نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
د.حماد عبدالله يكتب: قوافل المصريين !! - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 01:28 صباحاً
أمس تحدثت في عمودي عن مصر والمصريين وحينما بدأت الكتابة كانت النية متجهة للحديث عن تلك الظاهرة التي تميز بها المصريون دون غيرهم، وهي الإستنفار أمام الأحداث الكبيرة، والتجمع كرجل واحد وكإمرأه واحدة دون تفرقه في عقيدة أو رتبة إجتماعية أو ثقافة، الجميع يتوحد حينما يصيب بلدنا مصابًا أو مصيبة !!
والتاريخ يقول ذلك ففي هجوم فيضان النيل على الوادى قبل إنشاء السد العالي، كان المصريون يتجمعون لصد الفيضان في الوادي، وكان سكان المناطق العالية يستضيفون سكان جوار النهر حتي إنكماش الفيضان وفي الحروب، شاهدنا ورصدنا ذلك في العصر الحديث في حرب أكتوبر حينما وقف شعب مصر كله خلف قواته المسلحة، لم تسجل حادثة سرقة أو مشاجرة واحدة طيلة أيام الحرب!
وفي حرب 1967، إستضاف المصريون أهل مدن قناة السويس، وشاركوهم مصابهم، وفي حرب 1956، كنت طفلًا، ووجدت في بيتي أسرة من بورسعيد بأطفالها إستضفناها في منزلنا ومنازل أقاربنا وكل المصريون هبوا للمساعدة وأمام الحوادث الناتجة من الطبيعة في الزلازل وفي السيول، ولعل المشهد الأخير الذي
دعاني للكتابة، هذا التجمع الرائع في ميدان النافورة في المقطم بناءًا علي دعوة من برنامج القاهرة اليوم تجمع مصريون من كل الإتجاهات ومن كل الطبقات ومن كل مشارب المجتمع من (رجل وإمرأه) من البسطاء إلي كبار رجال الأعمال والصناعة، لكي يكونوا قوافل للخير محملة بكل إحتياجات المنكوبين من أحداث السيول، وكان المشهد مهيب، وكانت الروح عالية، وحينما سمعت عمرو أديب متباهيًا بالمصريين وكأن شيء غريب حدث، توقفت، ورأيت أن أكتب بأن هذا هو العادي والطبيعي في شعب مصر الشعب الذي لا يضاهيه أحد من شعوب العالم نحن فقط نحتاج للمبادرات لكي نتجمع كلنا حول الخير.
ولعل بإسلوب ( أشمعني ) تحركت كل المدن وكل البلاد في طول مصر وعرضها وتحرك المتبرعون للتنظيم والنقل والمساعدة والتوصيل، لكي يكون هناك أكبر قافلة في تاريخ مصر المعاصر تنقل، حب المصريين وكرمهم، وعطائهم لأخوانهم المنكوبين، هكذا هي مصر، وهكذا هي بلادنا، لا تخيب أبدًا أمام الكوارث سواء كانت طبيعية أو من فعل الإنسان، لقد نسي الشعب أن هناك ماتش هام للفريق القومي، وتحركوا للمساهمة في المساعدة لمصري منكوب علي بعد مئات الكيلومترات، هذا هو شعبي، شعب مصر المحترم علي طول تاريخه !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
[email protected]
أخبار متعلقة :