نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أزمة إنسانية في أعماق البحر: هجمات الحوثيين تهدد حياة طواقم السفن التجارية - الهلال الإخباري, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 07:40 مساءً
في تصعيد جديد يهدد أمن الملاحة البحرية الدولية، أعلنت مليشيات الحوثي، يوم الأربعاء، عن احتجاز عدد من أفراد طاقم سفينة "إترنيتي سي"، بعد ساعات من إعلان إغراقها قبالة سواحل الحديدة اليمنية، في هجوم مزدوج استخدمت فيه زوارق مسيّرة وستة صواريخ مجنحة وباليستية.
ويعد هذا الهجوم الثاني خلال أيام، بعد إغراق السفينة "ماجيك سيز"، مما يعكس تصعيدًا ممنهجًا في عمليات الحوثيين ضد السفن التجارية، لا سيما تلك التي يُشتبه في تعاملها مع ميناء إيلات الإسرائيلي.
تفاصيل الهجوم: قفز الطاقم في البحر ومحاولات إنقاذ مستمرة
بدأت الاعتداءات على سفينة "إترنيتي سي" يوم الاثنين الماضي بزوارق سريعة وصواريخ حوثية، ثم تكررت الهجمات مساء الثلاثاء، ما أجبر طاقم السفينة على القفز في الماء.
وأفادت شركات أمنية بحرية شاركت في عمليات الإنقاذ، أنه تم انتشال أربعة من أفراد الطاقم وفرد أمن مسلح بعد أكثر من 24 ساعة في المياه، فيما لا يزال مصير باقي الطاقم البالغ عددهم 22 شخصًا مجهولًا، وسط مخاوف من اختطافهم من قبل الحوثيين.
ويتكون الطاقم من 21 فلبينيًا، وروسي واحد، ومواطن يوناني ضمن أفراد الأمن.
الحوثيون يقرون بالعملية ويبررونها
أقرت مليشيات الحوثي رسميًا باستخدام زوارق وصواريخ باليستية ومجنحة في الهجوم، وادعت أن احتجاز أفراد الطاقم جاء في إطار "إنقاذهم من الغرق ونقلهم إلى مكان آمن"، فيما برّرت الهجوم بسبب تعامل السفينة مع ميناء إسرائيلي، وفق بيان صادر عن الجماعة.
سلسلة من الاعتداءات البحرية المتصاعدة
الهجوم على "إترنيتي سي" ليس الأول من نوعه، بل يأتي ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات الحوثية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث استهدفت الجماعة:
أكثر من 100 سفينة تجارية باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة وأسفر ذلك عن غرق سفينتين على الأقل ومقتل أربعة بحارة وتشمل السفن المستهدفة مؤخرًا "ماجيك سيز" (أُغرقت في يوليو 2025) و"توتور" ناقلة الفحم اليونانية (يونيو 2024) و"روبيمار" سفينة الأسمدة البريطانية (مارس 2024) و"سونيون" (تعرضت لهجوم بالعبوات الناسفة وظلت مشتعلة 22 يومًا)
ضبط شحنة مخدرات كبيرة قبل وصولها للحوثيين
وبالتزامن مع التصعيد العسكري، أعلنت قوات خفر السواحل اليمنية في قطاع البحر الأحمر – التابعة للمقاومة الوطنية، يوم الأربعاء، عن ضبط شحنة ضخمة من المخدرات كانت في طريقها إلى الحوثيين، في عملية نوعية تمت في عرض البحر بعد رصد وتتبع دقيق.
تفاصيل الشحنة:
253 كيلوجرامًا من الحشيش و186 كيلوغرامًا من مادة الميثامفيتامين (الشبو)
وأوضح بيان المقاومة أن الزورق المشبوه تم قطره إلى موقع آمن، وصودرت الشحنة تمهيدًا لإتلافها، فيما أُحيل المهربون إلى الجهات المختصة للتحقيق.
وأشار البيان إلى أن هذه العملية تضاف إلى جهود سابقة في إحباط شبكات تهريب تديرها إيران لدعم الحوثيين بالمخدرات، حيث يتم تسويقها داخليًا لتفكيك النسيج الاجتماعي أو تهريبها إلى دول الجوار.
عمليات سابقة لمكافحة التهريب:
أبريل 2025: ضبط شحنة مخدرات بقيمة 8 ملايين دولار في بحر العرب
فبراير 2025: ضبط 2،357 كغم من الحشيش
مارس 2025: ضبط 402 كغم من الهيروين والميثامفيتامين
المجتمع الدولي أمام اختبار جديد
يشكّل هذا التصعيد الحوثي تهديدًا خطيرًا لأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ويزيد من تعقيدات المشهد الأمني والاقتصادي في المنطقة، خصوصًا أن هذه الاعتداءات تمس التجارة العالمية بشكل مباشر، وتُنذر بكارثة بيئية واقتصادية في حال استمرارها.
كما تبرز تورط إيران المباشر في دعم جماعة الحوثي بالمخدرات والسلاح، ما يفرض على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات صارمة لردع هذه التهديدات المستمرة.
تصعيد حوثي ثلاثي الأبعاد
بين استهداف السفن التجارية، واختطاف الطواقم، وتهريب المخدرات، تؤكد جماعة الحوثي أنها ماضية في خوض حرب بحرية مفتوحة، تُهدد استقرار المنطقة، وتضع المجتمع الدولي أمام واجب التحرك العاجل لإنهاء هذه الاعتداءات ومنع تحول البحر الأحمر إلى بؤرة حرب دائمة.
أخبار متعلقة :