بوريس جونسون سياسي بريطاني بارز، شغل منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة من يوليو 2019 حتى سبتمبر 2022. تميز بكونه شخصية مثيرة للجدل، وقدم نفسه كمدافع عن سيادة بريطانيا، مع التركيز على رفع مكانتها عالمياً.
يعكس كتاب «Unleashed» بمعنى «أطلق العنان» أو مجازياً «بلا قيود» تفاصيل مسيرة بوريس جونسون السياسية والاجتماعية، مقدماً سرداً مباشراً للأحداث والمحطات التي شكلت حياته العامة.
ينطلق الكتاب من تجربة جونسون كعمدة لندن، حيث يستعرض مشاريعه ومبادراته التي هدفت لتحسين المدينة، مثل تشجيع استخدام الدراجات، وتطوير الحافلات، والتصدي للجريمة. كما يلقي الضوء على أولمبياد لندن 2012، التي يعتبرها علامة فارقة في مسيرته، حيث واجه تحديات تنظيمية كبيرة نجح في تحويلها إلى لحظة فخر وطني.
يتناول أيضاً القضايا الاجتماعية التي أثرت في لندن خلال فترة توليه المنصب، ليظهر التحديات المرتبطة بقيادة مدينة متنوعة ثقافياً مثل لندن.
يقدم جونسون في مذكراته تفاصيل عن دوره في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يشرح قراراته وتوجهاته التي دفعت المملكة المتحدة نحو الخروج.
ويكشف عن رؤيته لضرورة تعزيز سيادة بريطانيا واستقلالها الاقتصادي، ويستعرض كيفية مواجهة حكومته للتحديات التي نتجت عن هذه الخطوة التاريخية. ويوضح جونسون تفاصيل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، مسلطاً الضوء على التوترات التي صاحبت عملية الخروج، وتأثيرها في العلاقات الخارجية.
تأخذ فترة جائحة كوفيد-19 حيزاً مهماً في الكتاب، حيث يعرض جونسون كواليس إدارة الأزمة الصحية والاقتصادية، متحدثاً عن الجهود المبذولة للتصدي للجائحة، بدءاً من إجراءات الإغلاق وحتى إطلاق حملات التطعيم. ويعكس الكتاب الضغوط الهائلة التي واجهها جونسون كقائد، وتأثير هذه التجربة في نهجه السياسي، مع تسليط الضوء على القرارات المصيرية التي اتخذها خلال هذه الفترة الحرجة.
يركز جونسون أيضاً على مفهوم «إعادة التوازن» بين مناطق بريطانيا، الذي كان جزءاً أساسياً من أجندته السياسية، ويناقش التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية التي تعانيها بعض المناطق، مسلطاً الضوء على مشروعات تنموية تهدف إلى تحسين البنية التحتية، وتعزيز الفرص التعليمية والاقتصادية، خاصة في المناطق الشمالية.
كما يكشف جونسون في كتابه عن الجانب الإنساني، حيث يروي تجربته مع فيروس كوفيد-19، التي كادت تنهي حياته، موضحاً كيف أثرت في فهمه لمسؤولياته كرئيس وزراء وفي أولوياته الشخصية والسياسية.
كما يتناول أيضاً الأخطاء والقرارات الجدلية التي واجهها، ويعيد تقييم الأحداث التي أثارت الانتقادات، محاولاً تقديم وجهة نظره حول الإخفاقات والنجاحات.
من ناحية أخرى، أثارت مذكرات بوريس جونسون ردود فعل متباينة في الصحافة البريطانية، فصحيفة «فاينانشيال تايمز» وصفت الكتاب بأنه «سيرة ذاتية مليئة بالحيوية والصراع»، لكنها أشارت إلى أن جونسون «يتجنب التأمل العميق في الأحداث الشخصية والسياسية المهمة».
وأشادت صحيفة «التلغراف» بكتابة جونسون، مشيرة إلى أنه «يكتب أفضل من أي سياسي آخر»، وفي الوقت نفسه أوضحت أن الكتاب يقدم القليل من الرؤى حول «حياته الداخلية». لكن في العموم، يبقى الكتاب عرضاً لزمن سياسي حاسم في تاريخ المملكة المتحدة، وهذا يجعله قراءة أساسية للراغبين في فهم ملامح السياسة البريطانية الحديثة من زاوية بوريس جونسون.