الشمس تتعامد على معبد الكرنك إيذاناً ببدء الصيف - الهلال الإخباري

تعامدت الشمس على معبد الكرنك في الأقصر، جنوبي مصر، إيذاناً ببدء فصل الصيف فلكياً، في ظاهرة ما يعرف بالانقلاب الصيفي، التي كانت تضيء فيها الشمس عتمة المعابد، ويفيض النيل بالخيرات في الزمان الغابر.
وقال المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر: «إن الحسابات الفلكية تشير إلى أن فصل الصيف يستمر هذا العام 92 يوماً و39 ساعة و37 دقيقة، إذ بدأ من 21 يونيو/ حزيران ويستمر حتى بداية فصل الخريف في 22 من سبتمبر/أيلول المقبل.
ويحدث الانقلاب الصيفي عندما تصل الشمس إلى أقصى نقطة في شمال السماء ويكون فيه طول النهار في مصر والدول الواقعة شمال خط الاستواء، الأطول خلال العام، بينما يكون الليل الأقصر.
وتشرق الشمس في هذا اليوم من أقصى الشمال الشرقي وتكون ظلال الأجسام في وقت الظهيرة هي الأقصر طوال العام، بينما تغيب الشمس من أقصى الشمال الغربي وترتفع لأعلى نقطة في السماء كما تُرى من مدار السرطان.
ويتزامن الانقلاب الصيفي في مصر مع تعامد الشمس على 5 معابد فرعونية، هي أبيدوس وهيبس وأدفو ودندرة ورمسيس الثالث بمجموعة معابد الكرنك، حيث تتسلل حزم ضوئية شمسية عبر فتحات في أسقف المعابد الخمس، لتضيء ظلمة تلك المعابد، إيذاناً ببدء فصل الصيف، بحسب التقويم المصري القديم كما تغرب الشمس من بين أعمدة وصروح المعابد الفرعونية الشهيرة في الأقصر.
وقسّم المصريون القدماء السنة إلى أيام وشهور وفصول، مثلما قسموا الليل والنهار ورصدوا الكواكب في السماء واستعان المصريون القدماء بالعلوم الفلكية في توجيه المعابد والمباني والصروح والمقصورات القديمة أثناء تشييدها، تماشياً مع الدور المهم الذي تلعبه معتقداتهم الدينية في حياتهم وكان من عادة الكهنة أن يقيموا لإله النيل احتفالاً في بدء الانقلاب الصيفي، يقربون فيه له ثوراً وأوزة وقرابين أخرى من الخبز وغيره، ثم يلقون في النيل وثيقة مختومة من ورق البردي، مخطوطاً عليها أمراً للنيل أن يجري في فيضان معتدل، يكفل للبلاد الخير والرخاء وكان هذا الاحتفال يقام في اليوم الذي تصل فيه مياه النيل الصيفية قادمة من أسوان إلى بلدة السلسلة مبشرة بفيضان عظيم.
وعني المصري القديم بتصميم وبناء معابد الكرنك، لتتوافق معمارياً وهندسياً مع حركة الشمس الفصلية، فاستخدم الضوء في تحديد مواعيد الفصول.