خطِرة لن تتمكن طواقم الدفاع المدني من التعامل معها.

مصابون بلا مسعفين وشوارع تتحول لمستشفيات

أشار الناطق باسم الدفاع المدني إلى أن الأوضاع الإنسانية في القطاع تتدهور يومًا بعد يوم، حيث بات المصابون يصلون إلى المستشفيات دون مرافقة طبية أو إسعاف، ويتم نقلهم عبر عربات تجرها حيوانات أو سيارات مدنية بسيطة، ما يُعقّد عملية الإسعاف والنقل من مناطق شرق غزة إلى مستشفى الشفاء غرب المدينة، والذي يعاني هو الآخر من ضغط هائل ويعمل بطاقة محدودة جدًا.

ووفق بصل، فإن القصف الإسرائيلي فجر اليوم استهدف المستشفى المعمداني بصاروخين مباشرَين سقطا على مبنى الاستقبال والطوارئ، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة بالكامل، واضطر المرضى والمصابون إلى افتراش الشوارع المحيطة به بحثًا عن مكان آمن، في مشهد إنساني بالغ القسوة.

 

كارثة صحية مركبة وخسارة الأجهزة الطبية

كشف بصل أن المستشفى المعمداني كان يحتوي على جهاز التصوير المقطعي الوحيد في المنطقة الشرقية لمدينة غزة، وهو جهاز محوري في تشخيص الإصابات والكسور المعقدة، مما سيضطر الطواقم الطبية إلى نقل المصابين لمسافات بعيدة، في وقت يعاني فيه معظمهم من تهشم في العظام ونزيف داخلي حاد، ما يعمّق الأزمة ويزيد من احتمالات الوفاة في الطريق.

وأفاد بأن القصف تسبب في تدمير أقسام أساسية داخل المستشفى، منها قسم الاستقبال والطوارئ، وبنك الدم، ومختبر الأجنة، إضافة إلى الصيدلية المركزية، وهو ما يجعل من الصعب تشغيل أي جزء من المستشفى مؤقتًا حتى لتقديم خدمات إسعافية أولية.

عشرات الجرحى بلا علاج ومعدات مفقودة

أكد بصل أن هناك عشرات الجرحى داخل المستشفى المعمداني بحاجة إلى عناية مركزة، في ظل انعدام الخدمات الطبية، مشيرًا إلى أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف بالغة الصعوبة، وتواجه صعوبة كبيرة في تلبية احتياجات المرضى، في ظل استمرار الغارات الجوية، والانقطاع المتكرر للكهرباء، ونفاد المواد الأساسية.

 

انتهاك فاضح للقانون الدولي وغياب للمحاسبة

أدان بصل قصف المستشفيات والمراكز الطبية، واصفًا ذلك بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يحمي المنشآت الصحية من الهجمات العسكرية"، منتقدًا صمت المجتمع الدولي أمام ما وصفه بـ "المهزلة المستمرة"، متسائلًا: "متى يتحرك العالم ويقف عند مسؤولياته، في وقت يُقتل فيه سكان غزة بكل الأساليب وعلى مرأى ومسمع العالم؟".

وأضاف أن إسرائيل تضرب بهذه القوانين عرض الحائط، وتواصل استهداف المستشفيات دون أي مساءلة دولية، في ظل فشل المنظمات الأممية في وقف العدوان المستمر على القطاع منذ أكثر من عام ونصف.

 

أحياء مكتظة ومواقع دينية مهددة

أوضح بصل أن المستشفى المعمداني يقع في حي الزيتون المكتظ بالسكان، وهو محاط بمعالم دينية وتاريخية، منها كنيسة القديس فيليبس الإنجيلي، وكنيسة برفيريوس الأرثوذكسية اليونانية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الخامس الميلادي، ما يجعل القصف تهديدًا مباشرًا لتراث إنساني وحضاري لا يقدر بثمن.

 

مأساة المفقودين تحت الأنقاض تتصاعد

وفي سياق متصل، تحدث بصل عن ملف المفقودين تحت الأنقاض، واصفًا إياه بأنه ملف إنساني شائك، مشيرًا إلى وجود أكثر من 100 شهيد جديد تحت الأنقاض لم يتمكن الدفاع المدني من انتشالهم، نتيجة غياب المعدات الثقيلة اللازمة.

وأكد أن الأهالي يضطرون في بعض الأحيان إلى انتشال جثث ذويهم بأيديهم، في مشاهد مأساوية قد تؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا نتيجة انهيار الأنقاض عليهم أثناء محاولات الحفر اليدوي، محذرًا من استمرار غياب الدعم الدولي والإغاثي الذي يسمح بإدخال المعدات والآليات الثقيلة اللازمة لعمليات الإنقاذ.

كارثة إنسانية وصرخة استغاثة من غزة

في ظل هذا التصعيد الخطير، يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما يُحذّر الدفاع المدني من انهيار المنظومة الصحية بالكامل، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، ووقف هذه الجرائم المتكررة بحق المدنيين والمؤسسات الطبية، والتي لم تترك في غزة مكانًا آمنًا لا للمرضى ولا للطواقم الطبية.

أخبار متعلقة :