بعد مرور أكثر من عام على حرب غزة، أُنهك الصراع الذي يبدو بلا سقف، قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي الذي يواجه صعوبات في التجنيد زادها تعقيداً فتح جبهة جديدة مع لبنان.
ومنذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، استدعى الجيش نحو 300 ألف جندي احتياطي، 18 في المئة منهم رجال فوق سن 40 عاماً وكان ينبغي إعفاؤهم من الخدمة، في وقت باتت فيه إسرائيل تقاتل على جبهتين في قطاع غزة وفي لبنان.
ووسط تعتيم واسع، تشير التوقعات إلى أن الجيش الإسرائيلي تكبد آلاف القتلى والجرحى، خصوصاً على الجبهة اللبنانية. وحسب بيانات الجيش، فقد قتل منذ بدء إسرائيل هجومها البري في قطاع غزة في 27 أكتوبر من العام الماضي، 367 جندياً. فيما قتل على الجبهة الشمالية مع لبنان 87 جندياً منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 30 سبتمبر الماضي.
واضطر الجيش إلى تمديد فترة الخدمة الاحتياطية فيما يشكو بعض جنود الاحتياط من عدم القدرة على الاستمرار في حياتهم الطبيعية لستة أشهر متواصلة.
ويقول جندي الاحتياط أريئيل سيري ليفي في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي أعيدت مشاركته آلاف المرات «الوضع يتجاوز قدرتنا على الاحتمال».
ويقول ليفي إنه تم استدعاؤه أربع مرات منذ هجوم 7 أكتوبر قبل عام. ويضيف منتقداً أولئك الذين يريدون بقاء إسرائيل في لبنان وغزة «علينا أن ننهي هذه الحرب لأنه لم يعد لدينا جنود»، مؤكداً على أنه ما زال يؤمن بالمطلوب، لكن «التنازلات أصبحت كبيرة للغاية».
ويقول جندي احتياط آخر، لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم الكشف عن هويته إن «خسارة وظيفتي تضاف إلى الإرهاق الجسدي والمعنوي». واضطر العديد من العاملين في مصالح خاصة إلى إغلاقها بسبب الحرب حتى لو ضمنت الحكومة حداً أدنى من الدخل لجنود الاحتياط.
ويضيف جندي الاحتياط «ما زال الإيمان بالمصلحة العامة فوق مصلحة الفرد لكن التكلفة كبيرة جداً بالنسبة لعائلتي»، مشيراً إلى أنه أمضى نحو ستة أشهر في غزة هذا العام.
وأذكت الحرب المستمرة الجدل العام حول تجنيد اليهود المتشددين الذين تم إعفاء الكثير منهم من الخدمة العسكرية.
ويمثل اليهود المتشددون 14 في المئة من السكان اليهود في إسرائيل، وفقاً لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي، أي نحو 1,3 مليون شخص. ووفقاً للجيش فإن نحو 66 ألفاً ممن هم في سن التجنيد منهم، معفيون من الخدمة.
وبموجب حُكم تم تبنيه عند إنشاء إسرائيل عام 1948 وكان ينطبق حينها فقط على 400 شخص، تم إعفاء اليهود المتشددين تاريخياً من الخدمة العسكرية ليكرسوا وقتهم لدراسة النصوص اليهودية المقدسة.
وفي حزيران/يونيو الماضي، أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بتجنيد طلاب المدارس الدينية بعد أن قررت أن الحكومة لا يمكنها الاستمرار في الإعفاء «دون إطار قانوني مناسب».
ودعت الأحزاب السياسية المتشددة في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مثل هذا الإطار قبل التصويت على الميزانية في نهاية العام. (وكالات)