الشارقة : مها عادل
صيد الأسماك هواية وحرفة وتجارة ورياضة أيضاً، ويمارسها الكثير من البشر حول العالم لأغراض مختلفة، مثل الترفيه والشغف والبحث عن الرزق، وغالباً ما تتشابه أدوات وأساليب صيد الأسماك حول العالم ،ورغم ذلك فهناك بعض الأساليب النادرة التي تتسم بالغرابة والتفرد وترتبط بشعوب ومناطق معينة بالعالم.
ويعتبر الصيد من فوق أعواد البامبو من أغرب طرق صيد السمك وأكثرها تفرداً بالعالم ويمارسها الصيادون في سريلانكا حيث يتدلّى الصيادون من فوق ركائز خشبية يدوية الصنع مغروسة في رمال الشاطئ، لساعات على أمل أن تلتقط صنّاراتهم بعضاً من الأسماك.حيث يقوم صيادو السمك بإحياء طريقة الصيد التقليدية التي توارثوها عن أجدادهم لأجيال، حيث يعود تاريخ صيد الأسماك باستخدام الركائز الخشبية إلى زمن الحرب العالمية الثانية، حين أدّى نقص الطعام، وقلّة القوارب المناسبة للصيد إلى إلهام الصيادين لابتكار طريقة جديدة في اصطياد الأسماك.وتعتبر هذه الطريقة مبتكرة وتحتاج للياقة البدنية والممارسة من أجل إتقان الجلوس على الخشب لفترات طويلة.
ومن الطرق الغريبة أيضاً الصيد بالألواح البيضاء، وهي طريقة صيد غريبة أخرى يستخدمها الصياد الصيني، حيث يوجد على أحد جوانب كل قارب صيد صغير لوحة باللون الأبيض، وتنزلق اللوحة من القارب إلى سطح الماء بزاوية 45 درجة ، وعند رؤية الأسماك لهذا اللوح يتلألأ في ضوء القمر ، لا يمكنها مقاومة إغراء القفز فوقه، والدخول في القارب .
أما الصيد بطيور الغاق، فهي من أقدم طرق صيد الأسماك، وقد تعلم الصيادون في اليابان والصين القديمة تربية هذه الطيور وتدريبها لمساعدتهم على صيد الأسماك في الأنهار، وهو ما يعرف باسم الصيد بالغاق، ويتم ربط وتر بالقرب من حلق الطيور، مما يسمح للطيور فقط بابتلاع الأسماك الصغيرة ، وعندما يلتقط الطائر سمكة كبيرة ويحاول ابتلاعها، تعلق السمكة في حلق الطائر، ثم يتم استردادها بعد ذلك من قبل الصيادين عندما يعود الطائر إلى القارب، ويستطيع كل طائر حمل ما يصل إلى ستة أسماك في حلقه في وقت واحد . والمعروف أن طيور الغاق هي نوع من الطيور البحرية التي تعيش على أكل الأسماك، وتعد هذه الطيور ماهرة في صيد الأسماك ، فهي تنتظر فريستها على شواطئ البحر أو على جوانب الأنهار ، وفي اللحظة المناسبة تغوص تحت الماء وتدفع نفسها بأجنحتها وأقدامها، وتصطاد السمك بمنقارها المصمم خصيصاً لذلك،يعود تاريخ هذا الأسلوب القديم إلى أكثر من 1300 عام.