تحقيق: عهود النقبي
طمأن عدد من الأطباء الأهالي ممن طالتهم المخاوف بشأن انتشار «الإنفلونزا الموسمية» هذه الأيام في المدارس.
وأكدوا ل«الخليج»، إن الوضع مطمئن في الدولة، وسبب كل هذه العدوى اختلاف الطقس ودخول فصل الشتاء، حيث تنشط الفيروسات.
وفي الفترة الأخيرة انصبت مخاوف الأهالي من انتشار فيروس جديد بين الطلبة، مما تسبب في بعض الازدحام في العيادات والمستشفيات، ما دفع أولياء أمور الطلبة تحديداً إلى عدم إرسال أطفالهم إلى الحضانات والمدارس.
ذكر الدكتور محمد العدواني، طبيب الأمراض الجلدية وأمراض الحساسية، أن الإنفلونزا الموسمية مرض فيروسي يصيب الجهاز التنفسي، وهي من الأمراض المعدية التي تنشط في موسم الشتاء مع برودة الجو، إذ تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق السعال، أو العطس، أو استنشاق الهواء الذي يحمل الفيروسات، أو عن طريق لمس سطح ملوّث يتبعه لمس للعين، أو الأنف، أو الفم.
كما تنتشر بشكل أكبر في الأماكن المزدحمة مثل المدارس وأماكن العمل، والأماكن المغلقة، وهي تصيب جميع الأعمار ويختلف تأثيرها من شخص إلى آخر، وقد تكون خفيفة يمكن التعافي منها في غضون أسبوع بالعزل الذاتي والراحة وأخذ خافض الحرارة بالمنزل. وفي بعض الحالات تكون شديدة تتطلب دخول المريض إلى المستشفى وتلقّي العلاج.
ومن أعراض الإنفلونزا ارتفاع درجات الحرارة أكثر من 38 درجة، والوهن، والصداع، والسعال، وآلام المفاصل والعضلات.
الأكثر عرضة
وبين د. العدواني، أن من أكثر الناس عرضة للإصابة كبار السن، والأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة، العاملين في مجال الرعاية الصحية، ومرضى السرطان، ومن لديهم مشاكل في جهاز المناعة.
وهذه الفئات يتوجب عليهم أخذ التطعيم السنوي لمنع الإصابة بالفيروس ومنع حدوث المضاعفات.
وذكر أن هناك طرائق للوقاية من الإصابة، وهي ضرورة تلقّي اللقاح السنوي المتوافر لدى وزارة الصحة، ضمن برنامجها الوقائي، وتجنّب التواصل مع المصابين من قرب، والإكثار من غسل اليدين بالماء والصابون، والابتعاد عن لمس العينين والأنف والفم إذا كانت اليدان متسختين، وعدم المكوث أوقاتاً طويلة في الأماكن المغلقة شتاءً.
موسم خصب
وأكد الدكتور بشر البشر، طبيب عام، أن أساس الأمراض الأخيرة المنتشرة بأعراضها تعود إلى الإنفلونزا الموسمية، وفصل الشتاء موسم خصب لانتشار الأمراض، وتكثر فيه الإصابة تحديداً لدى الأطفال بسبب عدم تكوّن الجهاز المناعي لديهم بشكل كامل، كذلك كبار السن، وممن يعانون الأمراض المناعية.
وينصح المصابون وغير المصابين بالالتزام بالاحتياطات المتعارف عليها أثناء الإصابة بالإنفلونزا، وهي عادات تتوجّب ممارستها يومياً، كتنظيف اليدين بعد العودة من الخارج، وعدم الاختلاط بالمرضى. أما بالنسبة للحالات التي تتطلب الذهاب إلى المستشفى، فيعود إلى مستوى تطور الأعراض لدى المريض ومدى استقرارها.
وينصح بتناول الأدوية بوصفة طبية يحددها الطبيب، ولا يتناول أي دواء عشوائياً، تجنباً لحدوث المضاعفات، كما ينصح بالتطعيم للتقليل من الأعراض.
أعراض شديدة
وقال الدكتور محمد السيفان، طبيب عام، إن تحوّر الفيروس واختلافه الجيني من عام إلى عام، أحد أسباب شدة الأعراض التي يعانيها الكثير من المصابين في الآونة الأخيرة، وكذلك دور جائحة «كورونا» وعودة الحياة إلى شكلها الطبيعي وعودة الاختلاط، فهي تتسبب في عودة نشاط الفيروسات بشكل أقوى.
وأغلب المصابين ب«كورونا» ممن تعرّضوا لالتهابات الجهاز التنفسي أدت إلى ضعف المناعة لديهم، ما ضاعف من أعراض الإنفلونزا الموسمية.
وأكد الدكتور السيفان، أن موسم الشتاء موسم مهرجانات واختلاط، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض بشكل أكبر وأسهل.
وقد نصح بأخذ التطعيم وتعزيز النظافة الشخصية، وتجنب الاجتماعات المزدحمة والاحتفالات للوقاية من الأمراض، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات وممارسة الرياضة لتقوية المناعة. كما شدد على عدم الذهاب إلى المستشفى، إلا إذا كانت الأعراض قوية ولم يتمكن المصاب من تدارك الأعراض في المنزل.