تصعيد دموي في غزة.. قصف مكثف ومجازر بحق المدنيين - الهلال الإخباري

واصل الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، حربه على قطاع غزة، عبر قصف جوي ومدفعي وبحري، واستهدافات عشوائية، أسفرت عن مجازر دامية بحق المدنيين والنازحين، في ظل تدهور إنساني خطير يزداد تفاقماً يوماً بعد يوم، فيما منعت إسرائيل إدخال تطعيمات شلل الأطفال لليوم ال40 على التوالي، ما يهدد 602 ألف طفل في القطاع، بينما دانت الأمم المتحدة منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة منذ 50 يوماً، وأكد مسؤول أممي أن غزة تشهد أسوأ وضع إنسانيّ منذ بدء الحرب، بينما اتهمت «الأونروا» إسرائيل باستخدام المساعدات ورقة مساومة وسلاح حرب في غزة، في حين كشفت تقارير إسرائيلية عن أزمة في الجيش الإسرائيلي وخسائر فادحة وانسحاب واسع للجنود.
في اليوم ال36 من استئناف الحرب على القطاع، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه للأحياء السكنية وخيام النازحين في مختلف مناطق غزة، ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال. وتعرضت منطقة قيزان رشوان جنوب غربي مدينة خان يونس، لقصف مدفعي متواصل، في حين شهدت مدينة رفح سلسلة انفجارات ضخمة ناجمة عن عمليات نسف واسعة نفذتها القوات الإسرائيلية. وفي شمال قطاع غزة، قصف الطيران المروحي الإسرائيلي كراجاً تابعا لبلدية جباليا، يضم آليات وجرافات بلدية، كما استهدفت طائرة استطلاع منزلاً يعود لعائلة بكر في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بصاروخين، ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني مقتل 25 شخصاً على الأقلّ في غارات إسرائيلية استهدفت، ، أنحاء متفرّقة في القطاع، بينما تحدثت تقارير إخبارية عن مقتل 42 فلسطينياً في غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة خلال الساعات الماضية. وفي ظل هذا التصعيد الدموي، حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك، من أن مخزونات الغذاء في قطاع غزة شهدت انخفاضاً خطيراً على مدى أكثر من 50 يوماً، إلى جانب النقص الحاد في الأدوية والإمدادات الطبية، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، إن غزة تشهد أسوأ وضع إنسانيّ منذ بدء الحرب، بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من 50 يوماً. ولفت إلى أن البضائع التجارية لم تصل غزة منذ فترة أطول. وأضاف أنه «في غزة، يمكنكم أن تشاهدوا اتجاهاً واضحاً نحو كارثة كاملة، في الوقت الحالي، ربما يكون الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بداية الحرب».
كما ندّد المفوّض العام لوكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة فيليب لازاريني، أمس الثلاثاء ب«الجوع الذي يتفاقم بشكل متعمّد» في غزة، بعد 50 يوماً من منع إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع الذي عاثت فيه الحرب جوعاً وخراباً.
وقال لازاريني إن «غزة أصبحت موطناً لليأس. فالجوع يتمدّد ويتفاقم بشكل متعمّد وبدفع من الإنسان». وندّد لازاريني على إكس ب«عقاب جماعي» أنزل بسكان غزة. وأشار إلى أن «المصابين والمرضى والمسنّين يحرمون من الإمدادات الطبية والعلاجات». وشجب «استخدام المساعدة الإنسانية عملة مقايضة وسلاح حرب»، مطالباً باستئناف إدخال المساعدات الإنسانية والإفراج عن الرهائن وإقرار وقف لإطلاق النار من جديد.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن السلطات الإسرائيلية تواصل منع إدخال تطعيمات شلل الأطفال إلى القطاع، لليوم ال40 على التوالي. وشددت وزارة الصحة في بيان رسمي على أن منع دخول تطعيمات شلل الأطفال إلى القطاع، يعرقل جهود تنفيذ المرحلة الرابعة من الحملة الوطنية لتعزيز الوقاية من هذا المرض الخطير. وحذرت الوزارة من أن استمرار هذا المنع يهدد حياة أكثر من 602 ألف طفل ممن يواجهون خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة في حال لم يتم توفير التطعيمات بشكل عاجل.
إلى ذلك، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس الثلاثاء، عن تدهور ملحوظ في الأداء العسكري للجيش الإسرائيلي في حربه على غزة، حيث تكبدت وحدات النخبة مثل لواء «غولاني» خسائر بشرية كبيرة.
ووفقاً لمصادر عسكرية نقلتها صحيفة هآرتس، فقد لواء غولاني، أحد أبرز ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، 114 من مقاتليه وضباطه منذ بدء الحرب، إضافة إلى إصابة آلاف الجنود الآخرين. كما كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن فجوة كبيرة بين البيانات الرسمية وواقع الميدان، حيث أفاد ضباط ميدانيون بأن 60% فقط من جنود الاحتياط يلتزمون بالخدمة في غزة حالياً، بسبب الصعوبات الميدانية والإرهاق. هذه النسبة تتعارض بشكل صارخ مع تصريحات الجيش التي كانت تزعم أن 85% من الاحتياطي ما زالوا في الخدمة، ما يثير شكوكاً حول مصداقية المؤسسة العسكرية في إدارة الأزمة، كما يتم طرح تساؤلات حول استدامة الحرب، وإمكانية تفاقم الاحتجاج الداخلي ضدها مع كشف المزيد من الحقائق. (وكالات)