الهلال الإخباري

أطباء: حظر العمل وقت الظهيرة يخفض معدل المخاطر الصحية - الهلال الإخباري

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أطباء: حظر العمل وقت الظهيرة يخفض معدل المخاطر الصحية - الهلال الإخباري, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 12:06 صباحاً

تحقيق: محمد أبو السمن

تواصل دولة الإمارات، منذ 21 عاماً، تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة، خلال ساعات الظهيرة، من 15 يونيو إلى 15 سبتمبر من كل عام، وذلك حفاظاً على صحة العمال وسلامتهم خلال أشهر الصيف التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، وتتزايد التحذيرات الطبية من المخاطر الصحية الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس، خصوصاً لمن يعانون أمراضاً مزمنة، لذا أجمع أطباء على أن هذا القرار أسهم في الحد من إصابات الانهاك الحراري وضربات الشمس مقارنة مع سنوات ما قبل تطبيق القرار.

جاء قرار حظر العمل وقت الظهيرة، ليؤكد الحرص على صون كرامة الإنسان وحمايته، بتأمين شروط السلامة المهنية للعمال، والوقاية من الإجهاد الحراري في مواقع العمل المكشوفة، حيث يُمثل التعرض المباشر والمطوّل لأشعة الشمس خطورة رئيسية يؤدي لاضطراب التوازن الحراري في الجسم، مع احتمال تدهور الوضع الصحي في حال عدم تلقي العناية الطبية الفورية.

وأكدت مصادر طبية بأقسام الطوارئ، أن العمال في مواقع البناء أو المرافق العامة هم الفئات الأكثر عرضة لهذه الحالات، نظراً لضعف قدرتهم على التكيف مع التغيرات الحرارية أو لصعوبة تجنب أشعة الشمس خلال ساعات النهار، كما يُلاحظ أن مرضى السكري والقلب يعانون مضاعفات أسرع نتيجة تأثير الحرارة المرتفعة على الدورة الدموية والوظائف الحيوية للجسم.

بيئة آمنة

منذ سنوات تحرص الدولة ممثلة في وزارة الموارد البشرية والتوطين، على تطبيق حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة وقت الظهيرة طوال أشهر الصيف، وذلك من الساعة 12:30 حتى الساعة 3 ظهراً، لتوفير بيئة عمل آمنة تستجيب لأفضل ممارسات واشتراطات الصحة والسلامة المهنية، وبما يجنب القوى العاملة الإصابات والأضرار التي قد تنتج جراء العمل في درجات الحرارة المرتفعة خلال أشهر الصيف.

وتتسابق العديد من الشركات وأصحاب العمل إلى توفير أماكن مظللة للعمال خلال فترة التوقف عن العمل أو خلال ممارستهم الأعمال المرخصة، إلى جانب إنشاء آلاف الاستراحات لتوزيع المشروبات الباردة والوجبات الغذائية على العمال خلال فترة الحظر.

وقال الدكتور محمد ضياء إبراهيم، استشاري طب الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، إن الإنهاك الحراري هو مرحلة تسبق ضربة الشمس، بسبب تعرض الشخص لدرجات حرارة عالية لفترة في مكان حار، قد يكون تحت الشمس أو خارجها، وخلال هذه الفترة يصاب بصداع شديد وتعرّق وإنهاك وغثيان وتشنج في العضلات.

وأوضح أن الإنهاك الحراري إذا تم علاجه مباشرة، فإن تأثيراته تكون محدودة، لكن إذا تطورت الحالة إلى ضربة شمس، فإن التأثيرات قد تكون كبيرة على الأعضاء الحيوية في الجسم، حيث إن الفارق بين الحالتين يتمثل في أن الجسم يتعرّق بشدة في الإنهاك الحراري، بينما يتوقف التعرق في ضربة الشمس، ويبدأ الوعي بالتغير وترتفع حرارة الجسم لتصل إلى 40 أو 41 درجة مئوية.

إجراء وقائي

أشار الدكتور محمد ضياء إلى أن أهم إجراء وقائي هو عدم التعرض للشمس في فترة الذروة، لأنها تكون مؤذية خصوصاً الطيف فوق البنفسجي، الذي يكون اعتيادياً في الإمارات من الساعة 10 صباحاً حتى 3 ظهراً، وقد يمتد حتى الرابعة، محذراً من خطورة التعرض لهذه الأشعة حتى في الأيام الغائمة.

وأكد أن قسم الطوارئ في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي يضم أخصائيين واستشاريين قادرين على تشخيص الحالات قبل أن تتطور إلى ضربة شمس، مشيراً إلى أن أي حالة يتم تقييمها مباشرة عند الوصول، وإذا كانت خطرة، يُدخل المصاب فوراً إلى الطبيب لاتخاذ الإجراءات المناسبة، ولا يوجد وقت محدد للتشخيص والعلاج، لأنه يختلف حسب الحالة، لكن الحالات الطارئة تُشاهد خلال دقائق وتتلقى كل الإجراءات اللازمة».

الإصابات الشائعة

من الإصابات الشائعة التي يتعرض لها الإنسان بسبب التعرض لإشاعة الشمس، هي الإجهاد الحراري، وضربات الشمس، والجفاف الحاد، والدوار، وأحياناً فقدان الوعي، وهو ما أكده الدكتور نضال شاويش استشاري ورئيس قسم طب الطوارئ في مدينة برجيل الطبية، مُحذراً من التداعيات الصحية لهذه الحالات حيث يمكن أن يسبب تطورها إلى مضاعفات خطيرة، مثل الهبوط في الدورة الدموية أو فشل كلوي مؤقت في حال عدم التدخل السريع.

وأضاف أن كبار السن والأطفال، والعمال في المواقع المكشوفة هم الأكثر عرضة للإصابة، بالإضافة إلى مرضى السكري والقلب الذين قد لا يتحملون التغيرات الحرارية المفاجئة.

وأوضح أن قسم الطوارئ مجهز بغرف مبردة ومزودة بالأجهزة اللازمة مثل أجهزة قياس الحرارة المستمرة، محاليل وريدية لإنعاش السوائل، وأجهزة مراقبة العلامات الحيوية، رشاشات مياه مبردة ومروحة كبيرة الحجم.

كما يوجد فريق طبي ومسعفون متخصصون للتعامل مع حالات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف، يعملون طوال أيام الأسبوع، مؤكداً أن القسم مستعد بكامل طاقمه وتجهيزاته للتعامل مع موجات الحر الشديدة، وأن التنسيق جارٍ مع باقي الأقسام مثل وحدة العناية المركزة، لضمان استيعاب أي زيادة في الحالات.

ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن قسم الطوارئ، فإن المعدل السنوي للحالات المرتبطة بأشعة الشمس منذ بداية شهر مايو حتى نهاية شهر سبتمبر التي يتم استقبالها سنوياً وتتلقى الرعاية والعلاج المكثف تتراوح إجمالاً ما بين 70 و80 حالة.

تدخل عاجل تبريدي

يحدث الإجهاد الحراري بسبب فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل والأملاح، وأعراضه تشمل التعرق الشديد والدوخة والغثيان، أما ضربة الشمس فهي حالة أكثر خطورة تحدث عند فشل الجسم في تنظيم حرارته، وتؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة فوق 40 مئوية، وجفاف الجلد، واضطرابات في الوعي وقد تصل إلى الغيبوبة، وأكدت الدكتورة فدوى الحمادي أخصائية طب الطوارئ في أبوظبي، أن هذه الحالة تحتاج إلى تدخل عاجل تبريدي والنقل للطوارئ لاتخاذ إجراءات سريعة لمحاولة التحقق من المؤشرات الحيوية للجسم وخفض الحرارة المرتفعة وإعطاء الأدوية اللازمة.

فيما أشار الدكتور معتز سلامة أخصائي طب الطوارئ في أبوظبي، إلى عدد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المصابون أو ذووهم قبل الوصول للطوارئ، منها صب الماء البارد مباشرة على جسم المصاب بشدة، مما قد يسبب صدمة، وتأخير الوصول للطوارئ بحجة أن المصاب سيتحسن مع الراحة، وعدم إعطاء سوائل كافية أو إعطاؤها بطريقة خاطئة خاصة للأطفال.

ولفت إلى عدة نصائح هامة للمُعرّضين يومياً للشمس والعاملين في المواقع المكشوفة، منها تجنب العمل وقت الظهيرة (من 11 صباحاً حتى 4 عصراً)، وارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة تعكس الحرارة ولا تمتصها، وارتداء قبعات واقية ونظارات شمسية، مع شرب كميات وفيرة من الماء، حتى عند عدم الشعور بالعطش، إضافة للحصول على فترات راحة منتظمة في أماكن مظللة أو مبردة، والانتباه لأي أعراض تعب أو دوار ومراجعة أقرب مركز طبي فوراً.

أولوية صحية

أوضحت الدكتورة ياسمين أحمد، أخصائية طب الأسرة في عيادة هيلث بلاس للأسرة بأبوظبي، أن السلامة من الشمس باتت أولوية صحية على مدار العام، مع اشتداد حرارة الصيف عاماً بعد عام، ومع بلوغ درجات الحرارة في ذروتها إلى 50 درجة مئوية، تزداد الحاجة إلى معلومات موثوقة ورعاية وقائية وتوعية مجتمعية.

وأشارت إلى أهمية تحديث المعلومات المرتبطة بالتعرض للشمس وتعليم الأبناء ممارسات الحماية الأساسية، وهي خطوات ضرورية في بيئة مناخية حارة.

وقالت إن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، تؤكدان ضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحاً و3 عصراً، حيث تكون مستويات الأشعة فوق البنفسجية في ذروتها، وأنه خلال أشهر الصيف، قد تمتد هذه الفترة من الساعة 10 صباحاً حتى 4 عصراً، خصوصاً في المناطق الداخلية والمدن والصحراء.

وأشارت إلى أن الأفراد الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية الناتجة عن الشمس هم الأطفال دون سن العاشرة، بسبب رقة بشرتهم وحساسيتها وقلة احتياطات الجسم من الماء، وكبار السن، الذين قد يعانون ضعف تنظيم الحرارة أو أمراضاً مزمنة، والنساء الحوامل، إذ تزداد لديهن مخاطر الجفاف والإجهاد الحراري، والعاملون في الهواء الطلق، بالإضافة إلى أصحاب البشرة الفاتحة أو ممن لديهم تاريخ من حروق الشمس أو أمراض جلدية.

وفيما يخص فاعلية الملابس والواقي من الشمس، أكدت أنهما يوفّران الحماية المثلى، لافتة إلى أن دراسة نُشرت عام 2024 أظهرت أن استخدام الواقي من الشمس بانتظام يقلل خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 40%، وأشارت دراسة أخرى أُجريت في الإمارات عام 2023 أظهرت أن 37% فقط من المستخدمين لواقي الشمس يطبّقون الواقي بالكمية الموصى بها، داعيةً لإعادة تطبيقه كل ساعتين أو بعد السباحة أو التعرق، واختيار الأنواع المقاومة للماء والعرق والمناسبة للبشرة.

تواصل دولة الإمارات، منذ 21 عاماً، تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة، خلال ساعات الظهيرة، من 15 يونيو إلى 15 سبتمبر من كل عام، وذلك حفاظاً على صحة العمال وسلامتهم خلال أشهر الصيف التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، وتتزايد التحذيرات الطبية من المخاطر الصحية الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس، خصوصاً لمن يعانون أمراضاً مزمنة، لذا أجمع أطباء على أن هذا القرار أسهم في الحد من إصابات الانهاك الحراري وضربات الشمس مقارنة مع سنوات ما قبل تطبيق القرار.

استبيان لقياس آراء أصحاب العمل

دعت وزارة الموارد البشرية والتوطين أصحاب العمل إلى المشاركة في استبيان لقياس آرائهم حول«سياسة حماية العمالة من الإجهاد الحراري»، التي تطبقها الوزارة سنوياً، تماشياً مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز جودة الحياة والصحة والسلامة المهنية للعاملين في القطاع الخاص. وتهدف الوزارة إلى دعم قطاع الأعمال مع ضمان أعلى معايير السلامة والصحة المهنية للعاملين من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال حماية العمل، حيث يهدف هذا الاستبيان للتعرف على أبرز التحديات والمقترحات التحسينية، وتقييم مدى جاهزية المنشآت واستعدادها لتطبيق القرار بفاعلية.

وتضمن الاستبيان معلومات عن اسم المنشأة، وحجمها وعدد العمالة، والقطاع الذي تنتمي إليه المنشأة، ومدى الالتزام والتأثير، ومدى وضوح التعليمات والإرشادات الصادرة بشأن سياسة حماية العمال من الإجهاد الحراري، والتحديات في تطبيق القرار، وفاعليته في حماية صحة وسلامة العمال، وهل تؤيد تعديل التوقيت، وما هي الفترة الزمنية الأنسب للتطبيق، وهل تؤيد ربط تنفيذ سياسة حماية العمال من الإجهاد الحراري، بالعوامل الجوية المختلفة مثل درجة الحرارة - الرطوبة - الأمطار والعواصف وغيرها.

كما شمل الاستبيان، أنه في حال عدم التعديل على فترات سياسة حماية العمال من الإجهاد الحراري، ما هي درجة الحرارة المثلى لتطبيق القرار، وهل تم تدريب العمال على أهمية القرار وتأثيره على صحتهم، وما أبرز وسيلة إعلامية أو توعية أسهمت بزيادة الوعي بسياسة حماية العمال من الإجهاد الحراري هذا العام، وأي ملاحظات أو اقتراحات على الاستراحات العامة خلال فترة الصيف.

واختُتم الاستبيان بأسئلة عن المقترحات والتوصيات، وما التحسينات لتسهيل الالتزام بتطبيق القرار، وما نوع الدعم الذي تتطلعون إليه من الوزارة لتسهيل تطبيق القرار، وما الاقتراحات الأخرى التي قد تسهم في تحسين تطبيق القرار.

أخبار متعلقة :